تحت تداعيات التسجيل الصوتي المنسوب ليوسف القديوي، والذي اتهم فيه مدربه امحمد فاخر وبعض زملائه داخل الفريق العسكري بالتلاعب في الصفقات، جرت مباراة الجيش الملكي ضد اتحاد طنجة، برسم الجولة الثامنة من الدوري الاحترافي، عصر أول أمس الأحد بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، والتي انتهت بالتعادل 0 – 0. وقبل انطلاقة المباراة كانت بوادر الشرارة تتراءى في حركات وشعارات جماهير الجيش الملكي، التي كان حضورها القوي من أجل تصفية الحسابات، وإتمام مسلسل الاتهامات للمدرب امحمد فاخر. ومع الانطلاقة رفعت لافتة تحمل عبارات اتهام صريحة للمدرب، بل وتتهدده بالقتل إن لم يقدم استقالته، كتب عليها «فاخر طلع منك الغدر.. الاستقالة ولا وجد القبر»، ورافق حمل اللافتة مس بعرض المدرب امحمد فاخر والإدارة بكلام فاحش، متح من قاموس «قلة الحياء». وتحمل هذه اللافتة الكثير من العدوانية ضد امحمد فاخر، كما أنها تنم عن جهل تام بالقانون، لأن رفع دعوى قضائية في هذا الشأن ستجر الكثير إلى التحقيق، لأن فاخر سيحمل هذه التهديدات على محمل الجد، وبالتالي سيدخل حالة خوف كبير على حياته. والغريب أن أعين أكثر من 2000 رجل أمن، وظفوا لتأمين المباراة، لم تتمكن من رصد اللافتات العدائية، ما يظهر عيبا كبيرا في عملية تنظيم الدخول، حيث كان يتعين مراقبة كل ما يدخل إلى المدرجات من أشياء قد تشكل خطرا على سلامة اللاعبين و الجماهير و رجال الأمن أنفسهم. ولم يتدخل الأمن، واللافتة ترفع بهدوء وبتؤدة، وبقيت معلقة إلى أن أدت مهمتها الخطيرة وطويت بنفس الطريقة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تم رفع لافتة أخرى حملت اتهامات بالتلاعب المالي «زعيم الأندية أصبح لعبة في يد السماسرة». وبين الإساءة والتهديد للمدرب امحمد فاخر كانت جماهير «المكانة»التابعة لفصيل «بلاك آرمي» تتغنى باسم يوسف القديوي، في انحياز تام له ضد فاخر وزملائه. وهو ما جعل الربط بين تهديد المدرب والتغني باسم القديوي أمرا سهلا. وفي سلوك جديد على مدرجات «المكانة» استعملت «الفيموجين» النافثة لدخان أسود قاتم، غطى المدرجات، في مشهد يسيء إلى كرة القدم المغربية، في الوقت الذي تبذل الكثير من المجهودات لإيصالها إلى العالمية. وإمعانا في الضغط على لاعبي الجيش الملكي اتجهت الجماهير نحو الحارس أيمن ماجد ليبدأ توجيه سبه وشتمه بكلام خادش للحياء. هذا السلوك العدواني اتجاه الحارس ماجد جعله، يفقد تركيزه على المباراة ويصبح همه هو محاولة تهدئة الجماهير التي تسبه. وبلغ إحساس أيمن ماجد «بالحكرة» مداه، إذ لم يجد المسكين بدا من استغلال فترة الاستراحة ليتوجه نحو جماهير المكانة والبوابة 13 متوسلا، بل ذرف دموعا كثيرة، من أجل إبعاد ضغطهم عنه، وهو ما أعطى أكله وجعله يعيش في منأى عن مدافع الجماهير خلال الشوط الثاني، الذي بدت الجماهير شرسة أكثر، حيث بدأت الشهب تسقط فوق الحلبة المطاطية، وبدأ استفزاز رجال الأمن الذين أخذوا ذلك مأخذ الجد، فوقفوا في صفوف مستعدين لمواجهة شراسة جماهير الجيش الملكي، التابعة لفصيل «بلاك آرمي» الذي دخل في صراع مع فصيل آخر، وليصاب العديد من الطرفين بإصابات تطلبت تدخل رجال الوقاية المدنية لتقديم الإسعافات، وبعد أن انفضت المشادات تم الانقضاض على كراسي المدرجات، لتبدأ عملية قلعها، في وقت يستعد فيه لاحتضان نهائي كأس العرش.