صدر العدد الثاني من مجلة "البلاغة والنقد الأدبي" التي يديرها الأستاذ محمد عدناني، رفقة مجموعة من الباحثين في مجال البلاغة والنقد الثقافي والأدبي. وقد ضم العدد الجديد من المجلة مجموعة من الدراسات في محور "دراسات وأبحاث" تمتد من "سؤال التأويل في المشروع السيميائي للباحث المغربي الرصين سعيد بنكراد، مرورا ب"البلاغة التطبيقية: التحليل البلاغي للنص الشعري في خطاب الشرح الأدبي" و"إشكالية القراءة؛ من نظرية التلقي إلى التفكيكية"، و"العروض الخليلي: مرجعية الكتابة في التأسيس و المنهج " و"التخييل في الفكر النقدي المعاصر "، وصولا إلى "فن الإضحاك في بخلاء الجاحظ: مقاربة تداولية". وفي امتداد هذا المحور يأتي ملف العدد الذي خصصته هيئة التحرير ل "النقد الثقافي"، إيمانا منها أن هذا التوجه في النقد يتساوق والخط التحريري للمجلة، بل من صميم انشغالاتها، على اعتبار أن النقد الثقافي "فرع من فروع النقد النصوصي العام، ومن ثم فهو أحد علوم اللغة وحقول الألسنية، مَعْنيّ بنقد الأنساق المُضمرة التي ينطوي عليها الخطاب الثقافي بكل تجلياته وأنماطه وصِيَغِهِ، ما هو غير رسمي وغير مؤسساتي، وما هو كذلك سواء بسواء". وقد حرص أعضاء هيئة التحرير على توفير مساهمات علمية قيمة لروادٍ في هذا المجال، حيث يجد القارئ مقالات نظرية حول النقد الثقافي لكل من الأساتذة: عبد الله الغذامي ومحمد الدغمومي ومعجب العدواني وأحمد الكبداني وغزلان الهاشمي. إضافة إلى دراسات تحليلية تَتَمَثَّلُ أبعاد هذا النقد وتحاول تطبيقها، لكل من الأساتذة: محمد بوعزة، ومصطفى الغرافي ومحمد عدناني. وقد شملت هذه الدراسات الخطاب النثري القديم (أخبار ابن قتيبة) والروائي الحديث (الرواية النسوية) ، والشعر المغربي الحديث (رماد هسبريس). وفي محور "ترجمة"، فقد أثبت هيئة التحرير ترجمة متميزة للباحث يونس لشهب، تناول فيها مقال "السِّيمِيَائِيَّاتُ وَالْإِشْهَار" لأوليفيي بورجولان. وهو تتمة لما تم التكرق إليه في العدد الأول الذي خصص لسيمائيات النص والصورة، إيمانا منا بثقافة الامتداد في أعداد المجلة، لا القطيعة. أما حوار العدد فجاء مع الباحث والمترجم المغربي الأستاذ حسن طالب تطرق فيه إلى مسألة المناهج الأدبية ودورها في النقد الأدبي، وعلاقتها بالنص الإبداعي... وإلى فعل الترجمة باعتباره فعل إِخْصَابٍ للمعرفة عموما، وللدراسات الأدبية خصوصا. كما خصص العدد محورا قارا ل "قارئ وكتاب" لقراءة مؤلف مميز. وقد وقع الاختيار على قراءة للعمل النقدي- التحليلي للأستاذ الباحث سعيد جبار "التخييل وبناء الأنساق الدلالية: نحو مقاربة تداولية"، تقدم بها الباحث عبد الخالق عمراوي. أما محور "مفاهيم وقضايا نقدية وبلاغية" فقد خصص ل "تداولية النفي والإثبات في اللغة العربية"، حيث تم استقصاء حضور هذين المفهومين في حقول معرفية هامة.