في فصل الصيف ، ومع الارتفاع المهول لدرجة الحرارة، لا يجد شباب ويافعي جماعتي بين الويدان و واويزغت والدواوير المجاورة لهما متنفسا سوى ارتياد بحيرة بين الويدان للسباحة و والاستمتاع ببرودة مياهها القادمة من واديي أحنصال و العبيد . و رغم إدراكهم لخطورة السباحة داخل البحيرة إلا أن أغلب المرتادين ليس لديهم بديل . يقول "لحسن.ن" شاب اعتاد السباحة بالبحيرة: " نأتي إلى البحيرة في فصل الصيف كلما اشتدت الحرارة ، ونحن على وعي بخطورة السباحة فيها ، لكن ليس لنا بديل آخر ، فنحن لا نملك مسابح عمومية بمركز واويزغت تقينا شر مغامرة السباحة في البحيرة " . وتعرف جل المراكز الجماعية بإقليم أزيلال غياب مسابح عمومية تجنب اليافعين و الشباب خطر السباحة داخل البحيرات و الأنهار، أو حتى استغلالها لتعلم أبجدية السباحة بالنسبة للأطفال، وعلى الرغم من توفر بعض الوحدات الفندقية المتواجدة على ضفاف البحيرة على مسابح إلا أن ارتفاع ثمنها يحول دون إمكانية الاستفادة منها . فشباب المنطقة بالكاد يوفر ثمن التنقل إلى البحيرة (5دراهم)، و هناك من يضطر لقطع المسافة (8كلم )على الأقدام . وتعرف البحيرة ، في كل موسم، زيارات مكثفة للقادمين من مختلف الأقاليم المغربية، حيث يبحث فيها الزوار عن الاستجمام والسباحة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها المنطقة ، ما جعلها وجهة مفضلة للعديد من الأشخاص الباحثين عن الراحة و الهدوء و السكينة ، و كذا هواة الرياضات المائية و الصيد بالقصبة . و"أمام هذا العدد المتزايد من الزوار كل سنة ، تقول مصادر جمعوية بالمنطقة ، ينبغي على السلطات المعنية القيام بحملات تحسيسة للتوعية بخطورة السباحة في البحيرة ، فهي غير محروسة وتعد مصدرا للأحزان لكثير من العائلات التي سبق أن فقدت أبناءها غرقا خلال مواسم صيف سالفة، خصوصا في ظل عدم توفير علامات تشوير تنبه لخطر السباحة ، وغياب سباحين منقذين ، و كذا بعد أقرب مركز للوقاية المدنية و المتواجد بأزيلال (حوالي 30كلم من البحيرة )". في السياق ذاته ، ينبغي التذكير أن كتابة الدولة المكلفة بالماء، أطلقت يوم الأربعاء 20 يونيو 2018، "حملة وطنية تحسيسية بمخاطر السباحة في بحيرات السدود، ، تحت شعار "ما تغمروش بحياتكم.. السباحة في بحيرات السدود خطر"، مشيرة إلى "أن هذه الحملة تهدف إلى تحسيس وتوعية كل الساكنة المجاورة لبحيرات السدود الوطنية ومرتادي ضفافها بغرض الترفيه والاستجمام بخطورة المغامرة بالسباحة فيها…" فهذه "البحيرات بالرغم من أنها تبدو عموما هادئة وآمنة، إلا أنها في الواقع تنطوي على مخاطر حقيقية ومؤكدة ".كما تم تصوير فيديو تحسيسي ببحيرة بين الويدان منشور على القنوات التلفزية المحلية، يبين خطورة السباحة داخل البحيرات و الوديان وحجم المآسي التي يتركها موت قريب او صديق غرقا في البحيرة . يقول رشيد.أ فاعل جمعوي بالمنطقة " لقد دأبنا كل سنة على القيام بحملات تحسيسية بخطورة السباحة داخل البحيرة خصوصا بالنسبة للزوار الذين يجهلون طبيعة الأوحال بالقعر ، و كذا تجنب السباحة بشكل منفرد ، واجتناب الوقوف في منحدرات تفاديا للسقوط في البحيرة " ، مشيرا إلى أن " الحملات التحسيسية لا تكفي ، بل يجب أن تقوم الجهات المختصة بتثبيت علامات تشوير تحسيسية خاصة في النقط السوداء مثل اغنبو ايت حلوان ،تخاضوست ، ايت علوي و تفرنين، بهدف تنبيه عموم المغاربة و الأجانب إلى خطورة السباحة في بحيرة غير محروسة، و كذا توفير مركز للوقاية المدنية بجماعة بين الويدان ، لتفادي انتظار قدومها المتأخر دائما من أزيلال أو أفورار " . و جدير بالذكر أن بحيرة بين الويدان سبق أن شهدت تسجيل عدة حوادث مأساوية ذهب ضحيتها في الغالب زائرون باحثون عن الاستجمام أو هواة للصيد بالقصبة ، و ما ينطبق على بحيرة بين الويدان ينطبق كذلك على سد ايت واعرضا، سد مولاي الحسن الأول (تاشوريت) ، وكذلك قناة الري بأفورار .