ضرب وداد فاس موعدا مع نهضة بركان في نهاية كأس العرش لموسم 2017 – 2018، يوم 18 نونبر الجاري بمجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط، بعد تخطيه للرجاء البيضاوي في نصف النهاية، التي احتضنها ملعب طنجة الكبير مساء أول أمس السبت، بعد الاحتكام للضربات الترجيحية، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لمثله. وقلب الفاسيون كل التوقعات، بعدما كانت كل التخمينات ترجح كفة الرجاء، الذي تنتظره نهاية قوية في كأس الكونفدرالية الإفريقية مع فيتا كلوب الكونغولي، ويمني النفس بمواصلة مشواره الناجح على الصعيدين القاري والعربي، وبلوغ نهائي كأس العرش للمرة 13 في تاريخه، لكنه تعثر أمام فريق من القسم الثاني، حقق إنجازا تاريخيا ببلوغ اللقاء النهائي، لأول مرة في تاريخه، وبات يحلم باللقب على غرار أندية أخرى من القسم الثاني سبق لها التتويج باللقب أو لعب المباراة النهائية، مثل الجيش الملكي، أول فريق ينتمي إلى الدرجة الثانية، ينجح في الفوز باللقب (1958 – 1959)، وجمعية الحليب 1983، ثم مجد المدينة سنة 2000 والمغرب الفاسي، الذي توج سنة 2016 في نهائية أقيمت بمدينة العيون. ونجح الواف في الحد من خطورة العناصر الرجاوية، التي كانت مساندة كالعادة بجماهير قياسية حجت إلى مركب طنجة من كل حدب وصوب. واعتمد الفريق الثاني بالعاصمة العلمية خطة دفاعية، فشل لاعبو الفريق الأخضر في اختراقها، رغم تسجيلهم هدف السبق في الدقيقة 20، بوسطة مايسترو خط الوسط، عبد الإله الحافيظي، الذي أحسن التعامل مع كرة زكريا حدراف. وحاول لاعبو الرجاء تعزيز الحصة في الجولة الثانية، وضغطوا على المرمى الفاسية، لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل، في ظل غياب التركيز والفعالية عند معترك الواف. ومنح خروج حدراف بعض الراحة للاعبي الوداد الفاسي، خاصة في الجهة اليسرى، التي قلت فعاليتها بشكل كبير. ووجد المدرب غاريدو نفسه مضطرا إلى تغيير الثنائي الشاكر وليما مابيدي بفعل الأعطاب، الأمر الذي زعزع توازن خط وسط الميدان، فاشتغلت الآلة الفاسية بحرية أكبر، وشنت مرتدات خطيرة على مرمى الزنيتي، كانت أحسنها في الدقيقة 76، حيث أدرك أبناء المدرب أوغني هدف التعادل عبر عز الدين باعلا، بعد بناء هجومي رائع. هدف نزل كقطعة ثلج على لاعبي الرجاء، الذين عاشوا حالة اسعصاء كبير، لتنتهي المواجهة في وقتيها القانوني والإضافي بالتعادل 1 – 1، قبل أن يتم الاحتكام للضربات الترجيحية، التي ابتسم الحظ فيها للوداد الفاسي بحصة 4 – 3. وفي لقاء النصف النهائي الثاني، ابتسمت الضربات الترجيحة لنهضة بركان، الذي تخطى الوداد البيضاوي، بمركب فاس مساء أول أمس الجمعة. وأمن البركانيون العبور بحصة 6 – 5، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل هدف لمثله. وكذب أبناء المدرب منير الجعواني كل القراءات، التي ذهب أغلبها إلى منح التأهل للوداد، واعتبرت نهضة بركان لقمة سائغة في متناول وداد الأمة، لكن أرضية الميدان كان لها رأي آخر. وتميزت هذا اللقاء بحضور جماهيري كبير، خاصة مناصرو الفريق الأحمر، الذين حجوا بكثافة، وأظهر أيضا يقضة للمصالح الأمنية بفاس، التي وضعت كل الترتيبات اللازمة، وسهرت على حسن سير هذا اللقاء الكروي الكبير. وبادرت العناصر الحمراء منذ الصافرة الأولى للحكم رضوان جيد للضغط على مرمى الحارس البركاني عبد العالي المحمدي، لكن إسماعيل الحداد ضيع الهدف، قبل أن يرد البركانيون عبر ألان تراوري. وغلبت الحيطة والحذر على أغلب فترات المواجهة، في ظل سعي الفريقين معا إلى انتزاع التأهل بأي وسلية، طالما أن مقابلات الكأس تربح ولا تلعب. ومع توالي الدقائق فرض البركانيون ضغطا خفيفا على الوداد، وكادوا يحققون الهدف لولا تسرع الطراوري والمباركي. مع بداية الشوط الثاني، ورغم التغييرات التي أدخلها مدرب الوداد على مجموعته، إلا إن الأداء لم يتحسن، حيث كان وسط الميدان تائها والدفاع مرتبكا، ما خلق مساحات أمام المهاجمين البركانيين، الذين كانوا أكثر تحررا، خاصة لابا كودجو، الذي هز الشباك في الدقيقة 60. وكان في إمكان أشبال الجعواني مضاعفة النتيجة، لكن ضعف تركيز لاعبيه فوت عليه ذلك، قبل أن يتمكن الوداد من إدراك التعادل، بواسطة الشيخ كومارا من كرة مقوسة من ركنية، أرسها أمين تيغزوي. وبعد أن انتهت باقي تفاصيل اللقاء بالتعادل (1 – 1 )، كانت الضربات الترجيحية فيصلا، حمل البرتقالي إلى اللقاء النهائي لثالث مرة في تاريخه.