شمعة أخرى تنطفئ من شموع هذا الإقليم وهذا الوطن الغالي مع رحيل أحد المناضلين الحقوقيين المتشبع بقيم الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان وحرية التعبير، المناضل الأستاذ الطيب العمراني والذي يعد من نشطاء هيئة المحامين بالناظور. ففي صمت وهدوء المناضلين الشرفاء رحل عن دنيانا الفانية إلى دار الخلود الفقيد الراحل الأستاذ الطيب العمراني بعزة النفس التي عرف بها .. ورحل عنا مبكرا والإقليم والوطن في حاجة ماسة إلى رجالات حكماء وعقول نيرة وقلوب نظيفة ... الشبيبة الاتحادية ورفاق اليسار والمجتمع المدني وأسرة القضاء وهيئة المحامين ومختلف الشرائح بالإقليم كانت عصر الخميس 2 أكتوبر على موعد مع اللحظة الصعبة ، لحظة الفراق ولحظة توديع أحد رفاقهم المخلصين الذي انتقل إلى جوار ربه تعالى بعد صراع مرير مع المرض الذي داهمه في السنتين الأخيرتين حتى أسلم روحه إلى بارئها وتوقف ذلك القلب الجميل عن الخفقان وتلك الابتسامة التي كان يقابل بها أصدقاءه وموكليه ومعارفه وزملاء المهنة... الفقيد الراحل الأستاذ الطيب العمراني ناضل في صفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، وتحمل مسؤولية عضو في الكتابة الاقليمية للحزب بالناظور. وكان عضوا نشيطا في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ، وساهم بمقالات صحفية متنوعة سواء مع صحافة الاتحاد الاشتراكي اوفي الصحافة المحلية بالناظور، كما ساهم في تنشيط أكثر من ندوة ولقاء بمختلف جهات المملكة معبرا عن آرائه الجسورة التي كان يجاهر بها ويطرحها بوضوح ... وسجل في إطار عمله كمحام مواقف خالدة في الدفاع عن حرية الصحافة، حيث آزر عددا من الزملاء الإعلاميين والحقوقيين والفاعلين الجمعويين. المناضل الراحل الطيب العمراني لم ينج من حملات الاعتقال التي كانت تستهدف المناضلين في سنوات الرصاص وأدى ضريبة المبادئ التي آمن بها ... ظل على نهجه صامدا ، وساهم مع كل المخلصين للوطن في دعم الديمقراطية . وفي محفل مهيب حضره رفاق الراحل من قدماء مناضلي الاتحاد الاشتراكي واليسار وأسرة القضاء بالإقليم والأساتذة المحامين تتقدمهم نقابتهم وممثلو الهيئات السياسية والنقابية وفعاليات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والكثير من الأصدقاء والمعارف ، تم تشييع جنازته بمقبرة سلوان في لحظة صعبة ومؤثرة. فتحية لمن أفنوا زهرة شبابهم من أجل هذا الوطن ... فقد صمد منهم كثيرون وكثيرات .. قد نعرفهم وقد لا نعرفهم، قد نذكرهم وقد لا نذكرهم .. لكن لا يمكن لأحد إلغاءهم أو مسحهم من تاريخ النضال الجماهيري الذي سيبقى يذكر الأجيال بما صنعه هؤلاء وإلى ما وصلت إليه بلادهم اليوم . وبهذه المناسبة الأليمة نتقدم بأحر التعازي لأسرة الفقيد الراحل وفي مقدمتها زوجته الكريمة وابنه ونجلته وشقيقه محمد العمراني ولجميع الأقارب والمعارف والأصدقاء ، داعين الله العلي القدير أن يسكنه فسيح جنانه ويلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.