خسائر كبيرة في الممتلكات العامة و الخاصة خلفتها الفيضانات التي ضربت نواحي مراكش صباح السبت 22 نونبر 2014 بسبب الأمطار العاصفية التي عرفتها المنطقة يومي الجمعة و السبت . و هكذا تسبب الارتفاع الكبير لمنسوب مياه وادي بورويحات و وادي الحجر في حدوث خسائر مادية كبيرة ببعض دواوير جماعتي الويدان و أولاد حسون بعمالة مراكش ، حيث تجاوزت المياه المجرى العادي للوادي و غمرت الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين مراكش و فاس ، متسببة في انقطاع حركة السير بها. و استفاق السكان في الساعات الأولى من صباح السبت بعد أن فاجأتهم السيول و هي تكتسح بيوتهم ، مما دفع أغلب الأسر إلى مغادرة منازلها و الرحيل بعيدا عن خطر التيار القوي للمياه المنسابة . و خلفت هذه الفيضانات التي جعلت سكان المنطقة يعيشون ساعات عصيبة ، انهيار ما يناهز 26 منزلا أغلبها بدوار أولاد بوزيد بجماعة أولاد حسون ، إضافة إلى عدد من المنشآت العمومية منها مدرسة ابتدائية . و قال شهود عيان إن عددا من المتاجر تعرضت لنفس المصير حيث أتلفت محتوياتها من البضائع . و غير بعيد عن المنطقة ، قال السكان إن مياه وادي اغمات التي ارتفع منسوبها بشكل غير مسبوق أيضا ، جرفت قنطرة حديثة الإنشاء بالمنطقة المعروفة بالولجة على بعد كيلومترين من الشويطر ، مثلما تسببت مياه نفس الوادي في توقف حركة السير في مجموعة من الطرق المتواجدة بالقرب من مجرى الوادي . و بإقليمالحوز عمت حالة من الذعر في صفوف ساكنة عدد كبير من الدواوير بمناطق مختلفة ، في ظل التساقطات المهمة التي تهاطلت بالإقليم الذي يخترقه عدد من الوديان المنحدرة من مرتفعات جبال الأطلس . و تحدث السكان عن ارتفاع غير مسبوق في منسوب مياه أغلب الأودية بالإقليم ، و خاصة وادي زات الذي أحدثت فيضاناته خسائر مادية كبيرة في المنشآت العمومية و الممتلكات الخاصة ، حيث غمرت المياه عددا مهما الدور التي أفرغت من سكانها بعد تحرك المصالح العمومية لإجلائهم استباقا لأية كارثة طبيعية ، و ذلك إثر النشرة الإنذارية التي عممتها مديرية الأرصاد الجوية بخصوص توقع أمطار عاصفية بالمنطقة . و تسببت السيول المتدفقة من الشعاب في قطع الطريق الوطنية الرابطة بين مراكش و وارزازات ، و غمرت مياه وادي زات قنطرة « آيت منصور « التي توجد في مدخل بلدية آيت أورير محدثة انقطاعا في حركة السير . و عاينت «الاتحاد الاشتراكي» ، عددا من الضيعات و الأراضي المجاورة لمجرى الوادي المذكور وقد غمرتها المياه متلفة عددا كبيرا من الأغراس ، مثلما شاهدت التيار القوي لوادي زات و هو يجرف آثاثا منزلية . و تحدث سكان المنطقة عن مشهد غير مألوف منذ سنة 1984 ، حيث أن منسوب مياه الوادي المذكور لم يسبق له أن بلغ هذا المقدار من الارتفاع و القوة منذ ما يناهز ثلاثين سنة. علما بأن وادي زات يعد من اكبر وديان إقليمالحوز و يشكل خطرا كبيرا دائما على السكان . و ذكر السكان أن المصالح المعنية قامت بإنقاذ تسع أسر من دوار « علي أوحمو « بآيت أورير من الفيضان المشار إليه ، كما قامت بإخلاء دواري « آيت سالم « و « العامرية « في خطوة استباقية ، نظرا لارتفاع منسوب مياه الوادي . و في ذات السياق خلف فيضان وادي أوريكا خسائر مادية كبيرة ، حيث جرفت قوة تيار مياهه ، منشآت عمومية منها دار للشباب و أجزاء من الطريق ، كما خربت صيدلية و عددا من المتاجر، و تسببت في تدمير جزء من القنطرة الرابطة مابين إثنين أوريكا و آيت أورير، و دمرت عددا من المسالك الطرقية بالمنطقة . و وردت أخبار من منطقة تغدوين بإقليمالحوز عن خسائر مهمة بسبب التساقطات التي عرفتها المنطقة و ما صاحبها من فيضانات ، حيث لحقت أضرار كبيرة بالضيعات و الأراضي المزروعة التي غمرتها المياه ، إضافة إلى انقطاع حركة السير بمجموعة من المسالك الطرقية . و بمنطقة أسني عاينت «الاتحاد الاشتراكي» مياه وادي غيغاية و هي تجتاح مساحات شاسعة من الأراضي المغروسة ، إضافة إلى تدفق السيول من بعض الشعاب بما يترتب عنها من توقف حركة السير ببعض الطرق . و شاهدت الجريدة رجال الدرك و هم يقيمون حواجز بمدخل الطريق الرابط بين تحناوت و أمزميز لمنع المرور منها بسبب الفيضانات . و أفادت المعلومات الواردة من مرتفعات جبال الأطلس أن الطريق الرابطة بين مراكش و تارودانت قُطعت على مستوى منطقة ثلاث نيعقوب بسبب الأضرار التي أحدثتها السيول . و في مراكش استنفر ارتفاع منسوب مياه وادي تانسفت ، رجال الدرك الملكي و الأمن الوطني الذين شددوا الحراسة بمدخلي القنطرة التاريخية المتواجدة بنطقة النخيل ، و ذلك بعدما سجل تدفق مياه الوادي مستوى قياسيا ، حيث ارتفعت الى مستوى سطح القنطرة . مثلما غادر سكان دواوير قريبة من مجرى الوادي المذكور، مساكنهم بفعل الأضرار التي أحدثها بها .