في الأنفاس الأخيرة من المباراة/ الشمتة، التي جمعت مساء الجمعة بين المنتخبين المغربي والإيراني، تمكن اللاعب المغربي بوحدوز من التوقيع على هدف الامتياز، في آخر الثواني لصالح الخصم الإيرانيون ظلوا على امتداد عمر المباراة، يدارون زمن النزال ويتعاملون مع معطيات المباراة بثقافة الردع والحد الممكن من التحركات، عبر دفاع ثابت وخط وسط ضاغط على حامل الكرة، مع خلق الكثير من الاحتكاكات التي ساهمت بشكل كبير وواضح في تعطيل الآلة المغربية، التي افتقدت بسبب ذلك، إلى المساحات المطلوبة وإلى الفعالية المجدية، مما جعل الكثير من البياضات تحتل مسافات كبيرة داخل المنتخب المغربي، حتى أضحى خط الوسط غائبا وغير مساهم في بناء العمليات… وهكذا رأينا كيف كان أن اللاعب بوصوفة خارج الزمن، في الوقت الذي كان فيه دائما المحرك الفعلي والدينامو في بناء العمليات، بالمساهمة في خلق الأزقة والشوارع والفرص السانحة للتسجيل. وفي غيابه افتقدت العناصر المغربية البوصلة والموجه والصانع للألعاب، وكانت مساهمته سابقا ترقى إلى المستوى الذي نريده رفقة اللاعب المجرب الأحمدي. أمام منتخب إيران شاهدنا منتخبا مغربيا يتحرك بسرعة غير مضبوطة وبإيقاع زائد وبلعب فردي غير مألوف. كنا نريد الانتصار، معتمدين فقط على الرغبة والطموح، لكن غابت الطريقة والوسيلة. إضافة إلى أن بعض اللاعبين كانت تنقصهم التجربة والهدوء في اللحظات المشتعلة. نعم أهدر المنتخب المغربي فرصا حقيقية للتسجيل، وكان قريبا من تحقيق المبتغى لكن كان للمنتخب الإيراني حارسا نبيها حد من تحقيق الهدف، ومن رد فعل في المكان والزمن المطلوبين. كما أن الإيرانيين خلقوا فرصا حقيقة، كادت في مناسبات عديدة أن تغيير كل شيء. الهزيمة أمام إيران ستعقد بشكل واضح المهمة، خاصة وأننا سنواجه خصوم من الوزن الثقيل. لذلك أضحي الخروج هو الأقرب، اللهم إذا نزلت بركة من السماء في هذه الأيام المباركة. حقيقة فاجأنا المدرب رونار يوم اللقاء، فهو لم يكن ثعلبا كالعادة، وتجاوزته معطيات المباراة حتى نسي أن قانون اللعبة يمنحه حق التغيير، بل ثلاث تغييرات. ولم يحرك سعادته أي شيء وظل مستسلما لمجريات المباراة، ربما خانته التجربة ولم لا وهذه هي المرة الأولى الذي يكون فيه أمام الكبار وأصحاب التجربة الكبيرة في ميدان لا يعترف إلا بالحلول السريعة وفي الأوقات العصيبة. خاصة وأن بعض اللاعبين لم يعد بإمكانهم خلق الجديد، وبالتالي تجاوزتهم الأحداث وأضحوا عبئا على المباراة، وعلى عموم المتتبعين والمشاهدين، الذين أفسدت عليهم نتيجة المباراة حلول عيد الفطر.