في بادرة ، تعد الأولى من نوعها، تستعد بعض صالونات الحلاقة والتجميل بإقليمالناظور لاحتضان مهاجرات ينحدرن من دول جنوب الصحراء، قبيل عيد الفطر، لإجراء التداريب وصقل المهارات التي اكتسبنها في تكوين يخضعن له في إطار مشروع «إدماج» الذي تشرف عليه جمعية «ثسغناس» للثقافة والتنمية بالناظور ASTICUDE، ويحتضنه مركز التدرج المهني «البستان» التابع للمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني. وفي تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أوضح شكيب سبايبي، المسؤول عن المشاريع المتعلقة بالهجرة وحقوق الإنسان داخل جمعية ثسغناس ، بأن مشروع «إدماج» يروم تمكين المهاجرات والمهاجرين من ولوج منصف وعادل إلى كافة الحقوق (الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية)، مبرزا بأنه يتضمن عددا من الوحدات والبرامج التكوينية والتحسيسية أهمها وحدة للتكوين في مجال الحلاقة لفائدة المهاجرات المنحدرات من دول إفريقيا جنوب الصحراء. وكشف ذات المتحدث بأن 35 مهاجرة، يستفدن حاليا، عبر مجموعتين، من دروس نظرية وأخرى تطبيقية تساهم في تأهيلهن وتمكينهن من المهارات والتقنيات التي تخول لهن الاندماج في سوق الشغل، مضيفا بأن 90% من المستفيدات سيبدأن فترة تدريبهن قبيل عيد الفطر، خاصة وأن عددا من صالونات الحلاقة والتجميل بإقليمالناظور، أبدت رغبة في احتضان المتدربات «قصد صقل المهارات التي اكتسبنها من جهة، والاستفادة من خبرتهن في طريقة تصفيف الشعر المعروفة ب»الراسطا» من جهة أخرى». وأكد شكيب سبايبي، بأن التكوين الذي تخضع له المهاجرات، إلى جانب مواطنات مغربيات، في مجال الحلاقة والتجميل سيخول لهن الحصول على شواهد من طرف مؤسسة التعاون الوطني، معترف بها، وستعمل الجمعية ، بتنسيق مع الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، على مرافقة المستفيدات في «رحلة» البحث عن فرص عمل تضمن لهن العيش الكريم داخل إقليمالناظور. وأشار المسؤول عن المشاريع المتعلقة بالهجرة وحقوق الإنسان داخل الجمعية، إلى أن المهاجرات تجاوبن بشكل كبير مع البرنامج وعبرن عن رغبتهن واستعدادهن للاستفادة من التكوين لاكتساب خبرة تمكنهن من تحسين أوضاعهن المادية، «وحضورهن اليومي بوحدة التكوين في مجال الحلاقة والتجميل بمركز التدرج المهني «البستان»، خير دليل على أنهن يردن البحث عن عمل والاستقرار بإقليمالناظور الذي قضت فيه غالبيتهن أزيد من 05 سنوات» يقول المتحدث، مضيفا بأن هناك إقبالا كبيرا على التكوينات التي تقوم بها الجمعية، غير أن ضعف الإمكانيات المادية يحول دون إضافة مجموعات أخرى في الوقت الحالي… وبالرغم من الظروف الصعبة التي تشتغل فيها الجمعية ، ارتأت موازاة مع التكوين في مجال الحلاقة والتجميل، إضافة دروس في محو الأمية التواصلية لمساعدة المستفيدات المنحدرات من دول جنوب الصحراء، على التمكن من اللغة ومعرفة بعض المفردات المتداولة داخل الإقليم لتيسير عملية تواصلهن اليومي مع المواطنات المغربيات، سواء خلال فترة التكوين أو فترة التدريب داخل الصالونات وبعد الحصول على عمل مستقبلا… هذا، وفي الوقت الذي عبرت عدد من المهاجرات في تصريحات لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، بأن خضوعهن للتكوين في هذا المجال هو فقط لملء الفراغ لأن حلم العبور إلى الضفة الأخرى من المتوسط مازال مسيطرا عليهن، ذكرت فيتاكاري ديالو من غينيا كوناكري، بأنها التحقت بالتكوين في مجال الحلاقة والتجميل وكلها أمل في الحصول على شهادة تمكنها من التدريب في الصالونات ولم لا الحصول على عمل والاستقرار بمدينة الناظور «لأنها المدينة التي كونتني وأعطتني فرصة الحصول على مهنة» تقول فيتاكاري. وكذلك الأمر بالنسبة لأنجلي المنحدرة من الكوت ديفوار، التي عبرت عن امتنانها للجمعية التي فتحت أمامها المجال للتكوين والحصول على دبلوم يؤهلها للعمل سواء بالمغرب أو ببلدها الأصلي. وجدير بالذكر أن جمعية ثسغناس للثقافة والتنمية بالناظور، تأسست في أبريل من سنة 1999، وانخرطت منذ إعلان السياسة الجديدة للهجرة سنة 2013، في سلسلة من الأنشطة، والورشات حول الهجرة واللجوء، «كما لعبت دورا ملحوظا في تحسيس المهاجرين لتقديم طلبات الاستفادة من بطاقة الإقامة. هذا إلى جانب تنظيمها لنشاط سنوي يعرف ب «السوق الإفريقية»، وهو الأول من نوعه على الصعيد الوطني، بحيث تقام خيمة كبيرة تعرض فيها المهاجرات المنحدرات من إفريقيا جنوب الصحراء منتوجاتهن التقليدية جنبا إلى جنب مع منتوجات الصناعة التقليدية المغربية، وموازاة مع ذلك تنظم الجمعية ندوات ولقاءات من أجل فتح نقاش عمومي حول موضوع الهجرة.كما تقوم حاليا، بشراكة مع المنظمة الدولية للهجرة، بإنجاز مشروع يتعلق بالأطفال غير المرفقين سواء المهاجرين أو المغاربة، و«يروم هذا المشروع توفير الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية لهؤلاء الأطفال، مع التفكير في إنجاز مركز لإيوائهم…» يقول المصدر ذاته.