تعني اللحظة التاريخية «أكتوبر2012» من مسارمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة إلى جانب الرقم 10، أن السينما المغربية والمتوسطية تؤشر على تنامي سيرورة ووتيرة الإنتاج السينمائي، وتفرز أعمالا فنية تنتمي الى تصورات وأجيال مختلفة من شأنها أن تثري العطاء السينمائي الوطني والعربي والدولي، وتثير الانتباه للحضور الهام لصوت الشباب المغربي الذين لفتوا إليهم الأنظار منذ مهرجان طنجة لسنة 1995. مابين يونيو 2002 وأكتوبر 2012، كما تنوعت التجارب والمسارات السينمائية، أفرزت أسماء مخرجين شبابا فرضوا حضورهم وطنيا ودوليا، واضعين أمامنا الصورة الشفافة لكل المشاكل والآفاق والانتظارات والآمال لتحقيق مسار سينما مغربية يطمح لها الجميع، وذلك قصد تحقيق صناعة سينمائية حقيقية. أكيد هناك النقائص والضغوطات التي تعترض مسار السينما المغربية ونظيرتها المتوسطية ، لكن لايمكن ضمان الاستمرارية الانتاجية دون أن تكون هناك استراتيجية واضحة المعالم والأهداف. في هذا السياق، نستحضر بعض معالم الاستراتيجية التي ينهجها المركز السينمائي المغربي، التي شرع في تنفيذها تجاه القاعات السينمائية، الانتاج وتوزيع الفيلم المغربي، الحضور الدولي للفيلم المغربي.. وقضايا مهنية أخرى مرتبطة بالقطاع السينمائي المغربي، الشيء الذي يؤكد على أن نجاح هذا المشروع رهين بقيمة الدور الذي يجب أن يلعبه كل السينمائيين المغاربة الرواد منهم والشباب، لأنه لامستقبل لمن يقبل الواقع السينمائي كما هو، في ظل المنافسة الدولية التي يعرفها قطاع السينما. بعد عشرة سنوات من عمر المهرجان، كذلك، هناك مسار المركز السينمائي المغربي، الذي يظهر معه بأن نهجه يسعى في إطار رؤية وتفكير شمولي يتوخى منه الحرص على تطوير السينما من موقعه كمؤسسة وطنية حقيقية ، تخطط لمستقبل أفضل للسينما المغربية وسينما الشباب. سياقات الدورات السابقة وفقرات الدورة العاشرة، تضعنا أمام لحظة مهمة من مسار حياتنا الثقافية والفنية، هي بالضبط، اللحظة التي ينبغي أن نُحيي فيها من جديد سؤال السينما والثقافة والمجتمع، فهل ستشكل الأفلام القصيرة المشاركة في المسابقة الرسمية، مؤشراً على تحول السينما المغربية، هل تكرس الأفلام القصيرة لهذه الدورة الأمل الذي سجل في دورات طنجة السينمائية ، بخصوص سينما الشباب، هل ستتسم الدورة بإثارة نقاش حقيقي حول أعطاب صورنا، وحول المشاكل الأدبية والتقنية الراهنة؟.. إذن، دورة مهرجان الفيلم القصير المتوسطي المرقمة تحت رقم 10، مفتوحة على كل التساولات والانتظارات والآمال كذلك.. ، لأن تجربة السينمائيين الشباب المغاربة ستحقق الحركية ، لأنها ستمنح للفيلم المغربي فرصة أخرى للانتشار وطنيا، عربيا ودوليا، ومنعطف يفتح المجال أمام شباب قادم لإعطاء دينامية جديدة للسينما المغربية.