شارك الوزير المنتدب المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية محمد بنعبد القادر، أول أمس الأربعاء، بالمقبرة الوطنية العسكرية الفرنسية بشاستر (40 كلم جنوببروكسل) في مراسم لتكريم والترحم على أرواح الجنود المغاربة الذين سقطوا خلال معركة جومبلو شاستر ضد النازيين سنة 1940. ووضع بنعبد القادر ووزير الدولة أندريه فلاو بهذه المناسبة إكليلا من الزهور، تخليدا لذكرى هؤلاء الجنود الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية والسلام. وأبرز بنعبد القادر بهذه المناسبة ،أهمية إحياء ذكرى هؤلاء الجنود الأشاوس، وتلقين الأجيال المقبلة القيم التي تقاسمها هؤلاء الرجال، خاصة قيم التضامن والاحترام المتبادل والتعايش المشترك. وأجرى الوزير المنتدب المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية نفس اليوم بنامور، محادثات مع وسيط والوني وفيدرالية والوني بروكسل مارك بيرتراند. وتناول الجانبان خلال هذا اللقاء سبل النهوض بمؤسسة الوسيط في المغرب ووالوني وفيدرالية والوني بروكسل من أجل ضمان حقوق المرتفقين وتعزيز علاقات الثقة بين المواطن والإدارة العمومية. وتوقفا عند الاختلالات التي مازالت تطبع بعض الممارسات الإدارية كالبطء في تفعيل القوانين، وتعدد المساطر، وضعف التنسيق بين مختلف الإدارات العمومية. وأكد بيرتران في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أهمية هذا اللقاء، مشيرا إلى أن مؤسسة الوسيط بوالوني ووالوني بروكسل تربطها علاقات تعاون وثيقة بمؤسسة الوسيط بالمملكة المغربية سواء على المستوى الثنائي أو في إطار جمعية الأمبودسمان والوسطاء الفرانكفونيين والتي يتولى المغرب رئاستها. وأضاف أن علاقات التعاون هاته « تمكننا من التفكير، بشكل مشترك، في جميع الحلول التي من شأنها تحسين عمل الإدارة العمومية «.وأشار إلى أن لقاء اليوم شكل مناسبة أيضا لتثمين الدور، الذي يضطلع به الوسطاء في تحسين العلاقة بين المواطن والإدارة وكذا بحث سبل تعزيز التعاون بين المؤسستين في والولني ووالوني بروكسل والمغرب لما يعود بالنفع على جميع مواطنينا. وقام محمد بنعبد القادر أيضا بزيارة إلى مقر مدرسة الإدارة العمومية بنامور، اطلع خلالها على تجربة المدرسة في مجال تكوين الأطر الإدارية، وكذا على (إي والوني بروكسل سابيليفيكاسيون)، وهي بنية مشتركة بفدرالية والوني بروكسل تسهر على تكامل سياسات تبسيط المساطر الإدارية والإدارة الإلكترونية، من خلال الأخذ بعين الاعتبار وجهات نظر المرتفقين. وبداية هذا اللقاء، قدمت إيزابيل كونتزيغر، المديرة العامة لمدرسة الإدارة العمومية، عرضا حول برامج التكوين والتكوين المستمر الخاص بالموظفين، حيث توفر المدرسة 120 تكوينا في 11 عشر تخصصا، من بينها ضمان الفعالية داخل الوظيفة العمومية، والتواصل، وتدبير الموارد البشرية. وأكدت أن المدرسة تعمل أيضا على تشجيع تبادل التجارب بين مختلف الإدارات. وقدم الفريق المكلف ب (إي والوني بروكسل سابيليفيكاسيون) عروضا حول هذا البرنامج الذي يروم تقريب الإدارة من المرتفقين من خلال الإنصات إلى انشغالات المواطنين وتعزيز رقمنة الإدارة العمومية. وقالت سارة العمراني مديرة التواصل بوزارة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا اللقاء، الذي يندرج، في إطار الزيارة التي يقوم بها بنعبد القادر إلى فيدرالية والوني بروكسل، شكل مناسبة للاطلاع على الممارسات الجيدة في مجال الإدارات العمومية في هذه الفيدرالية لاسيما على مستوى تكوين المديرين الجدد الذين سيتم توظيفهم في أسلاك الوظيفة العمومية. وتم خلال هذا اللقاء، تضيف العمراني، الاطلاع على سبل تبسيط المساطر الإدارية من خلال بنية (إي وتالوني بروكسل سابيليفيكاسيون)، والتي يمكن الاستلهام منها على المستوى الوطني. من جانبها، أكدت المديرة العامة لمدرسة الإدارة العمومية على أهمية هذا اللقاء، حيث أعربت عن أملها في تنظيم لقاءات أخرى من أجل الاطلاع على تجارب المغرب في مجال الإدارة وكذا الاستفادة من تجربة المدرسة الوطنية للإدارة. ويقوم بنعبد القادر هذا الأسبوع بزيارة إلى العاصمة البلجيكية في أفق تعزيز الشراكة الثنائية.