سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في عشاء مناقشة بأحد فنادق الدار البيضاء، المحامي موريس بوتان محامي عائلة الشهيد المهدي بنبركة: أنا لا أتهم بنسليمان والقادري على أنهما متورطان بل أعتبرهما عارفين بتفاصيل مهمة
نظم المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف، مساء الأحد الماضي، 23 نونبر 2014، بأحد فنادق الدارالبيضاء، عشاء مناقشة خاصا بعدد من المحامين والمناضلين الحقوقيين، احتفاء بصدور الترجمة العربية لكتاب محامي عائلة الشهيد المهدي بنبركة، الأستاذ موريس بوتان: "الحسن الثاني، دوغول، بنبركة.. ما أعرفه عنهم" بحضور نجل الشهيد، الأستاذ البشير بنبركة وصهر الشهيد، المناضل الاتحادي عثمان بناني. وهو اللقاء الحميمي، الذي تميز بإلقاء كل من رئيس المنتدى المحامي مصطفى المانوزي، والمحامي موريس بوتان والبشير بنبركة، لكلمات مختصرة حول الكتاب وحول تطورات ملف عريس شهداء الحركة الاتحادية، الذي لا يزال مصيره مجهولا إلى اليوم، رغم مرور قرابة 50 سنة على اختطافه يوم 29 أكتوبر 1965 من قلب باريس. اللقاء، الذي نظم والمغرب يستعد لاحتضان أكبر تجمع عالمي لحقوق الإنسان بمراكش بعد أيام قليلة، يأتي وتفاعلات رفع دعوى قضائية ضد المحامي موريس بوتان، من قبل أحد عناصر الأمن المغاربة، المتورط في عملية اختطاف الشهيد المهدي بنبركة، ميلود التونزي (الشتوكي)، تعود مجددا إلى الواجهة، بعد أن أصر ذات المسؤول الأمني المغربي على استئناف الدعوى أمام المحاكم الفرنسية، بمحكمة مدينة دوي بالشمال الفرنسي، بعد أن قضت محكمة ليل منذ أشهر ابتدائيا بإسقاط المتابعة في حق محامي عائلة الشهيد، التي ادعى فيها الشتوكي أنه تم التشهير به وأنه لا علاقة له بالاسم المستعار "الشتوكي" الذي ينسب إليه، حتى ومحضر اجتماعه الرسمي بهيئة الإنصاف والمصالحة، كما أكد المناضل الاتحادي عباس بودرقة منذ شهور يؤكد اعترافه بأنه هو الشتوكي، وهي المحاكمة التي قال عنها الأستاذ بوتان إنها لن تزيده وعائلة الشهيد سوى إصرارا على مواصلة المعركة لكشف الحقيقة كاملة. البشير بنبركة، الذي ألقى كلمة قصيرة بالمناسبة، أكد فيها أن معركة العائلة مستمرة وأنه مؤمن بأن الحقيقة ستظهر كاملة طال الزمن أو قصر، وأنه على الدولة المغربية أن تتصالح مع المنطق العالمي لحقوق الإنسان في هذا الملف الحقوقي وهي تحتضن المنتدى العالمي لحقوق الإنسان بمراكش نهاية الشهر الحالي، معتبرا أنه عليها، أقله، تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة وأنه إذا كان أحد ما يراهن على استنزاف معركة العائلة في سعيها للوصول إلى الحقيقة كاملة، فهو رهان غير مجد. وهو نفس اليقين الذي عبر عنه الأستاذ موريس بوتان بعد ذلك، حين قال بعبارات مؤثرة، ما معناه، أنه منخرط في هذه المعركة منذ أكثر من 50 سنة، وأنها ذكرته بمعركة سيدة في فيلم إيرلندي للبحث عن ابنها المختطف، الذي تمكنت بعد 50 سنة من البحث والإصرار على اكتشاف حقيقة مصيره وأنه كان لسنوات قريبا من مكان إقامتها ودفن قريبا منها. معتبرا أن معركة ملف المهدي ستتواصل، وأنه لن يرى هو نتائج تلك المعركة ربما، بسبب تقدمه في السن، لكن البشير والعائلة والجيل الجديد من الحقوقيين المغاربة وفي العالم، سيواصلون بعده المعركة. أما بخصوص الترجمة العربية لكتابه، التي أنجزتها مجلة "وجهة نظر" (ترجمة رشيد برهونس ومراجعة عثمان بناني) فهي شهادة للتاريخ، كونه ليس مؤرخا بل شاهدا على الحدث. وأنه حين دون شهادته الموثقة هذه حتى يستفيد منها علماء التاريخ، والعائلة وكل رفاق الشهيد المهدي بنبركة، فلكي يؤكد مرة أخرى، أن معركة العائلة ومعركته ليست الانتقام، بل هي إعلان الحقيقة كاملة، لأنه حرام بعد 50 سنة أن لا تتمكن السيدة بناني زوجة الشهيد من ممارسة حقها في الحداد على زوجها وأن تترحم عليه على شاهدة قبر ، مضيفا أنه حين طالب مثلا قضائيا بالإنصات للجنرال حسني بنسليمان والجنرال المتقاعد عبد الحق القادري، فليس بالضرورة لأنهما متورطان في عملية الاختطاف بل لأنهما يعلمان تفاصيل حاسمة عن عملية الاختطاف بباريس يوم 29 أكتوبر 1965. أما المعركة مع باقي العناصر المتورطة في العملية، مثل ميلود التونزي الشتوكي فهي متواصلة بالقانون.