سيطرت حالة من الهلع والتوتر على أهالي وحياة مدينة مريرت، مساء يوم الاثنين 27 أكتوبر 2014، إثر تردد شائعات حول «هجوم منظم» ستتعرض له المدينة من طرف المئات من مشجعي كرة القدم بخنيفرة، على خلفية الاشتباكات الدموية التي حدثت بمريرت بين عناصر من هذه الأخيرة وأخرى من أنصار شباب أطلس خنيفرة الذين كانوا في طريق عودتهم من القنيطرة إلى خنيفرة، وأصيب إثرها عدد من الشباب، أبرزهم شاب نقل في حالة خطيرة إلى فاس، وروجت بعض الأنباء لمعلومة زائفة تفيد أنه فارق الحياة بهدف صب ما يكفي من الزيت على نار العداء بين خنيفرة ومريرت، والعبث بعقول شباب المنطقتين وجمهورهما الرياضي، وسكانهما المعروفين بتماسكهما وتضامنهما مع بعضهم البعض، وقد حان الوقت لدعوة الأطراف المتصارعة إلى عدم الإصغاء لتجار الكراهية و "منشطي" الحقد مهما كانت التبريرات والإغراءات. وجاء إطلاق شائعة "الهجوم الوهمي" ليضع الحياة العامة بمريرت على صفيح من الهلع والذعر والاستنفار الأمني، حيث تم تسويق ما يزعم أن "المهاجمين يحملون العصي والأسلحة البيضاء"، وأن "نصفهم بلغ إلى أبواب مريرت فيما تمكنت السلطات من محاصرة الباقين ، الأمر الذي أدى إلى إخلاء الأزقة من السيارات والمقاهي من روادها، فيما أغلقت العديد من المحلات التجارية أبوابها، وعاشت الأسر رعبا شديدا على أبنائها، في حين شوهد بعض الشباب بمدخل مريرت في حالة استعداد تام ل "الحرب" مع المهاجمين المنتظرين، قبل أن يتبين للجميع أن الخبر مجرد بلاغ كاذب، تماما كباقي البلاغات الكاذبة التي فات في إحداها تحذير أبناء مريرت من مغبة السفر أو متابعة الدراسة بخنيفرةالمدينة. وتجدر الإشارة إلى أن المكتب المسير لنادي شباب أطلس خنيفرة لكرة القدم كثيرا ما نبه الجامعة الملكية لكرة القدم إلى تعرض حافلة فريقه ولاعبيه للرشق بالحجارة كلما تم العبور من مريرت، محملا "مسؤولية سلامة لاعبيه وحافلته وطاقمه التقني والإداري وجمهوره للسلطات الأمنية"، ومحذرا ممن وصفهم ب "العناصر التي تقف وراء تجنيد المعتدين"، في حين تنشط أصوات من مريرت بتناول مواضيع تتحدث عن استفزازات تقوم بها عناصر من خنيفرة في حق المريرتيين، مع التذكير بأن سكان مريرت كانوا أول المحتفلين بالفريق الخنيفري عقب صعوده للقسم الوطني الأول، وهو الاحتفال الذي تم بالورد والحليب وسرعان ما عادت الأمور إلى قاعدتها بفعل خيوط التحريض التي تحرك اللعبة كلما تفتحت روح التسامح وأوشك التقارب على الازدهار. من هنا لابد من دعوة السلطات الأمنية إلى التحري الفوري بغاية تحديد مصدر "البلاغ الوهمي" الأخير، وكذا مصدر شرارة الاشتباكات الدموية لمساء 25 أكتوبر 2014 وما قبلها، إلى جانب ضرورة تفكيك رموز التحريض على الدم والعنف كيفما كانت أشكالهم ومناصبهم، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات والعقوبات في حق أي متهم تثبت إدانته، على الأقل لوضع حد للتوتر المجاني بين الأشقاء، وفضح خيوط اللعبة التي لا يستبعد الكثيرون أن تكون وراءها أياد سياسوية معلومة تتصارع على حساب الأبرياء، وتحرك الفتنة ضدا على تطلعات مواطني خنيفرة ومريرت الذين تجمعهم روابط متينة أساسها الإنسان واللغة والماء والتراب والدم والعشرة والمصير المشترك، وهو ما تجمع عليه عدة أوساط محلية بمريرت نفسها، مع استنكارها لما يجري من أحداث. كما ينبغي من الجميع دعوة كافة الفاعلين والمسؤولين والإعلاميين والجمعويين و"الالترات"، من خنيفرة ومريرت، إلى التعامل بجدية وتعقل مع هذه الأزمة الشبيهة ب "الطائفية"، والتدخل بشتى المبادرات والجهود لإيقاف السلوكيات الشاذة التي لن تؤدي إلا لمنزلقات لا أحد يتكهن بعواقبها الوخيمة، وعلى نشطاء المواقع الالكترونية تفادي إذكاء نار العداء بين الشقيقين، والبحث بالمقابل عن رؤوس المؤامرة التي تهوى الاصطياد في الماء العكر، و"تمول" أو "تسلح" الأبرياء والأطفال والقاصرين من الطرفين، بهدف العودة بعقارب التاريخ إلى "الحرب القبيلة بين زيان وآيت سكوكو" التي كان الاستعمار يدعمها ويراهن عليها رفقة معاونيه من الخونة والعملاء.