تعيش ساكنة المدينة العتيقة بمراكش حالة من التخوف بسبب خطر الانهيارات الذي يتردد كل مرة مع تساقط الأمطار على المدينة . وأشاعت الأمطار التي تهاطلت على المدينة في الثلاثة أيام الماضية ، خوفا كبيرا ولا سيما وأن المسؤولين يتحدثون عن أزيد من ثلاثين منزلا بداخل السور مرشحة للانهيار بفعل هشاشتها وضعف أساساتها . وبعث انهيار جزء من حائط أحد الفنادق العتيقة بحي ديور الصابون من دون أن يخلف خسارة في الأرواح ليلة الأحد الماضي ، رسالة إنذار إلى المسؤولين بالمدينة الحمراء قصد التحرك العاجل لتفادي حدوث الأسوأ، إذ أن الكثير من الدور بعدد من أحياء المدينة العتيقة ، ظهرت عليها علامات التصدع ويمكن في أية لحظة أن تنهار على رؤوس ساكنيها أو المارة بالقرب منها . وأظهرت التساقطات الأخيرة هشاشة واضحة في البنية التحتية وخاصة في شبكة الصرف الصحي ، حيث عجزت القنوات في لحظة قوة التساقطات عن عجزها في استيعاب المياه المتدفقة، مما جعل شوارع كبيرة بالمدينة الحمراء، وخاصة بالمدينة الحديثة تغرق في السيول ، وتتحول إلى وديان صغيرة . وفي ارتباط بموضوع التساقطات الأخيرة ، علم بإقليم الحوز أن هذه الأمطار ، رغم قوتها ، لم تخلف أية خسائر في الأرواح ، حيث مكنت الإجراءات الاحترازية المتعددة التي اتخذتها السلطات المحلية، من بينها سرعة التدخلات وإغلاق الطرق في وجه حركة السير وتعليق الأنشطة الدراسية بحوالي مائة مؤسسة تعليمية بالمناطق المهددة، من تفادي خطر احتمال حدوث حوادث مأساوية بالمناطق التي تعرضت للفيضانات بسبب السيول القوية الناجمة عن ارتفاع منسوب مياه الوديان ومجاري المياه وخروجها عن مجراها . وبسبب تهديد الفيضانات تم إيواء ، بمقر الصناعة التقليدية بآيت أورير ،أزيد من 100 شخص تم إخلاؤهم من المناطق المهددة ،. في الوقت الذي تم فيه إجلاء عدد كبير من الأسر في وضعية صعبة من مكان الخطر . مثلما تدخلت الفرق التقنية، من أجل تصريف مياه الحوض المائي التي تهدد ساكنة تقدر ب5000 نسمة. كما تم إحداث فجوات على مستوى العديد من مجاري المياه والوديان من أجل التقليص من حدة السيول، وحماية العديد من الدواوير المحاذية للوديان وفتح طرقات للتخفيف من الضغط على القناطر المتضررة.. ومازالت الأشغال متواصلة لفتح حركة السير في مجموعة من الطرق التي تضررت بسبب الفيضانات . وخلفت الأمطار التي عرفتها المنطقة منذ ليلة الخميس الماضي ، أضرارا كبيرة و خسائر مادية ضخمة ، حيث دمرت العديد من الدور وهجرت سكان دواوير بكاملها من بيوتهم ، وحاصرت المياه تجمعات سكنية ببعض المناطق الجبلة ، وعزلتها عن العالم، وخربت العديد من المنشآت العمومية وعرضت ممتلكات خاصة لمصير الإتلاف ومن بينها بنايات سياحية ومحاصيل فلاحية .