نظم مختبر السيميائيات، اللسانيات والثقافة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – المحمدية لقاء علميا مع الأستاذ الدكتور الطائع الحداوي بمناسبة صدور كتابه خطاب الحكاية والصورة. وقد شارك في هذا اللقاء العلمي مجموعة من الأساتذة الباحثين الذين تناولت مداخلاتهم بالتحليل المقاربة المنهجية في الكتاب، وطبيعة المتون قيد الدراسة، ونماذج من مصنفات البحث. هكذا شدد الأستاذ محمد لهلال على الجهاز النظري وآلياته الاستدلالية التي تجمع بين النظرية والتطبيق، وبين الرقمنة والمعرفية، بوساطة بينيات رابطة بين عدد من الحقول المعرفية على رأسها: السيميائيات، والإناسيات، واللسانيات المعرفية، والتداوليات، والدلاليات التصورية، والذكاء الاصطناعي، وعلوم المعرفة، وعلم النفس المعرفي. ومن ثم بحث الأستاذ الطائع الحداوي، يشير لهلال، عن الخطابات الحكائية والصورة في أبعادها التصورية والمعرفية لبناء جهاز تصوري قائم على عدد من الوجاهات الصورية من منطلق هندسة تواز معرفي. واستدل الأستاذ إدريس عدلي، من جهته، على هذا المنحى النظري بالنموذج السيميائي المطروح في الكتاب وبصفة خاصة ما يتعلق بتحليل الصورة. حيث استرعى انتباهه الدمج الخلاق بين سيميائيات بيرس، والمنطق، واللسانيات في مقاربة متن من الصور المستمدة من رحلة المغرب للكاتب الإيطالي إدموندو دي أمتشيس. فبين الباحث، يقول عدلي، كيف تتمفصل الدلائل التصويرية – الأيقونية مع النسق القاعدي لترجمانة الطبائع. وفي مداخلتها المعنونة ب السيميائيات والسردية في كتاب: خطاب الحكاية والصورة، بسطت الأستاذة إلهام المجدوبي محاور خطة الكتاب واستراتيجية التأليف لتسلط الضوء على المكون السيميائي في تحليل الشعر والمكون السردي في تحليل الرواية. فعرضت أمام الحضور القوانين التسنينية المستنبطة من فحص العلاقة بين الأهواء والأشياء في نصوص الشعر المغربي المعاصر، وأردفتها بإضاءة موضوعة الحكاية والمتن وبناء الخطاب في رواية خذها لا أريدها لليلى العثمان. وفي ختام كلمته، أثنى الأستاذ الطائع الحداوي على هذه المداخلات والروح العلمية التي كشفت عنها. كما شكر الحضور الكرام من أساتذة وطلبة وعموم الناس على اهتمامهم بهذا المؤلف وصاحبه وعلى احتفائهم بالإصدارات العلمية الدقيقة التي ترقى بالبحث العلمي في الجامعة المغربية نحو مدارج العمل الأوفى نظرا ومنهجا. وتوج هذا اللقاء العلمي بتوقيع الكتاب ومناقشة مستفيضة لأطروحاته المعرفية في أبعادها المختلفة.