تكريم الفنان السينمائي البريطاني جيرمي إيرونز كان استثنائيا وحرصت وجوه سينمائية كبيرة في عالم الفن السابع أن تحضره، وقدمت له الممثلة الفرنسية الأنيقة ليتيسيا كاستا تذكار التكريم بعدما قدمته في كلمة شاعرية وبإحساس وإلقاء جميلين تفاعل معهما الجمهور الحاضر، حيث أثنت على تجربة هذا الفنان العالمي الشهير، مبينة كيف استطاع أن يقتحم السينما الأمريكية ويتألق فيها بقدرة عالية لا تضاهى، مركزة على أن هذا الفنان الملتزم دائما بقضايا الإنسان والبيئة وهو ما جعله يستقطب بقوة آلاف المشاهدين من خلال أدائه المتنوع ولكن أيضا الذي يخوض في عوالم من الباطن والغموض .. اللحظة التي دخل فيها المحتفي به كانت قوية ومتميزة واسترسل الجمهور واقفا في التصفيق له قبل أن يتناول كلمة شكر في بدايتها رئيس المهرجان الأمير مولاي رشيد وكذا مديرة المهرجان وتحدث عن علاقته بمهرجان مراكش الذي حضر دورته الأولى متحديا أحداث 11 سبتمبر الإرهابية، وقال بأنه عاد ثلاث مرات لهذا المهرجان، وأن له الشرف أن يحظى بالتكريم في هذه الدورة معبرا عن إعجابه بالمغرب.. كلمة الممثل البريطاني رغم قصرها إلا أنها حملت الكثير من المعاني خاصة في بعدها الإنساني ودور الفن في التقريب بين الشعوب وخلق فرص التسامح بين الديانات، وقال: "لقد اشتغلت مع الممثلين الأكثر موهبة وزرت من خلال عملي الأماكن الأكثر سحرا في العالم"،وأضاف جيرمي آيرونز بأن الإرهاب هو همجية الإنسان ضد الإنسانية مبرزا في تفاؤل كبير أننا قادرون على إعطاء الأفضل.. وأنهى جيرمي آيرونز كلمته بتفاؤل كبير حيث قال:" بما أننا أناس طيبون و إصرارنا على الإحساس بالسعادة يمكننا أن نحلم بعالم أجمل". الممثل البريطاني جيرمي ايرونز استطاع أن يزاوج في نجاحاته بين أفلام الإنتاجات الضخمة و أفلام سينما المؤلف، من خلال مكونات شخصية تتميز ببرودة المزاج وتثير الانزعاج في نفس الوقت. عمل رفقة كبار المخرجين العالميين ، فهو كاهن يسوعي في المهمة لرولاند جوفي، و طبيب يغوص في حالة من الجنون في المشابهان لديفيد كروننبرغ، و زوج متهم بقتل زوجته في انعكاس الحظ لباربيت شرودر و الكاتب كافكا في السيرة الذاتية لستيفن سودربرك، و رجل السياسة الذي يقع في شراك الحب في داماج للويس مال، وكاتب على عتبة الموت في سرقة الجمال لبرناردو برتولوتشي، و أمير مملكة السماء لريدلي سكوت ... كما يترقبه الجمهور قريبا في الدور الأول لفيلم قطار الليل إلى لشبونة للمخرج الدانماركي بيلي أوكيست، و فيلم تعدد الطوابق للمخرج البريطاني بين ويتلي. ونال جيرمي ايرونز على العديد من الجوائز نذكر منها جائزة الأوسكار وجائزة إيمي مرتين، كما حصل على الغولدن غلوب. ويتواصل المهرجان بعرض العديد من الأفلام سواء التي تتنافس على النجمة الذهبية او التي هي خارج المسابقة ، وقد افتتح فيلم "كل شيء أحببتاه" للمخرج النيوزلاندي ماكس كوريغمار عروض المسابقة الرسمية14. وتدور أحداثه حول زوجين أفقدهما الموت صغيرهما الوحيد، ليقرر الزوج اختطاف طفل آخر ليخرج زوجته معاناتها ويعيد لها حب الحياة والسعادة. أما الفيلم الثاني فهو "آخر ضربة بالمطرقة" الذي عرض يومه أمس السبت و خلف صدا طيب لدى الجمهور والنقاد. ويتناول الفيلم لمخرجته الفرنسية أليكس دولابرط" قصة إنسانية مؤثرة لسيدة "نادية" نهشها مرض السرطان، وحول مسار تفكيرها لاقتراب موعد وفاتها، وترك ابنها " فيكتور" وحيدا. حيث انفصلت عن والده منذ زمن. "فيكتور" كان حلمه في أن يصير لاعبا محترفا، لكن مرض والدته جعله يستجيب لعاطفته ويفضل البقاء لمساندتها، ويقرر أن يحلق شعره تضامنا ودعما لها. وحسب المتتبعين فان الأفلام المتنافسة في هذه الدورة متقاربة ما يجعل التخمين بتعيين إحدها صعبا، وستجد لجنة التحكيم نفسها في حائرة لاختيار الفيلم الفائز..