تعادل منطقي بين الكوكب المراكشي والوداد البيضاوي بالبياض في قمة الدورة 5 من البطولة الاحترافية التي احتضنها الملعب الكبير بالمدينة الحمراء. اعتمد فريق الوداد البيضاوي بعد انطلاقة المباراة على محاولة جس نبض فريق الكوكب للوقوف على مكامن نقط قوته وضعفه عكس الكوكب الذي سعى منذ الدقائق الأولى إلى بناء الهجوم، ومع مرور الدقائق تحركت الآلة الودادية في محاولة للضغط على دفاع أصحاب الأرض، وكانت أخطر محاولة للزوار في (د 10) بعد تسديدة العمراني وتدخل الحارس المحمدي ببراعة للتصدي للكرة، وكانت هذه المحاولة إنذارا للكوكب ليحترس من خطورة الوداد، وفعلا اتخذ الكوكب الحيطة والحذر قبل المجازفة تحسبا لأية مفاجأة، الدقيقة 23 هجوم للكوكب يسفر عن ضربة حرة مباشرة بعد عرقلة العياطي، السقاط يسدد والدفاع الودادي يرد دون أن تشكل هذه المحاولة خطورة على الحارس الودادي. عناصر الوداد كانت الأكثر تحكما في اللعب تقنيا وتكتيكيا عكس لاعبي أصحاب الأرض الذين ركنوا إلى الدفاع، وتبقى محاولة هجومية في (د 34) الأخطر على مرمى الحارس المحمدي. الدقيقة 42 تبقى أخطر محاولة ودادية والحارس المحمدي ينقذ مرماه من هدف محقق، الشوط الأول كان وداديا بامتياز دون أن يسفر عن أي هدف لينتهي بالبياض. الشوط الثاني تميز بالإيقاع السريع خاصة من طرف لاعبي الكوكب، بينما الوداد حاول الحفاظ على نفس أسلوب لعبه في الجولة الأولى، التريث والاقتصاد في اللعب والبحث عن اقتناص الفرصة لمباغتة المحليين الذين التجأوا إلى الدفاع أكثر من الهجوم مما جعل محاولاتهم محتشمة وتفتقر للسرعة واللعب المفتوح. الدقيقة 70 جيفرسون حاول الانسلال من وسط الدفاع ومحاولته باءت بالفشل، أخطر كرة جاءت عقب تسديدة مركزة من اللاعب كوني في الدقيقة 73 مرت محاذية للقائم الأيسر للحارس المحمدي. الدقيقة 78 تمريرة من الجهة اليسرى ورأسية إيفونا مالك تمر جانب مرمى الحارس المحمدي وكادت أن تنزل بردا وسلاما على الكوكب. الدقائق الأخيرة من النزال جعلت الكوكب في محنة أمام انتفاضة الوداد، كوني يهدي كرة جميلة للكوردي في (د88) والأخير يضيع أمام الحارس المحمدي، لتنتهي هذه المباراة بالبياض في غياب ما كان يتوقعه الجمهور الذي تجاوز 20 ألف متفرج دون فرجة أو تشويق حيث هيمن الطابع الدفاعي على الهجومي وحال دون تسجيل الأهداف، فكانت مباراة بدون طعم وحلاوة. كواليس من مباراة الكوكب والوداد إقبال جماهيري لافت توافدت على مدينة مراكش منذ ليلة الجمعة وصبيحة السبت أعداد مكثفة من مناصري الوداد البيضاوي مما جعل السلطات الأمنية في حالة تأهب كل الطرقات المؤدية إلى الملعب الكبير بذات المدينة عرفت بدورها إنزالا أمنيا مكثفا كما ضرب طوق من مختلف الأجهزة الأمنية على جنبات الملعب تفاديا لأية أحداث شغب. وحسب معاينة الجريدة فإن جمهور البيضاء قدر عدده بحوالي 10 آلاف متفرج في حين غابت مجموعة إلتر كرازي بويز لمناصرة للكوكب فيما بلغ عدد الجمهور المراكشي بأربعة آلاف. نشيد كوكبي الأغنية التي تجسد تاريخ وأمجاد الكوكب ابتكرت من طرف مجموعة من المراكشيين ولأول مرة في تاريخ الفريق اللحن من طرف الرئيس فؤاد الورزازي النشيد بث أيضا على شاشة الملعب معززا بصور اللاعبين والكؤوس تنظيم عرفت عملية ولوج الملعب الكبير بمراكش حراسة مشددة مع مراقبة دقيقة لكل الوافدين من الجمهورين المراكشي والبيضاوي فضلا عن منصة الصحافة التي بدورها شهدت تنظيما محكما ومراقبة حازمة لهوية الإعلاميين حرصا على توفير الظروف الملائمة لأصحاب مهنة المتاعب حتى يتسنى لهم القيام بعملهم في ظروف مريحة وكان للأمن الخاص دور هام في التنظيم. إيبولا جاب جنبات الملعب شخص يرتدي الزي الوقائي لوباء إيبولا في إشارة منه لتحسيس المغاربة بخطورة هذا المرض الفتاك الذي دفع بالمغرب للإعلان عن المطالبة بتأجيل كأس "الكان 2015 " المزعم تنظيمه بالمغرب. مباشرة بعد نهاية مباراة الكوكب والوداد حوصر الجمهور البيضاوي في إحدى الساحات المجاورة للملعب الكبير بمراكش تحت حراسة أمنية مشددة إلى حين إخلاء الطرقات في الجمهور المراكشي. كما تم فرض حراسة أمنية على محطة القطار وعلى طول الشوارع المؤدية إليها والشأن نفسه بالنسبة للمحطة الطرقية بباب دكالة في محاولة في التصدي لأية أحداث شغب داخل المدينة. إلترا كرايزي بويز أوفت إلترا كرازي بويز بوعدها وواصلت قطيعة مباريات الكوكب بالملعب الكبير بمراكش احتجاجا على غياب وسائل نقل الجمهور المراكشي إلى ذات الملعب نظرا لبعد المسافة بينه وبين الأحياء المراكشية فضلا عن المنع من إدخال آليات التشجيع من طبول وغيرها. ورغم تدخلات مسؤولي الكوكب من أجل المصالحة فالمجموعة تتشبث بمطالبها، وكان لهذا الغياب أثر كبير على لاعبي الكوكب ضد الوداد.