سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لقاء مع الفنان العالمي التهامي الندر حول مشاركته في معرض "المغرب المعاصر": ما عشته بالضاحية الباريسية أحالني على جذوري ومكنني من اكتشاف أنني سليل ثقافة تقليدية ألفية
هذا الفنان العالمي رأى النور بالمدينة القديمة بالدارالبيضاء، ونشأ بلاكرنوف بضاحية باريس، لكن اعماله تجوب كبريات العواصم العالمية، سواء طوكيو،شنغاي، برلينونيويورك،كما عرض ببلده الاصلي بالدارالبيضاء والرباط. بل ان احد اعماله يوجد بالبيت الأبيض حيث اهدى جلالة الملك محمد السادس الى الرئيس الامريكي باراك اوبما احد لوحات التهامي الندر عند زيارته الرسمية الاخيرة لواشنطن. يشارك التهامي الندر بمعهد العالم العربي في اطار معرض "المغرب المعاصر" الذي يشارك فيه 83 فنان من كل انحاء المغرب. في هذا الحوار يتحدث لنا هذا الفنان العالمي عن انطباعاته ومساره الفني والصعوبات التي تعترضه سواء بفرنسا او بالمغرب. وحول تصوره للفن الفوتوغرافي الذي لا يعتبره مجرد نسخ بل هو عمل اكثر تعقيدا كما يحدثنا عن رغبته في انشاء دار للصورة بالمدينة القديمة وهو المشروع الذي تلقى دعما ملكيا. o تشارك بمعرض المغرب المعاصر بمعهد العالم العربي بباريس، مع 83 فنان قادمون من مختلف مناطق المغرب، ما هو رأيك في هذه التظاهرة؟ n انا جد مسرور بهذه المشاركة، وهي تظاهرة تعرف نجاحا استثنائيا لدى الجمهور الفرنسي والأجنبي، ولأول مرة فان الابداع المغربي المعاصر في كل المجالات،الرسم، النحث، والديزاين، الفن المعماري،التصوير والفيديو يتم ابرازه ببلد أوربي، وبصفتي فنانا اشكرا جلالة الملك محمد السادس الذي بادر ودعم معرضا من هذا الحجم. والتي تشهد بروعة الابداع الفني ببلدنا. بفرنسا، اغلب الناس يعتقدون انه لا يوجد فنانون بالمغرب، ويكتشفون هذا الجيل من الفنانين الذي يسائل المجتمع المغربي في مختلف المجالات. o كيف اخترت مجال التصوير وهو مجال غير منتشر كثيرا بالمغرب؟ n لا يمكنني الحديث عن التصوير دون ان اتحدث عن حياتي فهما مرتبطان. لقد ازددت بالمغرب لكن نشأت بلاكورنوف في الضاحية الباريسية.و كانت الحياة جد صعبة، وهناك لم يكن لنا الاختيار الا ان تصبح منحرفا او رياضيا. هناك تطور اليوم يمكنك ان تصبح فكاهيا. امي وضعت بين يدي الة تصوير وقتا قليلا قبل وفاتها.و بذلك الاحساس اعتقدت ان ذلك يمكن ان يحميني.لانها كانت جد خائفة ان اصبح مدمنا على المخدرات او سارقا. ما هو اساسي في هذه الهدية من أمي انها كانت تعرف انه لم يعد امامها وقت طويل وأرادت ان تعطي معنى لحياتي. في الضاحية التي كنا نعيش بها كان هناك مركز ثقافي يقترح عددا من الانشطة منها ورشا حول التصوير، كان يقوم بتنشيطه احد قدماء ضباط الجيش البرتغالي الذي فر من الديكتاتورية ببلده. وقد دربنا على تقنيات اخراج الصور بأحد المختبرات الصغيرة. هكذا توالت الامور بالنسبة لي.وتعلمت عبر الوقت كل تقنيات الابداع التصويري دون ان امر من مدرسة لتصوير. هذه المراهقة التي عشتها كابن مهاجر بفرنسا هل كانت تحيلك على هويتك العربية؟ بالفعل ما عشته بالضاحية الباريسية احالني على جذوري ومكنني من اكتشاف انني سليل ثقافة تقليدية ألفية. في ثقافتنا ليس هناك صورة وكل شيء نتصوره. عندما نمر بدروب المدينة لا نرى شيئا ولكن احيانا عندما نفتح احد الابواب نكتشف دورا بجمالية وترتيب منقطع النظير. في اوربا نعيش في ثقافة حيث ان كل شيء يوجد في الصورة وفي المظهر. تصوري وطريقة عملي في التصوير ترتكز على هذا التوجه وعلى ارادة في الخروج من الصورة المعممة بالطريقة التي تمارس بالغرب. طفولتي البعيدة بالمغرب، كانت حاضرة دائما معي. عندما كانت امي تقوم بنسج الزربية التقليدية في المدينة القديمة بالدارالبيضاء لم نكن نتوفر على الكهرباء. وكنت اقوم بإضاءة يديها بالشمعة عن قرب. لهذه الاسباب فحتى انا اصور عن قرب. وقمت بإخراج صوري بنفسي، وتعلمت ان التصوير هو فن ولا علاقة لها بالصور المحضة. هذا الفضل يعود الى ثقافتي الاصلية. الفن لا يتم تعلمه في المدارس ( انا مقاريش يقول الفنان) طريقة عملي، وطريقتي في استباق الاشياء والتحرك هي اشياء تعلمتها في طفولتي بالزقاق الذي كنت اقيم فيه. ففي "الدريبة" تعلمت اشياء كثيرة في المدينة القديمة لدار البيضاء. o في هذا المعرض الذي تقوم به في معهد العالم العربي نرى صورا لمشردين نائمين وهي صور التقطتها في مترو نيويورك، هل يمكنك ان تحدثنا عن كيفية اختيارك للموضوع؟ n انا لا اختار مواضيعي ولا اطلب من الناس ان يعرضوا انفسهم لكي اصورهم. الاحداث هي التي تفرض نفسها علي، وعلي ابراز الاساسي والجمالي. عملي بمترو نيويورك هو ليس روبورطاجا حول مشردي نيويورك لكنه حول دراما انسانية. في الصورة بصفة عامة، فان قوة الموضوع هي التي تفرض نفسها بدل اعادة انتاج الواقع. انا ابحث عن الاشياء الغير القابلة لتصوير، ما يهمني هو ان لا تكون الاشياء قابلة لتعريف. لقد عانيت دائما لانه كان يتم ابعادي لأنني عربي. ابعاد الأخر والقبض على روحه هذا شيء لا يهمني. o هل هناك اعداد مسبق؟ n ابدا،لا يجب القيام بذلك. الاعداد المسبق للمشهد قبل التصوير يعطي صور اصطناعية. انا لا اقوم بالنسخ. بهذا المعنى ان ضد التصوير. والشرط الذي اطلبه دائما هو عدم الانتباه الي، كأنني غير موجود.وبعد اخذ الصور يبدأ عمل طويل بالنسبة لي للإخراج بمختبري. مثلا اخراج صورة واحدة من الحجم الكبير من اجل قطعها وإعادتها يتطلب مني يوما كاملا من العمل حوالي 12 ساعة. وهو ما يجعلني بعيدا عن المصورين، الذي يكونوا سعداء بمجرد حصولهم على كليشي صورة ما. و يمكنهم اخراج عدة نسخ منها وباحجام مختلفة وبالشكل الذي يريدونه. انت معروف اكثر في متاحف نيويورك،شنغاي وطوكيو اكثر من معرفتك بباريس، رغم انك نشأت وقضيت حياتك بهذا البلد؟ قلت لك ما انا ممتن به للمغرب وانعكاس ذلك على عملي، ولكن بغض النظر عن أصولي كل ما اعرفه وأقوم به، فانني مدين به لفرنسا. ما يحزنني ان المؤسسات الثقافية بالمغرب لا تهتم بما يقوم به فنان يعمل ويعرض منذ اكثر من 40 سنة. وكما يقول المثل "لا احد هو نبي ببلده". بنيويورك الامور مختلفة، لا نقوم بالحكم الا على عمل الفنان دون الاهتمام بأصوله، هل الفنان من اصل مغربي او من اصل فرنسي. فانا جد معتز ان عملي يوجد بالمعرض المستمر لمتحف "جويش موزيم" بنيويورك. وكذلك تواجدي في المجموعات الخاصة الاستثنائية في مجال فن التصوير. o عملك يوجد ايضا بالبيت الابيض لدى الرئيس الامريكي باراك اوبما ما هو احساسك؟ n اشكر من كل اعماق قلبي جلالة الملك على ذلك. انه فكر في عملي ومنحه كهدية لرئيس الامريكي رغم وجود فنانين اخرين بالمغرب. تصور انني احد ابناء المدينة القديمة وعملي اليوم يوجد بالمجموعة الخاصة للبيت الابيض. وهي التفاتة قوية من ملك يشجع الفنانين المغاربة ويهتم بهم. كنت وراء مبادرة مشروع "دار الصورة" في المدينة القديمة بالدارالبيضاء والتي تلقت الدعم الملكي في اطار مشروع الدر البيضاء الكبرى، متى يرى هذا المشروع النور؟ انا ممتن الى زقاق طفولتي، وسوف ابقى للأبد من بين هؤلاء الاطفال وكنت محضوضا في النجاح في مساري وحياتي الفنية التي تغذت من هذه الطفولة ومن هذه الفضاءات. وأحس بدين تجاههم. لهذا اقترحت هذا المشروع "دار التصوير" والذي سيكون بطريقته مدرسة. وعبر العالم، هناك عدة اشخاص يريدون التعلم معي وقلت مع نفسي سوف اقوم باستقدامهم الى المدينة وهو ما سوف يخلق دينامية، وسوف يخلق ايضا مناصب لشغل. ومن حسن حظي ان احد اكبر المعماريين في العالم الياباني تداوو ا ندو لقد قام برسم ما سيصبح في السنتين المقبلتين هذه الدار، التي سوف تخصص لفن التصوير. مغامرة سيئة للفنان بالمغرب وما زالت مستمرة حتى اليوم قبل ثماني سنوات اختار الفنان التهامي الندر العودة الى المغرب من اجل العيش والعمل، في الزنقة التي رأى بها النور والتي وضع بها ورشة عمله ومختبره لتصوير. وكان مغمورا بفرح العودة الى البلد الاصلي واعطاء كل طاقته من اجل المساهمة في التنمية على المستوى الثقافي ومن اجل مساعدة شباب بلده. وبدأ العمل من خلال اقتراحه عدد من المعارض لأعماله بالدارالبيضاء والرباط. والنوايا الحسنة لمساعدة هذا الفنان الدولي لتعريف بنفسه في بلده الاصلي كانت كثيرة. ومن بين هؤلاء الاشخاص احد السيدات من الدارالبيضاء والتي قالت عن نفسها انها مهوسة بالفن. وعملت الى جانب الفنان من اجل مساعدته على اقامة عدد من مشاريع العرض. وبسرعة خصها التهامي الندر بكل ثقته، لكن سرعان ما تمت خيانته من طرف هذه السيدة، التي اخذت منه عن طريق التحايل مجموعة من الاشياء الشخصية، مثل اوراق تعريفه، الرسالة التي خصه بها جلالة الملك وعدد من الوثائق الادارية. وحوالي 500 من الكتب الجميلة التي تقدم اعماله بقيمة 100 الف درهم. ولكن اكثر من ذلك، الة تصويره الخاصة و الوحيدة التي يشتغل بها منذ سنوات طويلة. والفنان لم يقم باية اجراءات امام القضاء حتى الان احتراما لعائلة هذه السيدة والتي التزمت بإعادة كل امتعته الشخصية.وحتى الان لم تقم بذلك. يا لها من قضية مؤسفة.