أكدت التحريات والأبحاث المنجزة، مدعومة بالخبرات التقنية التي قام بها المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني على التسجيل المصور المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الموقوفين، في إطار البحث في جريمة القتل التي كانت ضحيتها سائحتان أجنبيتان بمنطقة "شمهروش" بامليل، بايعوا تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وأبو بكر البغدادي، قبل أسبوع من اقتراف الجريمة. وظهر المتهمون الأربعة في التسجيل المصور المذكور، وخلفهم علم تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، قبل أن يعلنوا ولاءهم للتنظيم، ويتوعدوا بالقيام بعمليات إرهابية خطيرة داخل التراب المغربي، على غرار جريمة إمليل، كما أظهر المقطع أحد العناصر ويتعلق الأمر بعبد الصمد إيجود من مواليد عام 1993، ويقطن في درب زروال، الذي قال في التسجيل «إننا نقول لخليفة المسلمين إن له جنودًا في المغرب الأقصى لا يعلمهم إلا الله عز وجل، وإنهم ماضون لنصرة دين الله». وفي جزء من الفيديو، هدد عبد الصمد إيجود، الذي كان يحمل السيف، المغرب بتنفيذ عمليات إرهابية أخرى، قائلاً: «تحسسوا رقابكم.. أعددنا لكم ما لا يخطر على بال».فمنذ بداية التحقيقات في الجريمة المرتكبة لم يستبعد المكتب المركزي للأبحاث القضائية فرضية العمل الإرهابي وصلات المبحوثين عنهم بالأوساط الإسلامية المتشددة، حيث انطلق منذ توقيف المشتبه به الأول بمدينة مراكش، صباح الثلاثاء الماضي، في تحرياته من أجل التحقق من فرضية الدافع الإرهابي لهذه الجريمة والذي تدعمه قرائن ومعطيات أفرزتها إجراءات البحث. وهكذا، بينت المعطيات الشخصية حول الموقوف الأول في القضية، الذي أوقفه المكتب المركزي للأبحاث القضائية ينتمي إلى جماعة متطرفة بمدينة أسفي، أنه قضى عقوبة سجنية مدتها ثلاث سنوات في قضية التخابر مع منظمة متطرفة بتركيا، كما تبين أن موقوفا خامسا قضى ثلاث سنوات على خلفية مشاركته في الاعتداءات الإرهابية التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء سنة 2003، ويعمل كبائع للهواتف المحمولة بممر «البرانس» بالقرب من الفندق الذي كانت تقيم فيه الضحيتان قبل انتقالهما إلى إمليل. هذا، وحذر الأمين العام للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية «أنتربول»الألماني يورغن ستوك، من موجة ثانية من الإرهاب ستضرب عددا من الدول عبر العالم، أطلق عليها اسم «داعش 2.0»، وأضاف يورغن، وفق ما نقله موقع التلفزيون البلجيكي، أنه «سيتم الإفراج عن هذا الجيل من الجهاديين في السنوات القادمة»، مشيرا الى أن السجون تشكل أرضية خصبة للأفكار المتطرفة. أما بخصوص المتهمين الثلاثة الذين تم اعتقالهم، فتبين أنهم يقطنون في دواوير وأحياء هامشية بمدينة مراكش، ويمتهنون حرفا بسيطة مثل التجارة والنجارة، وأعمارهم تتراوح بين العقدين الثاني والثالث، فرشيد أفاتي، من مواليد سنة 1985، يعمل تاجرا، ويقطن في دوار القايد بجماعة حربيل بمراكش، والثاني يونس وازيد وهو نجار من مواليد سنة 1991 يسكن في العزوزية بالمدينة الحمراء، أما الثالث فهو عبد الصمد إيجود من مواليد عام 1993، ويقطن في درب زروال. ومن جهة أخرى، فإن البحث جار من أجل التأكد من صحة شريط الفيديو الذي يجري تداوله عبر الوسائط الاجتماعية باعتباره يمثل جريمة قتل إحدى السائحتين ويسعى محققو المكتب المركزي للأبحاث القضائية إلى التأكد من صحة «شريط فيديو بث على وسائل التواصل الاجتماعي قدم باعتباره يصور قتل إحدى السائحتين»، وفي كوبنهاغن، قالت أجهزة الاستخبارات الدنماركية إنها تدقق في شريط فيديو يظهر على ما يبدو عملية قتل إحدى السائحتين.