انطلاق أشغال الدورة الحادية عشرة من المنتدى العالمي حول الهجرة
تنطلق اليوم بمدينة مراكش، برئاسة مشتركة بين ألمانيا والمغرب، أشغال الدورة الحادية عشرة من المنتدى العالمي حول الهجرة تحت شعار “الوفاء بالالتزامات الدولية لتحرير طاقات جميع المهاجرين لأجل التنمية”، وسيتم خلال هذه الدورة اعتماد الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة. وستشكل أشغال المنتدى العالمي حول الهجرة، الذي ينعقد في وقت حاسم تحتل فيه الهجرة مكانة بارزة في الأجندة السياسية الدولية، خاصة بعد إعلان نيويورك الصادر في شتنبر 2016، مرحلة مهمة نحو إرساء “عقد اجتماعي عالمي بشأن الهجرة والتنمية” من أجل تحقيق التوازن بين المصالح الفضلى للمهاجرين وبلدانهم الأصلية وبلدان العبور وبلدان المقصد، وذلك بهدف تحقيق الأمن والكرامة والإدارة الجيدة للهجرة. ويتم خلال المنتدى العالمي حول الهجرة التركيز على الروابط القائمة بين المنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية، الميثاق العالمي للهجرة وأجندة 2030، كما تم التأكيد على ذلك في الوثيقة “الموجز الموضوعاتي 2007 – 2017” التي قدمها المنتدى خلال أطوار إعداد الميثاق العالمي للهجرة، والتي سيتم التأكيد على أهميتها خلال مناقشات الموائد المستديرة لسنة 2018. كما سيتم أيضا تحليل ودراسة مساهمة المنتدى في الحوار العالمي ووضع سياسات في مجال الهجرة والتنمية، ويقترح إجراء جرد للنجاحات والتحديات التي عرفها المنتدى خلال العشر سنوات الأخيرة في ما يخص الهجرة والتنمية، وذلك بتعبئة فريق من الخبراء. وتعتبر الرئاسة المشتركة لألمانيا والمغرب مبادرة فريدة لثلاثة أسباب على الأقل، ذلك لأن طبيعة الرئاسة المشتركة تضع شركاء الشمال والجنوب على قدم المساواة في تدبير النقاشات حول الانشغالات المشتركة المتعلقة بالهجرة، ثم لأنه وللمرة الأولى، قامت هاتان الحكومتان بوضع أهداف واضحة ومركزة للمنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية على مدى عامين كما أعطت الحكومتان في السنوات الأخيرة المثال من خلال تطبيق سياسات استشرافية للهجرة على مستوى بلديهما. وقد أولت العديد من الحكومات في جميع أنحاء العالم اهتماما كبيرا لتحقيق أقصى ما يمكن من إيجابيات الهجرة عبر العديد من الشراكات الدولية لضمان هجرة مفيدة للجميع. وتمثل الرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية بين ألمانيا والمغرب مثالا حديثا لهذه المقاربة الإيجابية. وعمل المنتدى على تنظيم ثلاث ورشات عمل موضوعاتية سنة 2018 حول مواضيع “الهجرة وأجندة 2030” (18 و19 أبريل في الرباط)، “هجرة اليد العاملة” (3 ماي بجنيف)، وأخيرا “الأطفال والشباب في سياق الهجرة” (21 و22 يونيو بأكادير). بالإضافة إلى ذلك، تمت برمجة أربع تظاهرات موازية أيضًا بالتعاون مع شركاء دوليين مختلفين في إطار مواضيع الهجرة والتنمية القروية: تعزيز الشراكة الانتقالية (26 مارس في نيويورك)، تظاهرة موازية للمنتدى العالمي حول الهجرة والتنمية على هامش المنتدى السياسي الرفيع المستوى لعام 2018 (13 يوليوز في نيويورك)، وأخيرا حوار حول تنفيذ إطار الحكامة العالمية الجديد للهجرة (4 شتنبر في جنيف). ويمثل احتضان المغرب لأشغال الدورة الحادية عشرة من المنتدى العالمي حول الهجرة والمؤتمر الحكومي الدولي لاعتماد الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة المرتبطين بقضية الهجرة اعترافا بالدور الريادي الذي تلعبه المملكة في تدبير تدفقات الهجرة على الصعيد العالمي بشكل عام، لاسيما في إفريقيا وفي الفضاء الأورومتوسطي، علما بأن جلالة الملك محمد السادس رائد الاتحاد الإفريقي في موضوع الهجرة. كما يعد اختيار المغرب تكريسا للسياسة الإنسانية للهجرة التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس سنة 2013، والتي سمحت بتسوية أوضاع المهاجرين من جنوب الصحراء، ترسيخا لقيم السخاء وكرم الضيافة والتضامن مع البلدان الإفريقية. وسيكون هذا المؤتمر الدولي أكبر حدث دولي حول قضية الهجرة. ويتعلق الأمر بأول مؤتمر أممي يعالج هذه القضية، وسيمثل الميثاق الذي سيتم اعتماده خلال هذا المؤتمر أول وثيقة أممية بشأن قضية الهجرة في شموليتها. يشار إلى أن المنتدى العالمي المعني بالهجرة والتنمية قد أنشأته الأممالمتحدة في عام 2007 ليكون فضاء غير رسمي وغير ملزم وطوعي وقادته الحكومات لإجراء مناقشات رفيعة المستوى بشأن السياسات والتحديات والفرص التي تتيحها “العلاقة بين الهجرة والتنمية”.