أخبار الناظور.كوم - عبد المنعم شوقي - التصوير للزميل : أحمد خالدي . شمعة أخرى تنطفئ من شمع هذا الإقليم وهذا الوطن الغالي مع رحيل أحد المناضلين الحقوقيين المتشبع بقيم الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان وحرية التعبير، المناضل الأستاذ الطيب العمراني والذي يعد من نشطاء هيئة المحامين بالناظور.
ففي صمت وهدوء المناضلين الشرفاء رحل عن دنيانا الفانية إلى دار الخلود الفقيد الراحل الأستاذ الطيب العمراني بعزة النفس التي عرف بها .. ورحل عنا مبكرا والإقليم والوطن في حاجة ماسة إلى رجالات حكماء وعقول نيرة وقلوب نظيفة ...
الشبيبة الاتحادية ورفاق اليسار والمجتمع المدني وأسرة القضاء وهيئة المحامين ومختلف الشرائح بالإقليم كانت عصر الخميس 2 أكتوبر على موعد مع اللحظة الصعبة ، لحظة الفراق ولحظة توديع أحد رفاقهم المخلصين الذي انتقل إلى جوار ربه تعالى بعد صراع مرير مع المرض الذي داهمه في السنتين الأخيرتين حتى سلم روحه إلى بارئها وتوقف ذلك القلب الجميل عن الخفقان وتلك الابتسامة التي كان يقابل بها أصدقاءه وموكليه ومعارفه وزملاء المهنة...
الفقيد الراحل الأستاذ الطيب العمراني التحق بصفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قبل أن ينضم إلى المؤتمر الوطني الاتحادي ، وكان عضوا نشيطا في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ، وساهم بمقالات صحفية متنوعة مع إخوتنا في " العبور الصحفي " وساهم في تنشيط أكثر من ندوة ولقاء بمختلف جهات المملكة معبرا عن آراءه الجسورة التي كان يجاهر بها ويطرحها بوضوح ...
وسجل في إطار عمله كمحامي مواقف خالدة في الدفاع عن حرية الصحافة حيث آزر عددا من الزملاء وكانت الجريدة التي أتشرف بإدارتها واحدة من التي استفادت من خدمات الفقيد الراحل حينما وقف رحمة الله الواسعة عليه يآزرنا في مواجهة غطرسة البصري في أوائل التسعينات وتقدم بملتمس يرمي إلى استدعاء العامل عبد الخالق بنجلون للمثول أمام القضاء للإجابة على مجموعة من الاستفسارات وهو الشيء الذي لم تستسغه النيابة العامة آنذاك ورفضته كما رفضته المحكمة لأنه كان من باب المستحيل في العهد البصروي أن يتم استقدام العمال إلى المحاكم عكس ما نعيشه اليوم حيث نرى مسؤولين كبار يحاكمون وفق القانون...
المناضل الراحل الطيب العمراني لم ينج من حملات الاعتقال التي كانت تستهدف المناضلين في سنوات الرصاص وأدى ضريبة المبادئ التي آمن بها ...
ظل على نهجه صامدا ، وساهم مع كل المخلصين للوطن في دعم الديمقراطية ..
وفي محفل مهيب حضره رفاق الراحل وأسرة القضاء بالإقليم والأساتذة المحامين تتقدمهم نقابتهم وممثلي الهيئات السياسية والنقابية وفعاليات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والكثير من الأصدقاء والمعارف ، تم تشييع جنازته بمقبرة سلوان في لحظة صعبة ومؤثرة.
فتجية لمن أفنوا زهرة شبابهم من أجل هذا الوطن ... فقد صمد منهم كثيرون وكثيرات .. قد نعرفهم وقد لا نعرفهم قد نذكرهم وقد نذكرهم .. لكن لا يمكن لأحد إلغائهم أو مسحهم من تاريخ النضال الجماهيري الذي هو سيبقى يذكر الأجيال بما صنعه هؤلاء وإلى ما وصلت إليه بلادهم اليوم .
رحم الله الفقيد والصديق الراحل وأسكنه فسيح جنانه وألهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان .