سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلال تشييع جثمان المرحوم المناضل الحبيب الشرقاوي لشكر: الاتحاد الاشتراكي فقد رجلا فذا وقامة سياسية كبيرة كان يشتغل في الظل وشكل بيته مقرا دائما للاتحاديين
المالكي: كان الفقيد يجسد قيم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من خلال وفائه وأخلاقه والتزاماته بنعتيق: الحضور القوي للمناضلين هو اعتراف بما أسداه المرحوم لوطنه ولعائلته السياسية ولأسرته
جرى، بعد صلاة ظهر يوم الجمعة الماضي بالرباط، تشييع جثمان المرحوم المناضل الحبيب الشرقاوي، أحد أبرز قياديي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي انتقل إلى عفو لله الجمعة بمدينة الرباط عن عمر ناهز 81 عاما. فبعد صلاتي الظهر والجنازة بمسجد الشهداء، نقل جثمان الفقيد، في موكب جنائزي مهيب، إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء. وجرت مراسم تشييع الجنازة، على الخصوص، بحضور أفراد أسرة الفقيد وأقاربه وذويه، بالإضافة إلى الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر، ورئيس اللجنة الإدارية الوطنية للحزب الحبيب المالكي وأعضاء المكتب السياسي للحزب والعديد من مناضلات ومناضلي الحزب ومجموعة من الشخصيات من سياسيين وكتاب وإعلاميين. واعتبر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر في تصريح صحفي أن الحزب فقد رجلا فذا كان يشتغل في الظل وقامة سياسية كبيرة، وكان كافة الاتحاديات والاتحاديين يلجؤون إليه للمشورة، والاستفسار، والسؤال، والتوجيه، لهذا فكل الاتحاديين بمختلف الأجيال كان لهم اتصال مباشر بالفقيد. وقال إدريس لشكر «لقد شكل بيته مقرا دائما للاتحاديين في زمن كان يعاني فيه الحزب من الافتقار للمقرات، لقد كان يفتح بابه لجميع الاتحاديين وفي أحلك الظروف..». ويتابع الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية «إنه من بين أربعة أو خمسة قياديين اتحاديين الذين ارتبطت بهم، كان لي به اتصال مباشر، وكان متفرغا وشبه مداوم في مقر الحزب، شكل دوما مصدرا لتقديم النصح للجميع، خاصة في سنوات الثمانينيات والتسعينيات». مضيفا أن الفقيد الحبيب الشرقاوي كان رجل مبادئ، ولا يخاف في قول الحق لومة لائم، وصراحته الكبيرة وجرأته جلبت له متاعب كبيرة طوال مساره السياسي. مشيرا إلى أنه خلال الظروف الصعبة التي تسمى ب «سنوات الرصاص»، كان بيته مقرا من مقرات الحزب الأساسية، ذلك أن أهم المحطات في تاريخ الحزب، تم عقدها في بيته عندما كان الاتحاد آنذاك لا يتوفر على مقرات. وقال رئيس اللجنة الإدارية الوطنية للحزب الحبيب المالكي إن الحبيب الشرقاوي رحمة الله عليه، كان يجسد قيم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من خلال وفائه وأخلاقه ومن خلال التزاماته إزاء حزبه وإزاء وطنه بطبيعة الحال. وأضاف الحبيب المالكي أن الفقيد كان يتمتع بخصلة أصبحت نادرة اليوم في العمل السياسي، ألا وهي الوفاء، فالسي الحبيب الشرقاوي، يقول، كان وفيا لمبادئه، ووفيا لاختياراته، ووفيا كذلك لالتزاماته. واعتبر رئيس اللجنة الإدارية الوطنية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المرحوم الحبيب الشرقاوي أحد ركائز المدرسة الاتحادية، حيث تعلمنا منه الشيء الكثير: أولا الصمت النضالي وعدم البوح بكل ما لا يفيد، فغيابه سيكون له أثر بما لا يدعو إلى الشك. ومن جانبه قال عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عبد الكريم بنعتيق إن الفقيد الحبيب الشرقاوي مناضل اتحادي من العيار الثقيل ساهم في كل المحطات الأساسية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مشيرا إلى أنه كان للمرحوم الحبيب الشرقاوي حضور قوي كذلك على المستوى التنظيمي في كل الواجهات الشبابية والنقابية والجمعوية. وأوضح عبد الكريم بنعتيق أن المناضل الحبيب الشرقاوي وجه بارز في الحركة الاتحادية، فهو رجل يتميز بخصال حميدة ومناضل فذ، موضحا أن «سي الحبيب ساهم مساهمة أساسية في بناء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وساهم كذلك في إيجاد الصيغ التفاوضية ليكون الاتحاد الاشتراكي حاضرا في البناء الإيجابي على مستوى المؤسسات الديمقراطية». وقال عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إن تشييع جثمان المرحوم الحبيب الشرقاوي لحظة وداع، لأن سي الحبيب ترك بصماته داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مشيرا إلى أن هذا الحضور الكثيف لمجموعة من المناضلين، الذين يتذكرونه كمؤطر وكقائد سياسي ساهم في تربية أجيال داخل الاتحاد الاشتراكي هو اعتراف بما أسداه هذا الرجل لوطنه ولعائلته السياسية ولأسرته. وبدأ المرحوم الحبيب الشرقاوي مساره في العمل السياسي عام 1950 عندما انخرط في صفوف حزب الاستقلال، حيث عاصر أهم وأصعب الفترات السياسية التي مرت بالمغرب، وكان شاهدا وفاعلا في الكثير من الأحداث بداية من الاستقلال وحتى حكومة التناوب.