انعقدت بأكادير، في نهاية الأسبوع الماضي، الأيام الرابعة لطب الرياضة، التي نظمتها الجمعية الجهوية للطب الرياضي لسوس ماسة درعة، بشراكة وتنسيق مع عصبة سوس لكرة القدم ومجلس الجهة وبلدية أكادير، والجامعة الملكية لكرة القدم، التي يبدو أنها أصبحت منخرطة أكثر في دعم وتشجيع هذه التظاهرة، والتي ركزت في موضوعها العام على «مكانة ودور طب الرياضة في الممارسة الرياضية بالمغرب». وقد حضر فعاليات هذه الأبواب، بالإضافة الى الفاعلين الرياضيين، من مسيرين ومدربين ومعالجين، عدد من الأطباء، ضمنهم أطباء من فرنساوتونس والكوت ديفوار. وخلال الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة، تناول الكلمة رئيس عصبة سوس لكرة القدم عبدالله أبو القاسم، وأكد في مداخلته على موضوع التأمين الخاص بالممارسين الرياضيين من لاعبين وأطقم تقنية وإدارية وتحكيمية. ولم يفته في هذا الصدد إثارة قضية الحكم السابق خالد رمسيس، الذي يبقى من ضحايا هزالة، إن لم نقل غياب تأمين حقيقي للرياضيين. كما لم يفت أبو القاسم طرح مسألة حرمان مدينة أكادير من استقبال النسخة الثانية لكأس العالم للأندية، فلا يعقل أن تحرم مدينة الانبعاث، والتي تتوفر على بنيات رياضية من المستوى العالي، وعلى بنيات سياحية في المستوى الدولي، من استكمال استقبال دورة الموندياليتو، علما بأن المدينة تتوفر على جمهور رياضي كبير ومتخلق. وتناول الكلمة بعد رئيس عصبة سوس كل من محمد باجلات، نائب رئيس مجلس جهة سوس ماسة درعة، وكذا ممثل هيئة الجنوب للطبيبات والأطباء، بالإضافة الى ممثل الجامعة الملكية لكرة القدم إسماعيل الزيتوني، والزميل الحسين العلالي عن الجسم الإعلامي الرياضي. وقد نوهت كل هذه الكلمات بالدور الذي تقوم به الجمعية الجهوية للطب الرياضي، الطرف المنظم، والتي نجحت في أن تجعل من أيام طب الرياضة موعدا سنويا قارا. كما أكد ممثل الجامعة على أن عددا كبيرا من مسيري أنديتنا الكروية مازال يغلب عليهم هاجس التسيير اليومي لفرقهم والنتائج التي تحققها، دون اهتمام بالجانب الطبي. وقد اختتمت هذه الكلمات بكلمة لرئيس الفيدرالية الوطنية للطب الرياضي الدكتور بوجمعة الزاهي، وأخرى لرئيس الجمعية المنظمة الدكتور محمد بيزران . وبالنسبة لأشغال هذه الأيام الرابعة، فقد عالجت في يومها الأول مكانة طب الرياضة ودوره في الممارسة الرياضية بالمغرب. وتدخل خلاله الطبيب الإيفواري البروفيسور كونستان رو، والذي تناول فيه موضوع تاريخ الطب الرياضي بمنطقة الساحل والصحراء بإفريقيا، وتلته الدكتورة زكية بارتجي من تونس، والتي تناولت في عرضها تجربة بلدها في هذا المجال، ثم الدكتور كلود بينيزيس والذي عرض للتجربة الفرنسية، التي تبدو جد متقدمة. كما كانت هناك عروض لمتدخلين آخرين نذكر منهم المدير التقني الوطني ناصر لاركيت، الذي عالج موضوع دور الطاقم الطبي داخل مركز التكوين لكرة القدم. وخلال اليوم الثاني والأخير ، أي يوم السبت 22 نونبر، كانت هناك عروض وورشات علمية ذات طابع تخصصي، منها ما هو موجه للأطباء، وما هو موجه للمعالجين الممارسين بالأندية. بالنسبة لهذه الفئة الأخيرة فقد أطر الورشة الخاصة بها كل من الدكاترة كركاش والسملالي وإيكوامان، وركز موضوعها على التدخلات الاستعجالية خلال الممارسة الرياضية في ملعب كرة القدم. مع الإشارة الى أن عصبة سوس لكرة القدم قد وفرت عددا من حقائب المستعجلات تم توزيعها على المعالجين داخل الفرق والأندية. كما تم تخصيص جلسة للتعريف بآلة طبية جديدة تم اقتنائها من طرف المركز الطبي الجهوي. وقد اختتمت أشغال هذه التظاهرة بجلسة مسائية تناولت موضوع المنشطات وواقع محاربتها بالمنطقة المغاربية والمغرب، ومسؤولية الصحافة الرياضية في هذه المحاربة. وقد تدخل خلال هذه الجلسة كل من الدكتورة زكية بارتجي، والتي تناولت موضوع واقع محاربة ظاهرة المنشطات بالمغرب الكبير، والدكتورة فاطمة أبوعلي والتي تناولت واقع هذه المحاربة بالمغرب، الذي يبدو أن لديه ترسانة قانونية متقدمة وصارمة، لكن غير مفعلة بعد. أما المداخلة الأخيرة، والتي عالجت موضوع نصيب الإعلام الرياضي من المسؤولية في محاربة المنشطات، فقد ألقاه المراسل الرياضي للاتحاد الاشتراكي عبداللطيف بوزيت البعمراني، وأكد أن مجهودات محاربة المنشطات ليس فقط بالمغرب، بل خلال بعض التظاهرات العالمية ككأس العالم أو طواف فرنسا للدراجات، تحد منها سلطة المال التي أصبحت تتدخل بقوة في الرياضة، وتتحكم في توجهاتها مركزة بشكل أولى على الرياضي والبطل المربح الذي يحقق الإنجازات بأي شكل كان.