شيعت جموع غفيرة من المناضلين والمناضلات، جثمان الراحلة المرحومة لطيفة التازي أرملة الشهيد عمر بنجلون عصر أول أمس الاحد بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء . وعرفت جنازة المرحومة لطيفة التازي المهيبة، حضور المجاهد عبد الرحمان اليوسفي ومحمد اليازغي و كلا من عبد الكبير طبيح وعبد المقصود الراشدي مولاي احمد العراقي وعبد الحميد جماهري، أعضاء المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الى جانب برلمانيين سابقين وحاليين، بالإضافة الى رئيس المنظمة المغربية لحقوق الانسان سابقا عبد العزيز بناني والمدير العام للإذاعة والتلفزة فيصل العرايشي الى جانب شخصيات وطنية وأعضاء المقاومة وجيش التحرير، وشخصيات حزبية من الطيف اليساري والتقدمي الى جانب حقوقيين وجمعويين، كما حضرت وجوه لها مكانة في حياة المرحومة لطيفة التازي وزوجها الشهيد عمر بنجلون الى جانب حشد كبير من أفراد أسرتي التازي وبنجلون . وفي جو من الخشوع والرهبة، أبن الأستاذ محمد الصديقي عضو المكتب السياسي الأسبق وعضو المجلس الدستوري حاليا، أرملة رفيقه عمر بنجلون، مذكرا بمناقب الفقيدة ووفائها لروح الشهيد وعملها بإخلاص لتربية أبنائه وتكوينهم على قيم الوطنية والنضال ، كما ذكر بدورها الهام في إسناد ظهر الشهيد عمر بنجلون ومؤازرته في جميع المحن التي مر بها، حيث قال الصديقي:» أيتها الأخت العزيزة لطيفة، المناضلة الوفية والمخلصة التي ضربت المثال الرائع في الصمود والسمو.. أيتها الأخت المناضلة التي أوفت للشهيد الكبير، شهيد الحركة التقدمية والوطنية... الشهيد عمر بنجلون.. أنتِ التي كنت له نِعم السند والعماد في المعارك التي نذر حياته لها.. معارك الديمقراطية والتحرير.. تحرير الأرض وتحرير الانسان.. مَن منَّا لا يذكر كيف كنتِ تستقبلين المناضلين الاتحاديين في بيتك.. بيت عمر.. بكل الحرارة المنبعثة من الأعماق.. وبكل الود والاحتضان الإنساني العميق.. مَن منَّا لا يسجل لكِ بكل اعتزاز أن الجريمة الشنعاء.. جريمة 18 دجنبر 1975، لم تكن لتثنيك عن الصمود أو تدفع بك إلى النكوص... لقد بقيت واقفة شامخة تعطي ما بوسعك العطاء لعائلتك الصغيرة.. سهام وصالح.. وباقي أفراد العائلة، وتقدمين في نفس الوقت، النموذج المثالي لشريكة حياة مناضل فذ في شموخ وشهامة الشهيد عمر بنجلون. واليوم.. ها أنتِ تَأبَيْنَ إلا أن تلبي نداء رفيقك ورفيقنا لتلتحقي به في نفس هذا الفصل الخريفي الذي غُيِّب عنا فيه، بل وعلى بعد أيام قليلة من ذكرى رحيله التاسعة والثلاثين... إنها صورة أخرى من صور الوفاء التي تجسدينها قلباً وقالباً أيتها الأخت الوفية.. فلتنامي راضية مرضية في دفء وأحضان الراحل عنك وعنا.. وليمتعك الله برحمته الواسعة ورضوانه الكريم. إنا لله وإنا إليه راجعون. وقد ووري جثمان المرحومة لطيفة التازي الثرى الى جانب قبر المرحوم الشهيد عمر بنجلون بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء .