يبدو أن الشغب أصبح لصيقا ببعض الجماهير المسفيوية، التي باتت مع كل مباراة لفريق أولمبيك آسفي بملعب المسيرة تتفنن في صنع وتصدير أشكال مختلفة من العنف. وآخر مستجدات هذه الجماهير « الخارجة عن نطاق الروح الرياضية»، هو قيامها خلال المباراة الأخيرة لفريقها أمام الجيش الملكي، برسم الجولة السادسة من الدوري الاحترافي، حيث هاجمت الرئيس أنور ادبيرة، وصبت عليه جام غضبها، بعد التعادل أمام الفريق العسكري، محملة إياه مسؤولية تواضع نتائج الفريق هذا الموسم. وحسب مصدر عاين الأحداث، فقد وجد الرئيس المسفيوي نفسه أمام سيل من الاتهامات من طرف بعض أنصار فريقه، مما جعله يرد بقوة، ويهدد بمقاضاة كل من وجه إليه أصابع الاتهام ومسه في عرضه وشرفه مستقبلا. وأضاف مصدرنا أن شغب الجماهير المسفيوية تجاوز حدود العنف اللفظي، ليصل إلى مرحلة الاعتداء الجسدي، بعدما قامت فئة من المحسوبين على محبي الفريق بتصيد حافلة الرياضية، التي كانت عائدة إلى مدينة الدارالبيضاء، بعد حوالي سبع كيلومترات عن عاصمة عبدة، واعترضوا سبيلها، موجهين وابلا من الحجارة إليها، الأمر الذي تسبب في إصابة أحد التقنيين والسائق بحروج متفاوتة الخطورة، مما استدعى نقلهما إلى مستشفى محمد الخامس من أجل تلقي الإسعافات، حيث قضيا ليلتهما هناك، قبل أن يخضعا في صباح أمس لمزيد من الفحوصات، ثم سلمت إليهما شهادتان طبيتان. وأضاف مصدرنا أن طاقم الرياضية، وبمجرد تعرضه للاعتداء، بادر إلى ربط الاتصال برئيس الفريق، غير أن هاتفه كان خارج الخدمة، مما جعله يربط اتصالاته بأحد الإعلاميين الرياضيين بآسفي، الذي اتصل بدوره بالكاتب العام، طه الأزهري، ونائب الرئيس، اللذين أخطرا رئيس لجنة الاتصال والتواصل، عبد الرحيم بودرة، وطبيب الأولمبيك، الدكتور الحضرمي، والذي يشغل في نفس الآن رئيس قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس، حيث استدعى طبيبين مختصين في حراحة العيون ورأس، وأخضعا المصابين للفحص الطبي. كما حضر رجال الدرك الملكي بعين المكان، وباشروا تحقيقاتهم في أفق الوصول إلى المعتدين. يذكر أن أولمبيك آسفي تعادل مع ضيفه الجيش الملكي بهدف لمثله، في المباراة التي جمعت بينهما مساء الأحد على أرضية ملعب المسيرة بآسفي، وانطلقت بقراءة الفاتحة ترحما على أحد عناصر أولترا، الذي كان قد توفي يوم الأربعاء الماضي، بعدما دهسته حافلة للنقل العمومي بمدينة آسفي. وكان فريق الجيش الملكي سباقا للتسجيل بواسطة اللاعب المهدي النغمي في الدقيقة 57 ، قبل أن يعدل النتيجة لفائدة أولمبيك آسفي اللاعب عبد الغني معاوي في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع ((90+4 . ورفع فريق الجيش الملكي، الذي خرج من دور ربع نهاية كأس العرش، عقب هذا التعادل وهو الثالث في الموسم مقابل فوز واحد وهزيمتين، رصيده إلى ست نقاط (المركز الثاني عشر)، فيما أصبح رصيد فريق أولمبيك آسفي، صاحب المصباح الأحمر، نقطتين، جمعهما من تعادلين وخمس هزائم. وكانت مجموعة من الجماهير قد قاطعت هذه المباراة احتجاجا على اعتقال مجموعة من أفرادها عقب مباراة الفتح الرباطي، برسم إياب ربع نهاية كأس العرش.