من أكون ؟ كذلك قال لي صارخا . وبأسى ، في وجهي ، قال صائحا : أينني ؟ ربت على كتفه مبتسما فقلت قد أخبرك … لكن هلم الآن ! ثم مددت يدي نحوه عساني أسكن روعا أرعشه . ومثل طفل أرهبه كابوس ، أمسك بتلابيبي ليرافقني كمحجور ، مذعور ، إلى حيث أدري ولايدري ، بين متاهات زقاق ، وعلى إيقاع خطونا الرتيب في قلب العتمة ، قص علي بصوت مبحوح فصلا من حياة بحار كانه يوما قبل أن يؤوب ثانية ، مكرها إلى البرية ، تائها بين حانات الموانئ ؛ وبذاكرة شطيرة عن رعاع الأرصفة ، ونوارس الفنارات الملونة ، وبعينين تفيضان بالفراغ …