ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القطاع التعاضدي بالمغرب عرف عدة مراحل مؤسسة ومهيكلة ومطورة، لكن التراجعات هيمنت في السنوات الأخيرة

الاحتفاظ ب»الكنوبس» وخلق الصندوق المغربي للتأمين الصحي من شأنهما أن يجودا الخدمات وبنسب تعويضات عليا.
التقت جريدة «الاتحاد الاشتراكي « عبد المولى عبد المومني رئيس المجلس الإداري للتعاضدية لموظفي الإدارات العمومية، وأجرت معه هذا الحوار الذي لامس المحطات والمراحل المؤسسة والتنظيمية والمهيكلة للقطاع التعاضدي بالمغربي وأهم المكتسبات التي جاء بها، ثم عرج على التراجعات التي طبعت القطاع التعاضدي التي كان لها أثرٌ بالغٌ على نظام التغطية الصحية والقطاع التعاضدي. وبسط عبد المومني بعض الصراعات الانتخابوية بالقطاع، ثم قدم تصور التعاضدية العامة في تأمين التغطية الصحية والتعاضد عبر الصندوق الوطني للنظام الاحتياطي الاجتماعي والصندوق المغربي للتأمين الصحي المحدث مؤخرا.

o باعتباركم رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، أكبر تعاضدية بالمغرب، كيف ترى تطور القطاع التعاضدي بالمغرب؟ وهل نحن سائرون في الطريق الصحيح؟
n أولا، دعني أرجع إلى تاريخ خلق القطاع التعاضدي وتأسيسه بالمغرب، وأهم مراحله التي عرفها، حتى وصلنا إلى هذا المستوى المؤسساتي والتدبيري، والذي ينتظر منا بالمغرب مجهودات كبيرة، كي نتمكن من تطويره بشكل جيد، وتحسينه، وتجويد خدماته، لنصل إلى الهدف الأسمى ألا وهو إرضاء المواطن المغربي والاستجابة إلى كل متطلباته وحاجياته في مجال التغطية الصحية والحماية الاجتماعية.
لقد عرف القطاع التعاضدي بالمغرب عدة مراحل، يمكن حصرها في ثلاثِ مراحل أساسية: أولاها مرحلة التأسيس التي ابتدأت سنة 1919 حتى سنة 1948، خلال هذه المرحلة شهد القطاع إحداث الجمعية الأخوية للتعاون المشترك موظفي الأمن الوطني، وإحداث تعاضدية الجمارك والضرائب غير المباشرة إحداث الهيئات التعاضدية لموظفي الإدارات والمصالح العمومية بالمغرب، بالإضافة إلى إحداث كل من التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية والتعاضدية العامة للبريد والمواصلات، وثانيهما يمكن تسميتها بمرحلة الهيكلة والتي كانت سنة 1950 – 1967، حيث عرفت سنة 1950 إحداث الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي CNOPSمن طرف التعاضديات كفدرالية لتعاضديات القطاع العام، لتسهيل تسوية ملفات المرض طويل الأمد والأمراض المزمنة.
وتمثلت الأجهزة المقررة للصندوق في جمع عام، ضم كافة المجالس الإدارية للتعاضديات المكونة للصندوق، ومجلس إداري مكون من مكاتب التعاضديات، ثم مكتب مسير شمل رؤساء التعاضديات يوزعون المهام بينهم (رئيس، أمين المال. الخ). كما تميزت سنة 1963 بإصدار ظهير رقم 1.57. 187 في 12 نونبر 1963 بمثابة قانون التعاضد، ثم سنة 1966 إصدار قرار ملكي متعلق بتركبة ومهام المجلس الأعلى للتعاضد، وفي سنة 1967 كان أول اجتماع لهذا المجلس الأعلى. أما بالنسبة للمرحلة الثالثة فهي مرحلة التوسع، التي امتدت من سنة 1963 إلى 11 أكتوبر 2018 حيث عرفت سنة 1963 أحداث التعاضدية العامة للتربية الوطنية وفي سنة 1976 كان إحداث تعاضدية القوات المساعدة وفي سنة 1996 جاء إحداث تعاضدية المكتب الوطني لاستغلال الموانئ، وستتميز سنة 2016 بتوقيع اتفاقية تفويض التدبير مع تعاضدية الاحتياط الاجتماعي للسككيين برسم القانون 13-120 وانطلاقة نظام التأمين الإجباري الأساسي عن المرض الخاص بالطلبة.
o وإذا كانت المرحلة الأولى والثانية والثالثة، تهم تأسيس القطاع التعاضدي، وتنظيمه، وهيكلته، وتوسيعه، فماذا ميز المرحلة الرابعة؟
n المرحلة الرابعة، هي مرحلة التطوير والعصرنة. وفي سنة 2000 تم تعيين مجموعة من الخبراء من طرف الوزير الأول آنذاك لدراسة التطبيق التقني والمالي للتغطية الصحية الأساسية، بمشاركة رئيسية من التعاضديات. وفي سنة 2002 كان إصدار قانون 65-00 المحدد لمبادئ التأمين الإجباري عن المرض ونظام المساعدة الطبية بظهير 1-02-29، وفي يناير 2005، ترأس صاحب الجلالة مراسم توقيع الميثاق لتنفيذ التغطية الصحية الأساسية بين الحكومة والأطراف المعنية بما فيها النقابات. أما في غشت 2005 فسيدخل التأمين الإجباري عن المرض حيز التنفيذ في القطاع العام المدبر من طرف الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، ويكون في يوليوز 2006 أول مجلس إداري للصندوق في عهد التأمين الإجباري عن المرض، الذي تم افتتاح أشغاله من طرف الوزير الأول، وأصبحت الأجهزة المقررة للصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي مجلس إداري (عوض الجمع العام) يتكون مناصفة من التعاضديات والنقابات الأكثر تمثيلية بالإضافة إلى ممثلي المؤسسات المعنية. رئيس المجلس الإداري للصندوق، يتم اختياره وجوبا من بين رؤساء التعاضديات. المدير يعين من طرف رئيس الحكومة من بين 3 يقترحهم المجلس الاداري، ويصبح هو الآمر بالصرف وليس رئيس المجلس الإداري. نونبر 2006 إبرام اتفاقية التسيير المفوض مع التعاضديات الثمانية المكونة للصندوق لتدبير ملفات المرض، ماي 2007 انعقاد الدورة الثانية للمجلس الأعلى للتعاضد والمصادقة على النظام المحاسباتي المتعلق بالجمعيات التعاضدية.
o بعد هذا الجرد المختزل لتطور مسار القطاع التعاضدي والتغطية الصحية بالمغرب، مذكرا بأهم المراحل والمحطات الأساسية التي مر منها، لكن في السنوات الأخيرة، لاحظنا هناك بعض الصراعات والاحتقانات التي عرفها القطاع، في نظرك ما هي الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ذلك؟
n بالفعل، مسار غني ومؤسس لقطاع تعاضدي مهم بالبلاد، لكن في السنوات الأخيرة، سيعرف القطاع التعاضدي احتقانا وصراعات بفعل إقحام بعض المزايدات السياسوية، وافتعال أزمات، الهدف من ورائها مصالح انتخابوية، وكسب معارك نقابية في محاولات يائسة للاستحواذ على رأسمال بشري من المنخرطين، منظمين جمعويا، ويعرفون جيدا طريقهم، ولهم ذكاء، وحس وطني كبير، يميزون ويزنون به الأمور.
بعد كل هذه المراحل من التأسيس والهيكلة والتنظيم والتطور، هناك مرحلة اتسمت بالتراجعات شهدها القطاع التعاضدي بالمغرب، ابتدأت منذ سنة 2010 إلى الآن، حيث عرفت سنة 2008 إغلاق العيادة التعاضدية الطبية – الاجتماعية باروك بير، وفي سنة 2010 جاء مشروع مدونة التعاضد ليجهز على المكتسبات الطبية وصلاحيات الأجهزة المنتخبة ديمقراطيا لتسيير التعاضديات.
وفي 2014 سيتم إيقاف صرف مستحقات الثالث المؤدى لفائدة التعاضدية العامة. أما في سنة 2015 فسيرفض الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي إدراج النسب الجديدة في الشق التكميلي لتحسين التعويض عن ملفات المرض لفائدة المنخرطين (ما يناهز 3600 عمل طبي)، في النظام المعلومياتي “إسكيف» (Paramétrage)، والتي قررتها الأجهزة المسيرة للتعاضدية العامة، وطالبت بها سلطات الوصاية، مما يحرم المنخرطين من 2 مليار سنتيم سنويا.
وفي سنة 2016، ستعرف إغلاق صيدلية الصندوق والتوقيع على اتفاقية بين الوكالة الوطنية للتأمين الصحي والصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي والصيدليات يليها إيقاف مدير الصندوق العمل بالأقنان الخاصة بولوج نظام اسكيف لفائدة الموظفين الموضوعين رهن إشارة التعاضدية العامة من طرف الجماعات الترابية في إطار الشراكات المبرمة لأجل تقريب الخدمات الإدارية من المنخرطين وذوي حقوقهم في المناطق البعيدة عن المركز والنائية.
o في هذه المرحلة إذن، تقصد أنكم شعرتم كتعاضدية عامة لموظفي الإدارات العمومية. هناك من يسعى لإيقاف نهج تدبيركم والحكامة التي اتبعتموها داخل التعاضدية العامة، وبدأ الهجوم عليكم ومحاولة الإقصاء والتهميش؟
n في سنة 2017، سيتم رفض طلبات الموافقة القبلية لملفات علاجات الأسنان لمنخرطي وذوي حقوق التعاضدية العامة، والتي بلغت ما يقارب 4000 ملف والتي مازال المنخرطون وذوو حقوقهم ينتظرون التوصل بها من طرف الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، كما رفض وزيرالتشغيل تحيين التوقيع على القرار المشترك بشأن الصندوق التكميلي عند الوفاة من أجل تحسين المبالغ المالية المسدات للمستفيدين منه وإنقاذه من الإفلاس الذي يعرفه بالإضافة إلى عدم عقد أي اجتماع لمجلس إدارة الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، واستمرار الصندوق في اتخاذ القرارات، التي هي من اختصاص المجلس الإداري دون الرجوع لأعضائه.
في سنة 2018، سيقع تصعيد في الحملة الإعلامية المسيئة للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية في شخص رئيس مجلس إدارتها، موازة مع تمرير مرسوم بقانون في ظرف الاستعجال، قبل يومين فقط من افتتاح الدورة العادية للبرلمان، بهدف إحداث مؤسسة عمومية جديدة تحل محل الصندوق، وتستحوذ على ممتلكاته وأرصدته المالية بل وحتى رأسماله البشري.
وحاليا تتشكل -بايجاز كبير- تركيبة التغطية الصحية الحالية من التعاضديات والكنوبس التي أنشأتها لنا التعاضديات كفدرالية، من أجل تأمين التغطية الصحية والتغطية التكميلية للمنخرطين.
مؤخرا، سيتم إحداث مؤسسة عمومية جديدة “الصندوق المغربي للتأمين الصحي”، ليحل محل الكنوبس من أجل إفراغ فيدرالية التعاضديات CNOPS)) من الدور الواجب القيام به تُجاه المنخرطين، وتجريدها من الممتلكات والموارد المالية والبشرية.
o انتقدتم إحداث هذا الصندوق، ورفضتموه، فما هو اقتراحكم لتطوير التغطية الصحية بالمغرب باعتبار أن الاقتصاد الاجتماعي، أصبح له دورٌ أساسي وكبيرٌ في التنمية الاقتصادية وخلق مناصب الشغل؟
n نحن في التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، لا نرفض هذا الصندوق، لكن ما لا نقبله، هو خلق صندوق جديد ليحل محل صندوق قديم «الكنوبس» ليسطو له على الممتلكات والموارد المالية والبشرية، ليتم إفراغه من كل شيء، حيث يتبين للعيان أن هذه العملية ليست لخلق قيمة جديدة في التغطية الصحية، بقدر ما هي إفراغ صندوق «كنوبس» وتجريده من كل شيء لصالح صندوق آخر ليس إلا.
وما نقترحه كتعاضدية عامة لموظفي الإدارات العمومية مؤسسة “الكنوبس”، الاِحتفاظ بالصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي CNOPS المسنود والمدعم من تعاضديات القطاع العام والاِحتفاظ بممتلكاته وأرصدته وأمواله وإحداث كذلك الصندوق المغربي للتأمين الصحي CMAM من أجل أن يتعاون هذان الصندوقان إلى جانب التعاضديات بمنهجية تشاركية في إقتسام المخاطر والرفع من جودة الخدمات المسدات، واعتماد تغطية صحية أفضل وبنسب تعويض عالية، لفائدة المنخرطين وذوي الحقوق مع ضمان التوازنات المالية وديمومة القطاع.
لقد بينت النماذج المقارنة، أن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني باعتباره قاطرة للتنمية مؤهل لأن يلعب دورا مركزيا في تحقيق التنمية المستدامة، باعتماده على نموذج جديد للحكامة المبنية –أساسا- على المنشآت الديمقراطية التشاركية، ولعل في تجربة جارتنا اسبانيا خير دليل، حيث يلعب هذا الاقتصاد الاجتماعي والتضامني دورا محوريا في تحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير مناصب الشغل للشباب لكونه يمثل ما يناهز 10 في المئة من الناتج الداخلي، ويساهم في توفير أزيد من مليونين ومئتيِ ألف منصب شغل، وفي إقليم الباسك، فإن منشآت الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، تمثل ما يفوق الخمسين بالمئة من النسيج الاقتصادي.
تجدر الإشارة إلى أن برنامج الأمم للتنمية الخاص بأهداف الألفية الثالثة، قد أفرز جانبا مهما للتغطية الصحية، باعتبارها مؤشرا أساسيا من مؤشرات التنمية المستدامة، ومن خلال استقراء الآليات المنصوح بها من أجل إنجاح أي خطة للتغطية الصحية، نجد اعتماد الحكامة المؤسسة على المقاربة الديمقراطية التشاركية.
o ما هوإذن تصوركم للهيكلة التنظيمية الجديدة لنظام التغطية الصحية بالقطاع العام؟
n نرى في التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، أن نظام التغطية الصحية بالقطاع العام، سيستفيد بشكل كبير في حال إعادة النظر في هيكله التنظيمي، على أن تقوم الوكالة الوطنية للتأمين الصحي، والتي يعين المسؤولون عنها من طرف السلطة العمومية المخول لها ذلك، وتكون من بين مهامها التأطير والتنظيم اللازمين خاصة السهر على التوازنات المالية، وتدبير التعاقد مع منتجي العلاجات والسهر على القوانين المعمول بها في قطاع التأمين الصحي والتحكم في مصاريف الأدوية والعلاجات، وكذلك التحكيم بين المتدخلين في القطاع في حالة وجود خلاف، وخلق ما تريد الحكومة جعله صندوقا خاصا بالتغطية الصحية الأساسية تتلاءم قوانينه الأساسية والتنظيمية مع مقتضيات القانون 00-65 بمثابة التغطية الصحية الاجبارية، ويعين المسؤولون عنه من طرف السلطة العمومية المخول لها ذلك، ويمول هذا الصندوق من اشتراكات المؤمنين ومساهمة مشغليهم، الذين هم القطاع العام والمؤسسات العمومية وشبه العمومية والجماعات الترابية، يقدم هذا الصندوق خدمات تتجلى في التكفل بالتحمل وتغطية الجزء الكبير من مصاريف الثالث المؤدى، وجزء كبير من مصاريف العلاجات المتنقلة وفق الأثمنة العامة المغربية ووفق التسعيرة الوطنية المرجعية، واعتبار الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي صندوقا لاتحاد التعاضديات مكلف بالتغطية الصحية التكميلية والتكلف بجزء من مصاريف خدمات التعاضديات وكذا صندوق التغطية الأساسية في القطاع العام، وينتخب المسؤولون عن تسيير مرافقها الإدارية والصحية والاجتماعيةن عن طريق الديمقراطية التشاركية كمبدأ كوني للتعاضد، ويعين الإداريون من طرف الأجهزة المنتخبة، ويموّل هذا الصندوق من طرف التعاضديات والمنخرطين.
ويقوم هذا الصندوق كذلك، بتقديم خدمات مباشرة، وخدمات تكميلية: الخدمات المباشرة والمتجلية في خدمات المستوصفات ودور الولادة وعيادات الأطفال الرضع وعيادات معالجة الأسنان، والعيادات الطبية والمصحات ودور الصحة أو المعالجة وبصفة عامة جميع الخدمات المهتمة بالمحافظة على صحة أو الوقاية أو الاستجمام وكذا دور الراحة ودور الإيواء، ثم الخدمات التكميلية، وتعني بالأساس تغطية تكميلية للنسبة التي يؤديها القطاع الأساسي في التعويضات عن العلاجات المقدمة في إطار الثالث المؤدى، وفي تعويضات مصاريف العلاجات المتنقلة، وكذا الخدمات المقدمة من طرف التعاضديات. ولضمان حكامة جيدة وتدبير محكم ومعقلن، وجب اعتماد المراقبة الإدارية والقانونية والمالية التي تمارسها السلطات العمومية (وزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وزارة تحديث القطاعات، وزارة الصحة، وزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية ووزارة الاقتصاد والمالية)، لأن إرساء إطار تنظيمي للمراقبة المستمرة والسنوية يربط المسؤولية بالمحاسبة، ويلائم بين نوع الخطأ ونوع العقوبة الزجرية، أصبح ضروريا وملزما لإضفاء الشفافية والوضوح كركيزتين أساسيتين لحكامة جيدة للقطاع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.