يعتبر شروع وزارة الخارجية والتعاون الدولي في العمل بمركز للنداء متعدد القنوات، واحدا من مفاتيح تبديد الصورة السيئة لدى أبناء الجالية المغربية المقيمة في الخارج عن القنصلية في تفصيلها التواصلي، ويعكس مبدأ الضيافة والترحيب ويمكن من تفادي اختزال أبناء الجالية لمسألة عدم الرد على مكالماتهم كأسلوب ممنهج للإقصاء والتجاهل من قبل القنصلية. وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، إن إنشاء مركز للنداء متعدد القنوات، الذي يعد ثمرة مجهودات على مستوى الإعداد استمرت على مدى أربع سنوات، تروم عصرنة وسائل الاتصال والتدبير القنصلي بإدخال المقاربة الرقمية، سيساهم في تعزيز الشفافية ووضع معايير موحدة على مستوى المعاملات والوثائق الإدارية. إن حرص مديرية الشؤون القنصلية والاجتماعية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي على تمكين المغاربة المقيمين في الخارج من رقم أخضر مجاني للتواصل بلغات متعددة من شأنه أن يساهم، بشكل فعال، في التخفيف من الضغط النفسي على أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج ويجعلهم متعاونين ويبدد الصورة السلبية التي كونوها عن بعض المراكز القنصلية المغربية في الخارج. وقد تمكنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، بعد خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش لسنة 2015 الذي قدم تشخيصا للاختلالات التي يعيشها عدد من المراكز القنصلية المغربية في العالم وأعطى صورة واضحة عن المشاكل التي يواجهها مغاربة العالم مع البعثات القنصلية المغربية بالخارج، من تحقيق نجاح كبير في تطوير قنصليات أكثر انفتاحا وفعالية عبر سلوك مهني ولبق لأطرها، وتحسين ظروف الاستقبال وجودة الخدمات الموجهة لأبناء الجالية المقيمة في الخارج، وكذا التفاعل معهم ومعاملتهم بشكل يحفظ كرامتهم. إن العمل على إنشاء مركز النداء متعدد القنوات بما فيها الهاتف والانترنيت يتولى تقديم المعلومات والإرشادات وتسهيل التوجيه والتواصل، إلى جانب الاعتماد على وسائل اتصال اجتماعية بكل أنواعها والمنصات الرقمية للاتصال السمعي البصري على شبكة الانترنيت، يعكس مزاوجة الدبلوماسية المغربية بين الشق التقليدي المخملي أوالمتجدد تماشيا مع التطور العالمي في مجالات التكنولوجيا. وأشار وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الذي يعتبر مخطط إصلاح المنظومة القنصلية واحدا من انشغالاته اليومية، إلى أن مركز النداء متعدد القنوات الذي سيعمل على مدى 12 ساعة يوميا (من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الثامنة مساء)، سيوفر مكالمات بسبع لغات، مبرزا أنه سيتم العمل مستقبلا على إدراج اللهجات الوطنية ضمن لغات الاستقبال. كما يمكن مركز النداء متعدد القنوات، الذي يعد أحد تجليات مخطط إصلاح المنظومة القنصلية، من معالجة آنية لمضامين الرسائل الالكترونية لأبناء الجالية حيث يقدم فريق عمل يؤطره قناصلة سابقون خبروا العمل القنصلي في كل تفاصيله وإجابات عن كل التساؤلات التي يتقدم بها، سواء أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج أو مواطنون أجانب يودون زيارة المغرب. وفي هذا السياق، وصف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة أن شروع الوزارة في العمل بمركز للنداء ب»التطور الهام» سيمكن الجالية المغربية المقيمة في الخارج من مجموعة من المعلومات حول مختلف الوثائق الإدارية، كما يوفر إمكانية تتبع سير معالجة الملفات وهو ما يجنب المغاربة المقيمين بالخارج مشقة التنقل إلى القنصليات. ويعتبر إنشاء مركز للنداء متعدد القنوات، الذي زارته «الاتحاد الاشتراكي» ووقفت على سير العمل به، خطوة جديدة سبقها إطلاق النسخة الجديدة من الدليل الإلكتروني الموجه إلى أبناء الجالية المغربية المقيمة في الخارج، كما أعلنها في وقت سابق السفير مدير الشؤون القنصلية والاجتماعية محمد بصري، كجزء من مخطط إصلاح المنظومة القنصلية. ويذكر، أن مخطط إصلاح المنظومة القنصلية أعدته لجنة خاصة مكونة من أطر ذوي تجربة في المجال القنصلي بناء على دراسات مسبقة شملت تقييما دقيقا للأوضاع وتشخيصا لبعض أوجه الخلل التي تعتري الممارسة القنصلية خلصت بشأنها إلى صياغة اقتراحات عملية ملائمة لمعالجتها.