في لحظة إنسانية رائعة تعبر على أن الاحتراف ليس في الممارسة الرياضية والقوانين فقط ، ولكن أيضا في التفكير السامي ،والأخلاق المثالية المحيطة بلعبة كرة القدم، أهدى المدرب وليد الركراكي انتصار فريقه إلى كل من اللاعب كريم بنعريف الذي أرغمته الإصابة في أربطة الركبة،على إنهاء الموسم مبكرا خاصة وأن طبيبه حدد مدة الراحة في 8 أشهر، وأيمن ماجد حارس فريق الفتح الرياضي ،المعار لفريق الجيش الملكي،وكان هذا الحارس قد أصيب في رأسه،وهو كذلك سيجد نفسه بعيدا عن الممارسة لمدة 6 أشهر،ولذلك سيكون بدوره ، بعيدا عن البطولة الاحترافية إلى نهايتها. وتأتي قيمة التفاتة المدرب وليد الركراكي، اتجاه هذين اللاعبين،كونها ،جعلت هذا المدرب ينسى خلافاته معهما ،ويعطيهما شحنة قوية من الأمل، كما أنه بذلك يعطي الدليل بأن المدرب المحترف،هو الذي يفكر في لاعبيه،بعيد عن الأحقاد،و التشفي ويمكن اعتبار ذلك دعما نفسيا لمجموع اللاعبين،الذين سيحسون بأن لديهم دين اتجاه مدربهم،ولن يكون رده إلا بتحقيق نتائج إيجابية ترضيه. والانتصار الذي أهداه وليد الركراكي، لهذين اللاعبين، كان على حساب فريق أولمبيك خريبكة بحصة 2 مقابل واحد وهو اللقاء الذي احتضنه المركب الرياضي مولاي الحسن بالرباط برسم الدورة 13 من البطولة الاحترافية.وسجل لفريق الفتح الرياضي كل من نوفل الزرهوني من ضربة جزاء في الدقيقة33، ودياكيتي في الدقيقة 77 ،في حين كان فريق أولمبيك خريبكة هو السباق إلى التهديف بواسطة اللاعب حمزة القلعي في الدقيقة 29 . ويعتبر هذا الفوز، الثاني في المركب الرياضي الأمير مولاي الحسن،بعد الأول الذي كان على حساب أولمبيك آسفي في الدورات الأولى من البطولة ، كما أنه يأتي بعد العودة إلى التداريب فوق عشب ملعبه عوض ملاعب أكاديمية فريق الفتح الرياضي. وخرجت كل مكونات الفتح الرياضي مقتنعة بالأداء قبل النتيجية،لأن لاعبي الفتح الرياضي لعبوا مباراة ، بروح جماعية ،وابتعدوا عن الأخطاء،والنرفزة، والفرديات المبالغ فيها،مع تكامل كبير بين الخطوط. وتميز أداء لاعبي فريق الفتح أيضا ،بتلك الرغبة الجامحة لتحقيق فوز،يرضي جماهيرهم،ويخرجهم من مرحلة الشك،وهذا ما مكنهم من العودة في المباراة بسرعة كبيرة،بعد أن كان فريق "أولاد عبدون" هو السباق للتسجيل. مقابل هذا الأداء ،كان هناك تراخ كبير في صفوف فريق أولمبيك خريبكة،الذي لم يعرف كيف يحافظ على إيقاع لعبه الذي كان قويا وسريعا في بداية الشوط الأول،كما عانى كثيرا من هفوات دفاعية قاتلة تسببت في ضربة الجزاء التي سجل منها اللاعب دياكيتي هدف التعادل ومن سهو دفاعي تمكن اللاعب ادياكيتي من تسجيل هدف الفوز، من أقل من متر على شباك فريق أولمبيك خريبكة الفارغة. وظهر جليا بأن الفريق يعاني كثيرا على مستوى وسط الميدان،والدفاع،وأن المدرب محمد أمين بنهاشم، وبالرغم من تجربته،وكفاءته لا يجد في دكة إحتياطه من يقدم الإضافة،أو يصحح به الأخطاء. ورفع فريق الفتح الرياضي بهذا الانتصار، رصيده إلى 16 نقطة ليحتل الرتبة الخامسة التي يقتسمها مع فريق المغرب التطواني،الذي له امتياز الأهداف،بهدف واحد على فريق الفتح الرياضي. والكل ينتظر إجراء المؤجلات لتكتمل الصورة،وليستقر الترتيب النهائي للبطولة في شطرها الأول للتعرف على من سيكون بطلا شرفيا لها ولتظهر من سينافس على البطولة إلى نهايتها.