ربح المنظمون لأول سوق للموسيقى المهنية للمغرب وإفريقيا والشرق الأوسط، الرهان بنجاح دورته الأولى التي حضرها أكثر من 1000 من المهنيين ثلثاهم قادم من خارج المغرب. منتجون ، مديرو مهرجانات عالمية، وكلاء فنيون من المنطقة ولكن أيضا من اسبانيا، استونيا، الدنمارك، النرويج والمكسيك وكوريا الجنوبية في أول لقاء من نوعه مع فنانين مشهود لهم بالإبداع والريادة في المغرب وخارجه، فنانون استطاعوا الظفر بفرصة إظهار إنتاجاتهم أمام مهنيي الموسيقى في أول سوق حقيقي في هذا المجال، تمكن بعضهم من عقد صفقات مع المهنيين سواء ببيع سهرات لمديري المهرجانات أو بحث فرص اشتغال مع فنانين من دول أخرى. «عودة إلى الكآبة بعد أسبوع لا يصدق في الرباط!" هكذا عبر منير القباج الرئيس التنفيذي ومؤسس جينجر ساوندس عن شعوره بعد انتهاء فعاليات فيزا فور ميوزكالتي قال عنها أيضا إنها تنبئ عن أشياء جميلة وغير مسبوقة في مجال التنمية الثقافية وصناعة الموسيقى ببلدنا. لقد حققت الدورة الاولى لفيزا فور ميوزك الى حد كبير هدفها المعلن من الحدث، فقد نجحت، حسب ما صرح به مديرها ومؤسسها ابراهيم المزند، في بناء ترابط دائم بين الفنانين والصناعة الموسيقية في كل من المغرب، الشرق الاوسط وافريقيا. كما أكدت أن هذه الاراضي ترقى لمستوى الاسواق العالمية للموسيقى المعاصرة لاسيما المغرب الذي أظهر قدرته على خلق مجال للتفاعل بين مختلف المهنيين من مختلف بقاع العالم، شأنه في ذلك شأن الدول الكبرى في صناعة الموسيقى. وجاء في تصريح لوزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي: "إنه حدث ضروري للتعريف بالإنتاج المغربي، طريقة مبتكرة لخلق فضاء للتفاعل كانت مفتقدة.. فيزا فور ميوزك ستشارك في تعزيز التراث الموسيقي المغربي، ودعم دبلوماسيته الثقافية." على مدى ثلاثة أيام، تمكن المهنيون الى جانب جمهور عريض، من حضور 32 حفلة راقية وعرض موسيقي بمسرح محمد الخامس، بقاعة لارونيسونس وبفضاء النهضة. ثلاث محطات متتالية شهدت تكوينات فنية مغربية، لبنانية، كولومبية، مصرية ثم من البنين ومالي والرأس الأخضر.. لقد عرفت فيزا فور ميوزك كذلك تنظيم حفلات قدم إليها جمهور كبير فاق كل التوقعات لعل أبرزها تلك التي قدمتها الفرقة الموسيقية اللبنانية المحبوبة في اوساط الشباب "مشروع ليلى "الى جانب فرقة الروك المغربية "هوبا هوبا سبيريت" والفنان عزيز سحماوي الذي أطلق ألبومه الاخير "مازال" خلال نفس السهرة. الجدير بالذكر أيضا أن فيزا فور ميوزك شكل فرصة لاكتشاف فرقة "ناعردستان" وهي فرقة موسيقية مكونة من شباب مغربي مقيم بفرنسا يعتمد اساسا على قصائد عربية لشعراء من حجم مظفر النواب، فرقة لاقت تجاوبا لافتا للأنظار من طرف جمهور ومهنيي فيزا فور ميوزك، دون إغفال المشاركة الجميلة لمهدي الناسولي حامل الإرث الكناوي والمروج له عبر العالم. فيزا فور ميوزك ليست فقط فرصة لاكتشاف المواهب والاستمتاع بالعروض، ولكن أيضا وخصوصا فرصة لعقد الصفقات وخلق فرص شغل عن طريق الموسيقى بحيث عرفت المناسبة تنظيم جلسات اشتغال شارك فيها ما يفوق 500 متدخل يوميا في الصناعة الموسيقية فكانت فرصة لكل طرف للتعريف بما يقوم به وبحث سبل وآفاق الاشتغال. لم يخل هذا الحدث كذلك من عقد سلسلة من المؤتمرات ومناقشات وعروض أفلام حول الموسيقى في مختلف بقاع الكون، بالإضافة الى تكريم وجوه موسيقية مرموقة على رأسها الفنانة الموريتانية معلومة، أسطورة ناس الغيوان من المغرب، أيقونة الأغنية القبايلية ايدير والصوت القوي اسماعيلو من السينيغال نراكم في العام القادم.