فوجئ طلبة المدرسة العليا للأساتذة بالرباط، مؤخرا، بشيوع خبر حذف مسلك الخرائطية الجيولوجية و الجيوماتيك، هذه المواد التي بنوا عليها آمالهم لأهميتها، و التي يجهد أساتذتهم أنفسهم لإيصال مفاهيمها و يشرفون بجدية على تطبيقاتها، مما أثر بشكل سلبي على نفسيات الطلبة. و عند بلوغ « إشاعة الخبر» لآباء الطلبة و ذويهم اشتد غضبهم و توترت أعصابهم، وذلك لمعرفة أن العديد من الخريجين السابقين، للمؤسسة بصفة عامة، و لهذا المسلك بصفة خاصة – سواء منهم المغاربة أو الأجانب – الذين تعرف حكوماتهم قيمة التكوين المهني المغربي – قد اشتغلوا بعد تخرجهم في المحافظات، بل حتى بالمعهد الملكي للاستشعار عن بعد. و اشتد غضب الطلبة و ذويهم،و راحوا يفكرون في كيفية مواجهة هذه «الإشاعة «قبل تحولها إلى قرار يمكن الطعن فيه بالإلغاء أمام المحكمة الإدارية، قد ترى نسبة الوافدين مستقبلا عليها – مغاربة و أجانب – يقل، و لكن كذلك على الطلبة الذين سيتخرجون هذه السنة و التي بعدها، حيث سيحرمون من دراسة مواد هي أساس المهنة التي اختاروها كمستقبل لهم و لوطنهم، كما سيتم تهميش أساتذة أكدوا كفاءتهم و تفانيهم في أداء الواجب الوطني المهني بضمير و مسؤولية. كيف يحدث هذا التشويش على الطلبة الذين قدموا مستعدين للمثابرة و الاجتهاد، و على أسرهم التي تتابع باهتمام بالغ الإصلاحات المتكررة لقطاع التعليم و التكوين، و التي وجدت في قطاع التكوين المهني حلا لها و لفلذات أكبادها، خاصة و أن نسبة المشغلين بالقطاعين الخاص و العام إيجابية نظرا للمجهودات التي تقوم بها الدولة، و القطاع الخاص، ثم التشغيل الذاتي، بعد الإجازة المهنية ذات القيمة. إن مثل هذا التصرف الذي لا يأخذ بعين الاعتبار الواقع الاجتماعي المغربي «المتوتر» ، نتيجة سوء تصرف بعض الإداريين المكلفين بالتسيير و التدبير، و الذين تجب محاسبتهم،» يعتبر تصرفا لا مسؤولا و لا تربويا و لا وطنيا – يقول بعض المعنيين – و ستتم مواجهته بكل الوسائل المشروعة من طرف الطلبة و ذويهم و المجتمع المدني …، وذلك حتى لا تضاف أفواج المتخرجين المقبلين من هذه المؤسسة الوطنية إلى سلسلة المعطلين».