بدءا من المعرض الدولي للكتاب فبراير 2018 بدأت حركية ثقافية مشهودة لجهة الدارالبيضاءسطات، بقيادة رئاسة الجهة ومكوناتها واللجنة الثقافية من منطلق قناعة أساسية أن لا تنمية ترجى بدون قاطرة الثقافة، حيث أصبح مقر الجهة ملتقى فكريا وتواصليا وحواريا يناقش الكتاب والثقافة والفن وليس هذا هو التدشين الثقافي الأول أو الجديد، بل نذكره هنا لكونه افتتاحا لمشروع ثقافي كبير ينزل منظور التعاطي مع فكرة الجهوية من منطلق ثقافي لأن الثقافة مكون وإرث ولحمة تجمع الإثنيات المتعددة والمثاقفات المكونة التي لها الاسهام الفعلي والتاريخي الذي يعاد جمعه مع مشروع الجهوية المتقدمة والموسعة. من خلال هذا التصور تتبعنا خلال شهر مارس الماضي المهرجان الدولي لموسيقى المكفوفين، وأتت محطة يوم الإثنين 20 ماي 2018، حيث أعلن رسميا عن مجموعة أنشطة ومقاربات ثقافية من خلال لقاء تواصلي وإعلامي، أقيم بمقر الجهة بالدار البيضاء ترأسه رئيس الجهة بحضور رئيس اللجنة الثقافية، وحضرته مكونات تمثل الثقافة والفن عبر الجهة ومكونات إعلامية، وكان الترافع حول المقترح المهرجاني للأنماط الفنية والثقافية المقترحة من خلال المقاربة الجمعوية والنظرة التفعيلية للموسيقى والمسرح تم السينما.. ما يجمع بين هذه المشاريع، ليس فقط رؤية فنية وثقافية لتنشيط الجهة بل الغوص في المكون واستحضار الجهة بعمقها وتاريخها وأعلامها وخصوصيتها.. ينطلق المشروع الثقافي في فاتح يونيو عبر مشروع تشخيصي وترافعي تقترحه وتقود فعالياته منتدى المواطنة من فاتح يونيو إلى شهر يوليوز 2018، حيث بسط رئيس هذا المنتدى عبد العالي مستور المشروع بأنه يندرج عبر مباردة مدنية ثقافية تنموية، تهم تعزيز وتطوير الحوار المدني والتشاور العمومي والاجتهاد والمبادرة والشراكة حول أولويات وشروط ومسؤوليات وآليات، قصد تنمية ثقافة المواطنة الديمقراطية والعيش الإنساني المشارك، والنهوض بموقع وأدوار الثقافة والعمل الثقافي في مسار بناء وتأهيل الجهوية نحو تحقيق التنمية الثقافية لجهة الدار البيضاءسطات، تم تمكين حقوق وواجبات الفاعلين الثقافيين بالجهة ومشاركتهم، وسيدشن هذا المشروع بملتقى مدني ثقافي جهوي، يرفع توصياته ومعطيات تداوله إلى كل المعنيين بالشأن الثقافي بالجهة كإسهام فاعل وتشاركي للنهوض بالجهة ثقافيا، فضاء الحوار التفاعلي والتشاركي سيكون بمقر الجهة مع الانفتاح على فضاءات جهوية للتواصل مع الفاعلين.. كما طرح ضمن المشاريع الثقافية، المهرجان الغيواني الجهوي الأول من طرف ميلود مسناوة، وهو مهرجان يحتفي بالظاهرة الغيوانية بتجاربها وإرثها ومجموعاتها ويكرم روادها، يعلن هذا المهرجان افتتاحه الرسمي بتاريخ 13 يوليوز2018 بساحة ماريشال وينطلق البلاطو الفني يوم 15 يوليوز بالجديدة ويوم 16 يوليوز بالسطات، ويوم 17 يوليوز بالمحمدية. وفي المجال السينمائي اقترحت الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، مهرجانا تيماتيكيا،»السينما والمدينة»، سينطلق من 21 إلى 25 يوليوز 2018، يضم المهرجان في فقراته أفلاما سينمائية من إنتاج 2017/2018، يجمع بينها موضوعة المدينة أو التي حضرت فيها البيضاء كموضوع أو فضاء، يدرج بعضها في المسابقة الرسمية بلجنة دولية، وأخرى تقدم كعروض بانورامية وعروض مفتوحة لعموم الجمهور، مع تكريمات واستعادة للذاكرة، والانفتاح على الشباب من خلال مسابقة للفيلم القصير جدا الذي يصور عبر الهاتف، والانفتاح كذلك على سينما الأطفال، مع حضور الجانب الفكري والأدبي في السينما من خلال ندوات محورية وورشات تكوينية. كما اقترح «مسرح الكاف» برئاسة الفنان والممثل والمخرج عاجل عبد الاله، المهرجان الجهوي الأول للمسرح الاحترافي، تحت شعار لنتصالح مع المسرح، ويعنى به المصالحة من داخل الذات الفنية ومن خارجها ومع المحيط عموما لتعود التقاليد المسرحية التي انطلق فيها المسرح بالجهة في مرحلة التأسيس والصيت السبعيني والثمانيني إلى بداية التسعينيات، سيما والبيضاء والجهة مقبلة على افتتاح المسرح الكبير، الذي يطرح السؤال ماذا أوجدنا له من أرضية ومن مشاريع ومن لمة ومن جمهور، سينطلق المهرجان خلال شهر رمضان من 4 إلى 7 يونيو 2018 حيث صرح أن المهرجان بيضاوي جهوي مائة في المائة، من خلال البرمجة لعروض مسرحية يقدمه فعاليات مسرحية فعاليات وأسماء فنية كبيرة ومحترفة بالجهة، إذ أن هناك لجنة احترافية تقوم بمهمتها حول سبعة عروض مسرحية داخل المسابقة وإلى جانب ذلك هناك عروض مسرحية بانورامية موزعة على فضاءات الجهة بالدار البيضاءوالسطات وبرشيد والجديدة وبنسليمان..وإلى جانب ذلك هناك ورشات تكوينية ومناقشة يومية للعروض المسرحية المقدمة داخل المسابقة، وللإشارة سيكرم المهرجان الجهوي الأول للمسرح الاحترافي الأستاذين والفنانين المبدعين الرمز والرائد الأستاذ عبد القادر البدوي، والمبدع والرائد الأستاذ عبد الرزاق البدوي.