مباراة الإياب التي جمعت بين حسنية أكادير والفريق الإثيوبي «جيما أبا جيفار» جرت، رغم الطقس البارد، أمام حوالي عشرين ألف متفرج أعطوا الدفء اللازم للقاء الذي عرف شوطين متباينين. شوط أول خلقت فيه عناصر الفريق الإثيوبي مشاكل حقيقية للمحليين، حيث تكدسوا في منطقتي الدفاع والوسط، وتوفقوا إلى حد كبير في خنق المحاولات الأكاديرية، لكن دون خلق فرص حقيقية تهدد مرمى الحارس الحواصلي، ما عدا فرصة واحدة قادها أحسن عنصر في الفريق الإثيوبي مامادو سيديبي تميزت بالخطورة وتمكن الأكاديريون من صدها على مرحلتين بواسطة الحارس ثم الدفاع. فخلال هذا الشوط الأول الذي تميز بتفوق واضح للزوار على مستوى منطقة الوسط، سيتمكن المحليون رغم ذلك، وفي حدود الدقيقة 18، من ضربة ركنية هي الأولى في صالحهم خلال الشوط والتي نفذها المهدي أوبيلا، من التوقيع على هدف السبق بواسطة ضربة رأسية مركزة بواسطة المدافع ياسين الرامي والذي كان من العناصر المتألقة خلال هذه المباراة. ونفس السيناريو تكرر مع بداية الشوط الثاني، وبالتحديد في الدقيقة 52، حيث تأتت ضربة ركنية ثانية نفذها هذه المرة إدريس بناني وتمكن من خلالها مدافع آخر، هو سفيان بوفتيني من أن يضع الكرة في الشباك ومن ضربة رأسية مركزة وجميلة. بعد تسجيل هذا الهدف بدأت عناصر الفريق الإثيوبي في الإنهيار، حيث كان هناك ارتباك واضح على مستوى خط الدفاع، مما سيمكن الفريق الأكاديري من إضافة هدف ثالث تأتى من هجوم انطلق من الجهة اليسرى وأنهاه الصربي ماركوفيتش بالتوقيع على أول هدف له منذ التحاقه بالحسنية. وسيضيف الأكاديريون هدفا رابعا سيكون من ورائه عبد العالي الخنبوبي مستغلا تفكك دفاع الزوار. وقبل هذا أضاع الفلسطيني أحمد ماهر فرصة واضحة للتهديف هيأها له رفيقه عبد الحكيم باسين. كما كان الفريق الإثيوبي بدوره قريبا من التوقيع على هدف الشرف بواسطة مهاجمه «بسمارك أبياه» الذي تمكن من الإنفراد بالحارس الحواصلي، لكن هذا الأخير تمكن من إنقاذ الوقف،وذلك في حدود الدقيقة 85. وعموما فالأكاديريون لعبوا مباراة حاولوا فيها أن يحققوا الأهم وهو الإنتصار، والإنتصار بحصة عريضة، مع التوفق في اقتصاد الجهد تحسبا للمباراة التي تنتظرهم مساء يوم الأربعاء القادم برسم منافسات البطولة الإحترافية أمام الدفاع الحسني الجديدي. في انتظار هذا تمكن الفريق في تحقيق ما يمكن اعتباره إنجازا، وهو التأهل لدور المجموعات، وهو التأهل الذي يحققه الأكاديريون لأول مرة في تاريخهم، ونتمنى أن يشكل خطوة أولى نحو مزيد من الإنجازات.