تجربة الإيرانيين تحدث الفارق وتعجل بالإقصاء المبكر ... هشام الدكيك يعبر عن ارتياحه، ومدرب إيران لم يخف إعجابه باللاعبين المغاربة لم يكن من السهل استساغ الطريقة التي انهزم بها المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة أمام نظيره البنمي في أول لقاء له ضمن منافسات الدورة السابعة لمونديال التايلاند، هزيمة فجرت الكثير من ردود الفعل الغاضبة التي حملت المسؤولية مباشرة للمدرب هشام الدكيك، خاصة وأن معطيات الجولة الأولى قدمت فريقا مغربيا متألقا، مما جعل الفريق البنمي عاجزا عن مسايرة هذا المستوى اللافت الذي ظهر به أصدقاء عزيز درو، إلى الدرجة أن محللي الدورة التابعين للاتحاد الدولي، لم يخفوا استغرابهم لهذا التحول السلبي الذي طرأ على الأداء المغربي، رغم أن نسبة الاستحواذ على الكرة كانت في النهاية لصالح المغاربة ب 52 مقابل 48 . على هذا الأساس حاول الدكيك الاستفادة من أخطاء المباراة الأولى، رغم الفارق الكبير بين إمكانيات بنما حديثة العهد بدورات كأس العالم، وما يتمتع به منتخب إيران من تجربة غنية وفرديات رائعة، ولأجل ذلك فضل الإبقاء على العميد يحيا بايا المتقدم في السن ( 32 سنة) في الاحتياط في محاولة للاستفادة من مجهوده خلال الجولة الثانية، مع الاعتماد على أنور الشريح اللاعب السريع والمالك لتقنيات فردية ممتازة تخلق مشاكل كبيرة لدفاع الخصم. باستثناء هذا التغيير، فقد اعتمد المدرب على نفس التشكيل، الزعري في الحراسة ثم اصوفي، هابيل ودرو، وكلهم ينتمون لفريقي سبو وأجاكس القنيطرة، مع أن هذا الاعتماد الكلي على فريقين فقط يطرح أكثر من علامة استفهام لدى بعض المتتبعين لكرة القدم داخل القاعة على الصعيد الوطني. مع بداية الجولة، لم تلاحظ أية رغبة لدي الفريقين لأخذ المبادرة، لتنحصر الكرة في الوسط، مع تهديدات قليلة للحارسين نزاري والزعري، ولعل أخطر تهديد كان للفريق الوطني عن طريق قذفة قوية من بعيد صدتها العارضة، ومع توالي بدأ التهديد يأخذ طريقه نحو المرميين، مع ضياع الفرص السهلة من الطرفين، مما جعل التكافؤ السلبي يسيطر على جل الجولة الأولى. وعلى بعد أقل من دقيقة من انتهاء الجولة الأولى، أعلن الحكم عن ضربة جزاء مشكوك في مشروعيتها سجل بواسطتها اللاعب علي حسن زداه هدف السبق للإيرانيين، لكن سرعان ما ردت عليه العناصر الوطنية بعملية جماعية جميلة، أنهاها اللاعب يوسف المزراي في مرمى الإيرانيين معيدا المقابلة إلى التكافؤ. ولعل أبرز ملاحظة خلال هذه الجولة، تتجلى في عدم اعتماد المدرب على أربعة لاعبين فقط، الشيء الذي يكون له انعكاس سلبي على المخزون البدني، ويظهر ذلك في الجولة الثانية، كما حدث خلال المباراة الأولى، أما الملاحظة الثانية فتبرز بين الفينة والأخرى في طريقة لعب بعض العناصر الوطنية، حيث الاعتماد على التمريرات الطويلة، كما هو الحال بكرة القدم العادية وبالملاعب الكبيرة، وهو ما يتعارض جملة وتفصيلا مع كرة القدم داخل القاعة، وهذا ما يكون في الغالب لصالح الفريق المنافس، خاصة إذا كان متمرسا كالمنتخب الإيراني القوي. انطلقت الجولة الثانية من هذه المقابلة التي لم يحضرها جمهور كبير، بإيقاع مغاير عن سابقه، وحاول كل فريق تسجيل الأهداف لضمان الامتياز في هذه الجولة، مع بروز تفوق طفيف للاعبين المغاربة، خاصة اللاعب أسوفي الذي ناور من كل الجهات، وخلق متاعب كبيرة للإيرانيين بمراوغاته وتقنياته الفردية. وضد مجري اللعب تمكن المنتخب الإيراني من تسجيل هدف الفوز بواسطة أفشن كاديمي، وكان بإمكان العناصر الوطنية الرجوع في المباراة وتحقيق التعادل، إلا أن الإيرانيين عرفوا كيف يحافظون على النتيجة التي جعلتهم قريبين من المرور إلى الدور الثاني، أما المنتخب المغربي فقد حكمت عليه الهزيمة الثانية على التوالي، بالمغادرة المبكرة للمونديال التايلاندي، حيث سيواجه يوم الخميس في آخر لقاء منتخب اسبانيا أحد المرشحين للظفر باللقب. وبعد نهاية المباراة، خصنا المدرب هشام الدكيك بهذا التصريح المقتضب: «بالفعل ظهر تحسن كبير على أداء الفريق المغربي وأنا سعيد بذلك، الكل يعرف قوة المنتخب الإيراني وتجربته كبيرة، لكن عزيمة اللاعبين المغاربة استطاعت تجاوز فارق الإمكانيات، ومن تم الظهور بمظهر نال استحسان الجمهور الحاضر، والإيجابي أننا نتحسن من مقابلة لأخرى، فمستوى عناصرنا الوطنية لا علاقة له بالمستوى الذي ظهر خلال الجولة الثانية ضد بنما. وهنا لا بد من التأكيد على أن السبب في حدوث الهزيمة الأولى يعود لقلة تركيز اللاعبين الذين اعتقدوا أنهم فازوا بالمباراة مباشرة بعد تسجيل الهدف الثالث، لينقلب الوضع رأسا على عقب، بعدما كان الفوز بأيدينا، وهذا عامل يجب تصحيحه في القادم من الأيام. ضد إسبانيا في ثالث مقابلة، ورغم الفرق الشاسع سنحاول الظهور بمستوى مشرف، صحيح أننا أقصينا من المنافسات، لكن هذا لا يعني أننا سنستسلم لقدرنا، بل بالعكس سنحاول تقديم مستوى جيد، وترك انطباع ايجابي لدى متتبعي هذه البطولة، خاصة وأنها أول تجربة لنا، مما يساعد مستقبلا على تحقيق التطور الذي نسعى إليه جميعا...». أما مدرب إيران علي صنيع، فقال في تصريح خاص كذلك ل «بيان اليوم»: «وجدنا بعد صعوبة في تحقيق أول انتصار لنا بمونديال التايلاند، بعد التعادل أمام اسبانيا، المنتخب المغربي ظهر بمستوى جيد طيلة أطوار المباراة، وكان خصما صعب المراس وهذا ما فاجأنا حقيقة، إذ لم نكن نتوقع ذلك خاصة بعد الهزيمة الساحقة أمام بنما، أحب أن أقول لكم أن أداء اللاعبين المغاربة يمكن أن يتطور إلى الأحسن، شريطة تطبيق أسلوب كرة القدم داخل القاعة، فهم ينساقون أحيانا وراء طريقة اللعب بالملعب الكبير، وهذا خطأ يجب تصحيحه، غير ذلك فأنا مندهش من جودة الأداء، وبالمناسبة أهنيء الحارس المغربي على المستوى اللافت الذي ظهر به...».