شرع حلفاء الحرب العالمية الأولى، انطلاقا من السنة الجارية وإلى حدود نهاية 2018، في إحياء الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى الموسومة حينها بالحرب العظمى. أهالي المستعمرات الفرنسية والدول الخاضعة لحماية باريس آنذاك ساهموا بقسط وافر في العمليات التي أدت إلى اندحار قوات المركز في 11 نونبر 1918، وقد تراوح عددهم ما بين 600 و700 ألف مجند. جنود المملكة الشريفة، الخاضعة قبل سنتين من انطلاق الحرب لنظام الحماية الفرنسية، ساهموا بشكل كبير في تحرير الأراضي الفرنسية، مواجهين العدو بشجاعة نادرة نالوا إثرها تقدير قادة وحداتهم. لكن تضحياتهم، ومعهم بقية «إخوان السلاح والدم» الوافدين من البلدان التي كانت فرنسا تزعم نشر رسالتها الحضارية في جغرافياتها، لم تنل ما تستحق من انتباه واحتفاء من طرف البلد تجندوا تحت رايته وحرروا أراضيه... رغم أنه محتلا لأراضي وطنهم. 1914 . نيران الحرب العالمية الأولى تشتعل في أوربا لكن قوات الحماية الفرنسية لم تبسط بعد سيطرتها الكاملة على التراب المغربي. «التهدئة» ليست شاملة لمجموع جغرافية الإمبراطورية الشريفة، ومع ذلك فالجنرال ليوطي، المقيم العام، يقترح، على القيادة العسكرية العليا لجيش بلاده في باريس، إرسال جنود مغاربة للقتال هناك، جنود من الأهالي أدمجتهم الحماية ضمن قواتها العسكرية في المغرب لإنهاء عمليات «التهدئة». أحد من دعوا فرنسا إلى إدماج محاربين من مستعمراتها والبلدان الخاضعة لحمايتها في صفوف جيشها لمواجهة جيوش المركز، هو الجنرال مونجان، مبدع مفهوم «القوة السوداء»: «في أوربا، يحتشد 60 مليون ألماني في مواجهة 39 مليون فرنسي. لكن الراية الفرنسية تجمع تحت ظلالها 15 مليون عربي وبربري في إفريقيا الشمالية، و22 مليون أسود في غرب إفريقيا. لنضف إلى هذه الساكنة 20 مليون نسمة من الهند-الصينية، و3 ملايين من مدغشقر وبضع مئات الآلاف من الصوماليين والكاناكيين، وحينها ستصبح فرنسا، عبر ضم مستعمراتها عسكريا إليها، أمة تشمل مائة مليون نسمة». تفعيلا لهذه الدعوة، سيقترح الجنرال ليوطي إذن إرسال مجندين مغاربة لتعزيز هذه «القوة السوداء» دعما لفرنسا والحلفاء في مواجهتهم للعدو في الحرب التي كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية تفضل تسميتها بالأوربية. غير أن القيادة العامة الباريسية لم تكن متحمسة لهذا الاقتراح، ذلك أن تفاصيل بسيطة (!) تقض مضجعها وتقف حجر عثرة في سبيل الاستجابة له، منها على سبيل المثال لا الحصر ما عاشته مدينة فاس في أبريل 1912. أجل، ففي بداية 1912، ستباشر سلطات الحماية إعادة تنظيم الجيش المخزني تحت قيادة ضباط فرنسيين، ليصبح مواليا لها وللسلطان. لكن الجنود المغاربة سينتفضون في أبريل من نفس السنة ضد مدربيهم ويصفون حوالي خمسين أوربيا، من بينهم بعض ضباطهم الفرنسيين، ما جعل توجس القيادة العليا الفرنسية في باريس من مدى وفائهم يزداد. وقد ورد في إحدى إرساليات القيادة العسكرية الفرنسية العليا حول الجمود المغاربة: «لا يجب خصوصا تركهم بمفردهم وبدون مراقبة، لا حين يتقدمون ولا حين يعسكرون، وذلك بسبب نزوعهم الفطري للنهب. إن هؤلاء الرجال يقدمون، في المغرب وبفعل تقاليدهم، على ارتكاب مجازر ضد الناس المسالمين، وعلى عمليات الاغتصاب والسلب حتى في أوساط القبائل الصديقة». وتحمل إرسالية أخرى أحكام قيمة لا تنزاح كثيرا عن مضمون الأولى: «إن أدوار الاستكشاف والملاحقة والإغارة التي يضطلعون بها في المغرب، قد ولدت لديهم، بالإضافة إلى الجرأة الفائقة، عادات نهب لن تتوافق جيدا مع تقاليد الحرب كما تجري في أوربا». في غشت 2014، ستزداد حاجة فرنسا إلى حاملي السلاح تحت رايتها لمواجهة ألمانيا وبقية قوات المركز. ليوطي، الذي يعلم علم اليقين، سعة قدرات جنوده من الأهالي المغاربة، الذين أعيد تنظيم صفوفهم، سيعيد التذكير باقتراحه ليضعهم تحت إمرة القادة الميدانيين فوق الأراضي الفرنسية. وهو المقترح الذي ستوافق عليه القيادة العامة في آخر المطاف، رغم معارضة بعض المكونات المناهضة للحزب الاستعماري. أبرز هؤلاء المعارضين لتجنيد المغاربة تحت الراية الفرنسية لم يكن سوى الزعيم الاشتراكي جون جوريس الذي خطب تحت قبة البرلمان قائلا: «ما نعتبره نحن فرنسا، يمثل بالنسبة لهم الخارج»، ومضيفا بأن شعور هؤلاء الوطني سيجعلهم يدافعون عن بلدهم ضد الذين يقومون باحتلاله، وليس عن فرنسا التي ينظرون إليها، ومعها أوربا أيضا، على اعتبارها «شيئا كبيرا قصيا». لكن لا الأصوات المعارضة في فرنسا، ولا مقاومة القبائل المغربية للتوغل الفرنسي، ستمنع 40 ألف جندي مغربي من خدمة العلم الفرنسي بالسلاح طوال الحرب العالمية الأولى، علما أن ثلثي هؤلاء المجندين سيخوضون غمار المعارك في الأراضي الفرنسية وبغض المناطق الأوربية الأخرى، علما أن بسالتهم وجاهزيتهم وكفاءتهم الحربية ستتأكد بسرعة فائقة، أي شهرا واحدا فقط بعد حلولهم بالتراب الفرنسي بمناسبة مواجهات لورك المتفرعة عن معركة لامارن الكبيرة، ما سيجعل قادة الجيش الفرنسي إلى طلب المزيد منهم. الفرقة الأولى للمشاة المغاربة هكذا، وفي بداية غشت 1914، ستتوجه أول فرقة عسكرية من الرماة المغاربة إلى فرنسا، وقد كانت مكونة من حوالي 4500 جندي سيدمجون ضمن فرقة المشاة المجندين من المستعمرات، قبل أن يحملوا في يناير 1915 تسمية «الفرقة الأولى للمشاة المغاربة» بعد أن أعلن المغرب رسميا انخراطه في الحرب إلى جانب فرنسا. وفي غشت 1914 كذلك، سيرحل حوالي ألف فارس مغربي مجند في اتجاه فرنسا ليوظفوا في عمليات مختلفة فوق التراب الفرنسي. لكنهم سيلحقون بالجبهة الشرقية في بداية 1917، ليشاركوا في عمليات عسكرية في اليونان ومقدونيا وألبانيا ضد الجيوش الألمانية والنمساوية وبعض الوطنيين الألبان. في صيف 1914 إذن، سيترك رجال فرقة المشاة المغاربة الأولى، ومعهم تلك المجموعة من الخيالة، الجبهة المغربية الداخلية لينقلوا إلى موانئ وهران والرباط والقنيطرة (المهدية) والدار البيضاء... وبالطبع، ونظرا لسوء تجهيز تلك المرافئ، فإن عملية صعودهم إلى البواخر لن تخلو من صعوبات، وتكون جد شاقة وعسيرة. سيحط المجندون المغاربة من المجموعتين الرحال في مينائي سيت وبوردو حوالي 20 غشت 1914، ليلتحقوا مباشرة، أي في مدة أقل من شهر، بساحة المعارك في لامارن، نظرا لكفاءتهم وتجربتهم في المغرب، وقبل ذلك، يقول جون بيير رييرا، أستاذ مادة التاريخ بثانوية ليوطي بالدار البيضاء، ومؤلف الكتاب المشترك «أنا! إخوان السلاح المغاربة في الحربين العالميتين»: «فوجئ سكان بوردو وهم يشاهدون المجندين المغاربة ينزلون من السفن ويقيمون مخيمهم الغريب في ساحة شارترون. وقد أججوا فضول سكان القرى الفرنسية الذين كانوا يتوافدون على أمكنة تجمعهم للاستماع إلى نوبات الجماعة العسكرية المغربية حين تكون معسكرة في الخطوط الخلفية.» نجاحات مبهرة حسب وزير الحرب الفرنسي بسالة المغاربة هؤلاء لن تكون بدون ثمن: «نجاحاتهم المبهرة لن تكن مجانية، فبعد مرور شهر على وصول 4 آلاف جندي مغربي إلى فرنسا، لم يبق منهم إلا 800 رجل قادرين غير مصابين»، وفق ما يكتبه العقيد جوان في كتيب مخصص لفرقة المشاة المغاربة الأولى، نشر في 1935. ويؤكد العسكري الفرنسي في مكان آخر من منشوره أن ميلران، وزير الحرب الفرنسي، سينوه بالمجندين المغاربة كثيرا في تقرير وجهه إلى الجنرال ليوطي في 10 دجنبر 1914. ولقد كتب الوزير: «إنهم يبرهنون عبر انضباطهم خلال إطلاق النار وخلال التقدم، وصلابتهم في الدفاع عن مواقعهم إلى حد التضحية بالنفس، وقدرتهم غير المتوقعة على تحمل قسوة أحوال الطقس في الشمال، (يبرهنون) بشكل لا يقبل الجدل عن قيمتهم العسكرية. إن سمات من هذا القبيل تضعهم نهائيا في نفس مرتبة أفضل قواتنا الإفريقية، وتجعلهم جديرين بالحرب إلى جانب القوات الفرنسية». بعد سرد المعارك التي شاركت فيها الفرقة والتوقف كثيرا عند نجاحاتها والتقدير الذي حصدته، يخلص العقيد جوان كتيبه إلى: «من حق جيش إفريقيا التباهي بمولوده الأخير هذا المنحدر من سلالته العظيمة. حين نستحضر مأساة فاس الدموية لشهر أبريل 1912، ونقرأ لائحة الأوسمة الرائعة الممنوحة خلال الحرب العظمى لهؤلاء المشاة المغاربة، الذين كانوا جنودا ضمن الطوابير العسكرية المغربية السابقة، فإنه لا يسعنا إلا الإعجاب بعمل الفرنسيين (...) الذين استطاعوا، في وقت وجيز، حشد هذه الفرق العسكرية الإفريقية المتألقة حول شعار فرنسا المقدس، تلك الفرق المتميزة بوفاء وشجاعة لا ينضبان مهما كانت الظروف». قبل أن يختم: «ستظل ذكرى المشاة المغاربة راسخة في قلوب قادتهم ورفاقهم في الجيش الفرنسي الذين تعرفوا عليهم وأحبوهم، وفي قلوب سكان الجبهة الفرنسية الشجعان الذين كثيرا ما شاهدوهم يمرون، شجعانا ومعتزين بأنفسهم في جلابيبهم البنية، مثل رهبان محاربين ومتصوفين. إنهم متصوفون بالفعل، هؤلاء المجندين الرهيبين الذين كانوا يجدون في المعارك بهجة مريرة ويعبرون ساحات المذابح بهامات مرتفعة وهم يغنون: من مولاي إدريس جينا/ يا ربي تعفو علينا». تجنيد إجباري عن طريق المخزن والقياد ابتداء من أكتوبر/ نونبر 1914، سيتكبد الجيش الفرنسي خسائر كبيرة في الأرواح، ما سيدفع باريس إلى طلب المزيد من المحاربين المغاربة، لتقوم سلطات الحماية بتجنيد رجال أقل تجربة عسكريا من الأوائل، مقابل إغراء المال. ولعدم تثبيط عزيمة المجندين المفترضين في عين المكان، فقد أحجمت القيادة العليا للقوات الفرنسية على ترك الجرحى ومبتوري الأعضاء من أفراد مجموعة المشاة المغاربة الأولى والخيالة يعودون إلى ذويهم في المغرب. ورافق سعي سلطات الحماية إلى استقطاب مغاربة إضافيين للدفاع عن علم باريس، قيام ممثلي المخزن محليا وقياد القبائل الموالية لفرنسا بعمليات تجنيد إجباري مقابل تعويض مالي، مثلما تم الإفراج عن جنود سابقين في صفوف القوات المخزنية كانوا معتقلين بسبب انتفاضتهم ضد مدربيهم الفرنسيين. جميع هؤلاء المستقطبين الجدد، عن طيب خاطر أو قسريا، سيكونون عدة فيالق سيتم إدماجها في «فرقة المشاة المغاربة الثانية». مع نهاية الحرب، ستصل الخسائر الإجمالية للقوات المغربية في الأراضي الفرنسية إلى حدود 11 ألف من القتلى والجرحى والمفقودين، أي 26 % من عدد المجندين، علما أن هذه النسبة وصلت في صفوف الجنود الفرنسيين 24 % فقط. وقد دفع حجم هذه الخسائر البشرية المرتفع الجنرال ليوطي إلى أن يتحسر على إرساله كل ذلك العدد من المغاربة للحرب. فعلا، لقد شارك المشاة المغاربة في جميع المواجهات الكبرى التي عرفتها الحرب العالمية الأولى: معركة لورك؛ معركة أرتوا في 1915 حيث تعرضوا لوابل من الرصاص الألماني؛ معركتا فيردان ولاسوم في 1916. وخلال يوم 16 أبريل 1917، بمناسبة العملية الهجومية على شومان دي دام، سيقتحمون عدة خطوط ألمانية، لكن وجودهم في طليعة بقية القوات و تقدمهم الكبير عليها سيدفع إلى إصدار أوامر لهم بالتوقف. «فكرة وضع المجندين المغاربة في الصفوف الأمامية ليكونوا أول القتلى ليست صحيحة في اعتقادي، يقول جون بيير رييرا. أولا لأنهم لم يكونوا يحاربون إلا وضباطهم وضباط صفهم يقودونهم ويتقدمون أمامهم، والدليل على هذا المعطى هو العدد المرتفع للقتلى في صفوف هؤلاء الأخيرين خلال المعارك الكبرى. (...) وإذا كان المغاربة عادة ما يحاربون في الصفوف الأمامية، فسبب ذلك يكمن في مدى التجربة التي اكتسبوها في البادية المغربية. وبما أنهم مشاة جيدون، فقد كانوا يتمتعون بطاقة تحمل كبيرة. الخيالة المغاربة تأقلموا بسرعة، هم أيضا، مع واقع الحرب، ما جعلهم يتخلون عن خيولهم ويتفوقون في مجاراة شروط حرب الخنادق. وبما أنهم كانوا بارعين في العراك الفردي، فقد كان يتم إرسالهم في وحدات للتدخل المباغت، زاحفين على بطونهم في اتجاه خنادق العدو لقتل جنود ألمانيين والعودة بغنائم». لكن المجندين المغاربة في الحرب العظمى لم يخلفوا أثرا مكتوبا لأسباب بديهية تتعلق بالأمية، بينما شهاداتهم الشفوية ضاعت نظرا لعدم إيلائها ما تستحقه من اهتمام في حينها. «الشهادات الوحيدة المتوفرة، يوضح أستاذ مادة التاريخ وصاحب كتاب «أنا! إخوان السلاح المغاربة في الحربين العالميتين»، هي ما كتبه حولهم ضباط أو ضباط صف فرنسيين حاربوا إلى جانبهم. بعض هذه الكتابات تحكي عن نوبات الغضب التي كانت تصيب بعضهم ضد جنود فرنسيين إما بسبب الضجر أو الإغاظة. مثلما تتحدث عن البعد عن الوطن الأصلي، عن الصدمة الثقافية لهؤلاء المغاربة وهم يكتشفون فرنسا. ذلك أن بعضهم لم يكن قد ركب القطار أو الباخرة أو السيارة إطلاقا من قبل. كما أن العديد منهم لم يكن قد استعمل بندقية». قوة تحمل نادرة... وتعرض للعنصرية! من بين أصحاب الشهادات هؤلاء، يوجد قائد الخيالة الفرنسي العقيد دوبيرتويس، الذي مدح قدرة المجندين المغاربة خلال العالمية الأولى على التحمل. كانوا يستطيعون النوم، وفقه، فوق التراب مباشرة بدون أن تصدر عنهم أية شكوى، ويكابدون بدون حاجة إلى احتساء الكحول على خلاف الآخرين. وقد وصف أيضا دهشة الخيالة المغاربة وهم يكتشفون البادية الفرنسية التي كانوا يصفونها بالحديقة لأن الخضرة تكسوها ولأنها كانت محروثة بشكل جيد. كما أورد أنه كان يطلب من الضباط وضباط الصف الفرنسيين العاملين تحت إمرته ألا يتركوا المدنيين يسكبون قطرات خمر كثيرة في القهوة التي يهدونها للمشاة المغاربة، معبرا عن امتعاضه من الفلاحين الفرنسيين الذين كانوا يغشونهم عبر بيع بعض السلع لهم بأثمنة باهظة. وإذا كانت علاقات القادة الفرنسيين للمشاة والخيالة المغاربة مع هؤلاء تتسم بالأبوية، فإن أغلبية الأولين كانت تتقن اللغة العربية بفعل عملها قبل الحرب في صفوف الجيش الفرنسي في شمال إفريقيا. أما علاقات الأخوة بين الجنود الفرنسيين وإخوان السلاح المغاربة (ومعهم جنود بقية المستعمرات) التي كانت صورها تزين صحف ومجلات تلك الحقبة، فهي مجرد دعاية حسب العديد من الدراسات، لا تعكس الحقيقة على أرض الواقع: كل واحد كان يمكث في مكانه وأدلة التعرض للتمييز العنصري والمعانة من نظرة دونية متوفرة. وفي هذا المقام، فثمة مثال شريط دعائي قصير منجز في شهر غشت من سنة 1918 من طرف مصالح الجيش الفرنسي السينمائية في معسكر غابة ليفيك، بمناسبة تسليم أوسمة عسكرية لبعض جنود الفرقة الأولى للمشاة المغاربة. تظهر في الشريط «الماريشالة» ليوطي (زوجة الجنرال ليوطي، المقيم العام الفرنسي في المغرب) وهي ترمى قطع حلويات صغيرة في اتجاه المجندين المغاربة الذين كانوا يسرعون لالتقاطها من الأرض. المشهد لا يخلو بالطبع من نظرة متعالية إزاء أجدادنا، رغم أن بطلتها سيدة الحماية الأولى التي كانت الصحف الفرنسية حينذاك تمطرق قراءها بمتابعات ما كانت تبذله من جهد في المغرب لجمع التبرعات المحاربين المغاربة لتحرير فرنسا، وبعثها لهم للتخفيف من معاناتهم.