في زمن قياسي، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع لمديرية مراقبة التراب الوطني، وبتنسيق مع عناصر الشرطة بولاية أمن مراكش، من فك لغز جريمة قتل سائحتين نرويجية ودنماركية بالسلاح الأبيض بجماعة إمليل بمنطقة الحوز، بالإطاحة، صباح الخميس، بثلاثة مشتبه فيهم بالمساهمة في ارتكابها، بعد ساعات من إيقاف شريكهم الرابع، والذين بينت التحريات الأولية المنجزة انتمائه إلى جماعة دينية متطرفة. وسقط المبحوث عنهم الثلاثة، الذين عممت صورهم مساء أمس الأربعاء، عبر وسائط التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام حتى يتسنى لكل من تعرف عليهم تقديم معلومات بشأنهم تساعد في اقتفاء أثرهم وإلقاء القبض عليهم، بمدينة مراكش، وفق ما أكده بلاغ للمكتب. وحسب ما توفر ل "الصحراء المغربية"، من مصدر مطلع، فإن المعنيين بالأمر أوقفوا في الساعات الأولى من صباح اليوم، بمحطة باب دكالة داخل حافلة لنقل المسافرين كانت متجهة إلى أكادير. ويظهر من خلال الصور الملتقطة لهم لحظة إلقاء القبض عليهم أنهم تخلصوا من لحيهم وغيروا ملابسهم في محاولة منهم لتمويه الأمن حتى لا يتعرف عليهم أثناء استعدادهم للهروب خارج مراكش. وتبين المعطيات المسربة حول هوياتهم أن الأمر يتعلق بكل من عبد الصمد ايجود، وهو من مواليد 1993 ويقطن في درب زروال بمراكش، ويونس اوزياد (مواليد 1991) ويعمل نجارا ويقطن فالعزوزية بالمدينة نفسها، فيما المشتبه فيه الثالث يدعى رشيد أفتاتي (مواليد 1986)، والذي توصلت التحريات إلى أنه يمتهن التجارة ويقطن بمنطقة (حربيل) في عاصمة النخيل. وفيما تحدثت مصادر مختلفة عن أن المشتبه فيهم الأربعة في هذا العمل الإرهابي يمتهنون الرعي، أشار بلاغ "البسيج" إلى أنهم يخضعون حاليا لبحث قضائي، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد ملابسات ارتكاب هذا الفعل الإجرامي، والكشف عن الخلفيات والدوافع الحقيقية التي كانت وراءه، فضلا عن التحقق من فرضية الدافع الإرهابي لهذه الجريمة، والذي تدعمه قرائن ومعطيات أفرزتها إجراءات البحث. وتأتي هذه التطورات الميدانية، في وقت استبعدت مصادر أمنية أن يكون الفيديو المروع، الذي راج على أنه يوثق لعملية القتل أن يكون يخص الواقعة بالفعل، إذ اعتبرت أن المعاينة الأولية ترجح عدم تطابق المكان الظاهر في الشريط المصور مع مسرح الجريمة. وأوضحت أن الجثتين عثر عليهما داخل خيمة صغيرة جدا يستعملها هواة الخرجات الجبلية، بينما الجريمة الموثقة في الفيديو وقعت داخل حجرة إسمنتية، كما أن تحقيقات الشرطة لم تشر لحدود الساعة إلى أن الضحيتين تم قتلهما في مكان آخر ونقلهما في ما بعد إلى الخيمة التي تم العثور عليهما فيها. وشددت المصادر على ضرورة عدم التسرع ونشر الفيديو قبل صدور تقرير الخبرة العلمية والتقنية التي تجريها المصادر الأمنية. يذكر أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية كان أوقف المشتبه فيه الأول بمراكش، صباح الثلاثاء الماضي، بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مباشرة بعد العثور على جثتي السائحتين. من جهته، أكد الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالرباط، في أول بلاغ له حول الواقعة، أن البحث جار من أجل التأكد من صحة شريط فيديو الذي تدوول عبر الوسائط الاجتماعية، مشيرا إلى أنه سيجري إبلاغ الرأي العام على نتائج الأبحاث في الوقت المناسب.