«غنّ قليلاً يا عصافير، فإني كلما فكرت في أمر بكيتُ/ وليس لي جارٌ أناديه لكي نسهر في الليل/ ولا أهلٌ وبيتُ»، مطلع الأغنية التي عرفت سابقا بصوت الفنان اللبناني مارسيل خليفة في ألبومه أواخر التسعينيات «ركوة عرب» للشاعر جوزيف حرب تؤديها المطربة عبير نعمة هذه المرة بتوزيع أوركسترالي مبتكر ضمن 14 أغنية يحتوي عليها ألبوم «غنّ قليلا»، الذي طرحه الفنانان مارسيل خليفة وعبير نعمة، يوم السبت الماضي 15 دجنبر الجاري في معرض بيروت الدولي للكتاب والنشر في دورته الثانية والستين برواق دار الفارابي. الألبوم الذي استغرق الاشتغال عليه سنتين، تعامل فيه مارسيل خليفة مع مجموعة من الشعراء منهم قاسم حداد، جوزيف حرب، طلال حيدر، محمود درويش، سيد درويش، هنري زغيب، حبيب يونس، وغيرهم، ويضم قصائد مختلفة أداها الصوت العذب لعبير نعمة المطربة اللبنانية ذات الأداء المتقن والمعرفة الأكاديمية، من بينها قصيدة «الموسيقى» للشاعر البحريني قاسم حداد، وهي دويتو غنائي جمعها بابن بلدها مارسيل خليفة، ثم قصيدة «ما أجمل الحب»، و»يا مريم» و»طلعت يا محلا نورها» وأغان أخر، ويختتم الألبوم بقصيدة الشاعر الفلسطيني محمود درويش «فكر بغيرك»، تغنّي عبير: «وأنتَ تعدّ فطورك، فكّر بغيرك/ لا تنس قوتَ الحمام. وأنت تخوض حروبك، فكّر بغيرك/ لا تنس من يطلبون السلام . ورغم أن هذا الألبوم هو الأول الذي يجمع بين الفنانيْن اللبنانيين إلا أن مشوارهما الفني المشترك يعود لسنوات خلت. يذكر أن عبير نعمة فنانة لبنانية، باحثة في «الإثنوفوليا» أي موسيقى الشعوب وقدمت في هذا الإطار مجموعة حلقات على قناة الميادين الفضائية ألقت فيها الضوء على العديد من الموروثات الفنية الكونية، مبرزة الثقافات والحياة الاجتماعية للعديد من الجماعات المنتشرة في أصقاع العالم، كما تهتم عبير بالغناء الطقسي السرياني (الترانيم)، وشاركت سنة 2004م في برنامج «سوبر ستار».