لم نكن بحاجة لهدف بوحدوز العكسي في مرمانا لكي نعرف في نهاية مباراة إيران أننا أخلفنا موعدنا مع مباراتنا الأولى في روسيا 2018. حقيقة كان الهدف ضد مرمانا برأ» لاعبنا أمرا قاسيا للغاية والمباراة تلفظ أنفساها الأخيرة، خصوصا وأن العديدين قبل المونديال بكثير تساءلوا عن محل بوحدوز من الإعراب المونديالي، وعن الموسم المتميز الذي قضاه في الدرجة الثانية والذي جعل هيرفي رونار يراهن عليه للحضور في الكأس العالمية، لكن هذا الأمر لم يكن كل شيء المنتخب أضاع المبارة الأسهل في المجموعة الأصعب منذ وقع أشبال رونار في فخ المدرب الإيراني كيروش وتوهموا أن زمن اللقاء قد يعطيهم الفرصة الأولى والثانية والثالثة، وأنه لاداعي للترسع واستغلال الدقائق العشرين الأولى في المباراة الثمن كان باهظا للغاية، إذ استعاد الإيرانيون رؤيتهم للملعب بعد مرور بداية كان يمكنها أن تكون حاسمة للأسود، وبسطوا طريقة لعبهم، وفرضوا وتيرة التصعيد والتهدئة في اللقاء، وفهموا أو أفهمهم كيروش أن المغاربة يمتلكون حسا تكتيكيا بسيطا للغاية يمكن تنويمه بقليل من اللعب الخشن، وبكثير من الرهان على المرتدات الخاطفة وحين اضطر منير المحمدي للتدخل مرتين متتاليتين لإخراج الكرة من شباكه فهم الجمهور المغربي أن كل هجمة إيرانية قد تحمل الهدف وحده رونار لم يفهم هذه البديهية البسيطة واعتقد بعد إصابة نور الدين أمرابط أن الطلوب هو تعزيز الهجوم، فيما كان الوسط يعاني فعلا إدخال سفيان أمرابط مكان شقيقه نور الدين كان إلزاميا لكن إخراج الكعبي وتغييره ببوحدوز بالتحديد لم يكن أمرا عاقلا كثيرا كان مقامرة من طرف رونار الذي خاف أن يغامر منذ البدء وقرر المجازفة في آخر لحظات اللقاء. والفاتورة كانت غالية وذات طعم مر للمغاربة: بوحدوز يسجل ضد مرماه، إيران تقطف النقاط الثلاث للمباراة، وتتربع لعى عرش المجموعة باء مؤقتا. الإسبان والبرتغاليون في مباراة مجنونة أسماها المتتبعون مباراة كريستيانو ضد إسبانيا صنعوا الأهم بالنسبة للفرقتين: نقطة واحدة بين كبيرين المجموعة، وتوعد واضح في نظرات اللاعبين بعدم رحمة منتخب المغرب ومنتخب إيران في الجولة المقبلة هل انتهى المونديال بالنسبة للمغاربة؟ الجواب القطعي أمر أحمق الآن، فهي كرة قدم في نهاية المطاف، لكن كثيرا من الدلائل تقول لنا منذ اللحظة إن هذا الجمعة الذي صادف عيد الفطر كان بطعم قاس ومكلف للغاية وأن الحلم المغربي بتقديم مشوار متميز في هذه الدورة الروسية قد تلقى ربما ضربة قاتلة بالفعل من رأس مغربية، وهذا هو أسوأ ما في المقلب ككل