فاجأ، في وقت متأخر من ليلة الجمعة 25 مارس 2011، ارتفاع منسوب وادي إسيل وأمواج سيول قوية عدة تجمعات سكنية ومنشآت اقتصادية بدروب وأزقة وشوارع عدة نقط مجاورة لهذا الوادي أو متواجدة في مجراه بكل من سيدي يوسف بن علي ودوار الفخارة ودوار كنون وعين إيطي وصقو ودور المساكين بمنطقة الداوديات.. انسياب السيول الغزيرة، التي قدر شهود عيان ارتفاعها في البداية بأزيد من مترين، والمحملة بكميات هامة من الأوحال والأزبال وكل ما صادفته في طريقها تجاوزت قنطرتي الكولف وباب اغمات، المختنقة أصلا بالأتربة والأزبال، فيما جرفت قنطرة حديثة العهد تم بناؤها على مقربة من تجزئة الكوثر. وانقطعت الطريق في العديد من النقط على امتداد الوادي بعد أن غمرتها المياه متسببة في اضطراب كبير في حركة السير. هول المنظر أجبر القاصدين وجهتي ورزازات وآيت أورير بصرف النظر عن ذلك والتراجع دون الاستهانة بغضب الطبيعة. الحادث المباغت زرع خوفا وهلعا في أوساط السكان مما اضطرهم إلى قضاء ليلة بيضاء للتعامل مع مخلفات قدر محتوم. وكان من مخلفات هذه السيول القوية الجارفة اختناق قنوات الصرف الصحي، التي لم تعد قادرة على استيعاب الكميات الهامة من المياه والأوحال، فكانت الأضرار بمختلف المحلات بليغة ومتفاوتة لحقت المحتويات والأمتعة والأثاث والمواد المختلفة وغيرها. وعمدت الأسر إلى نقل وإنقاذ ما يمكن إنقاده من أمتعة وأغراض فيما وجدت أسر نفسها مشردة ومطرودة من بيوتها جراء هذه الكارثة الطبيعية. وفي جانب آخر عمد العديد من السكان إلى إعداد أكياس من الرمال والاستعانة بعدة أجهزة منزلية وغيرها واستخدامها كحاجز لتحويل مجرى السيول القوية التي اقتحمت نسبة هامة منها العديد من المنازل وحولتها إلى برك مائية، وتعامل السكان مع هذا الوضع بشكل جماعي حيث تم العمل على سحب المياه الممزوجة بالطين والأتربة بجهد وصعوبة بالغين في محاولة للحد من حجم الخسائر المادية. طبيعة الحادث فرضت على الجهات المسؤولة حشد أطقم تقنيي البلدية وإلى الاستعانة بجرافات في محاولة لإزالة وتنظيف الطرق الرئيسية من مخلفات الفيضان. وبحسب جهات مسؤولة يصعب الحديث في الظرف الراهن عن تحديد حجم ونوعية الخسائر المادية التي تسببت فيها السيول مشيرة إلى أنه لا حديث عن أية خسائر في الأرواح. إلى ذلك كان مصدر هذه السيول القوية التي اجتاحت مراكش أمطار رعدية تهاطلت بغزارة بالمنطقة الجبلية لأوريكة في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة الماضية، وكان من نتائجها ارتفاع منسوب وادي أوريكة لتغمر المياه الحقول والبساتين مما تسبب في خسائر مادية جسيمة بها. وتحولت المياه المحملة بالأتربة وفروع الاشجار وغيرها لتغمر سبعة أودية تصب في مجرى وادي إسيل الذي يعبر مراكش لتقع الكارثة.