يومه العالمي يصادف العاشر من ماي من كل سنة يخلّد العالم، يومه الخميس 10 ماي 2018، اليوم العالمي لمرض الذئبة الحمراء، الذي يعتبر من أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها جهاز المناعة خطأ خلايا الجسم السليمة في أجزاء مختلفة من الجسم. مرض يصيب النساء بدرجة أولى بنسبة تسع أضعاف مقارنة بالرجال، وبالأخص الأشخاص ذوي الأصول الأفريقية أو الآسيوية الذين يكونون أكثر عُرضة له من ذوي الأصول الأوروبية، ونتيجة لهذا الخطأ تتأثر أعضاء حيوية للغاية مثل الكليتين أو القلب والجهاز العصبي. ويشكّل اليوم العالمي للداء فرصة لتسليط الضوء على هذا المرض، الذي يطال حوالي 20 ألف امرأة مغربية، غالبا هنّ في فترة الشباب ويعانين بشدة أكثر، لأن التشخيص عادة ما يكون متأخرا أو لم يثبت أبدا بسبب أعراضه الكثيرة والمختلفة من شخص لآخر، علما أن المرض قد يهاجم جميع الأعضاء تقريبا، مما يؤدي إلى عواقب تهدد الحياة، خاصة أثناء الحمل، هذا في الوقت الذي لايوجد فيه لحدّ الساعة إلى لعاج شافٍ للداء. متعدد الأوجه من أهم أعراض الذئبية الحمراء، حساسية فائقة لأشعة الشمس، تخص 80٪ من المرضى، تظهر عبارة عن بقع جلدية حمراء كبيرة تأخذ شكل فراشة تغطي الوجه والخدين وقصبة الأنف، ويمكن أن يطال هذا الطفح أماكن أخرى للجسم المعرضة لأشعة الشمس مثل العنق والمنطقة العليا من الصدر والذراعيين. وتعود تسمية المرض إلى هذه العلامة الحمراء اللون التي تظهر على وجه المريض وتشبه قناع الكرنفال، هده العلامة هي في غاية الأهمية لأنه تمكّن إلى جانب معايير تشخيصية أخرى من التمييز بين الذئبية الحمراء وأمراض مناعية جهازية أخرى تشبهها كالروماتيزم الرثياني والمتلازمة الجفافية. من الأعراض الشائعة للمرض التي تخص ما يقارب 90٪ من المصابين، آلام في المفاصل تكون من نوع التهابي، تبلغ ذروتها ليلا مع تحسن نسبي أثناء النهار مرورا بفترة تيبس صباحي. ومن الممكن أن يكون هناك تورم واحمرار للمفاصل، وقد يطال هذا الالتهاب جميع المفاصل، لكن الإصابة تهمّ في الغالب المفاصل الصغيرة لليد، ومن خصائصه أنه لا يخلف دمارا لها مبدئيا عكس الروماتيزم الرثياني . مرض مزمن وُصف منذ أكثر من قرن من الزمن، يصيب 0.5 إلى 1 من كل 1600 نسمة، تنال النساء حصة الأسد منه مقارنة بالرجال، خصوصا ما بين سن 20 و 30 أي أثناء حقبة النشاط التناسلي، أخذا بعين الاعتبار أنه مابين 10 و 15٪ من الحالات يصيب المرض الأشخاص من دون سن السادسة عشر ويتسم هذا البدء المبكر بجدية الإصابة. مربك ولا يمكن التنبؤ به تختلف أعراض المرض وحدّته من شخص لآخر ويتطور بشكل دوري مع فترات سكون ونوبات يمكن أن تكون شديدة الخطورة، يصاحبها ارتفاع حرارة الجسم دون وجود أي تعفن ميكروبي، مع نقص في الوزن وتعب شديد، علما أنه أثناء هذه النوبات يتساقط الشعر بكثرة. قد يؤثر المرض على وظيفة الكليتين وقد يتسبب في فشل كلوي كامل، وقد يصاب المريض بضيق في الشرايين التاجية وذبحة صدرية أو بالتهاب أغشية القلب، وتدلّ إصابة الجهاز العصبي على تطور خطير للمرض تتجلى في تغيرات في السلوك وتشنجات عصبية، أو شلل في الأطراف، كما يمكن أن يحدث المرض التهابا حادا على مستوى العين. ويعدّ جفاف العيون والفم وتقرّحاته من العلامات الاعتيادية للمرض، إضافة إلى تحول لون أصابع اليدين عند تعرضها للبرد من اللون الوردي المعتاد إلى اللون الأبيض أو الأزرق، العلامة المعروفة بظاهرة رينود أو برودة الأطراف، وقد تتعرض الحوامل المصابات بمرض الذئبية لمشاكل إجهاض متكرر، إذ تشكل فترة الحمل خطورة على المصابة في غياب تكفل ملائم للمرض. مرض غير قابل للشفاء لكن يمكن السيطرة عليه لا يوجد علاج جذري للمرض، بالرغم من أن هناك إمكانية كبيرة للسيطرة عليه الآن، وتتوفر عدة علاجات تُهدئ من النشاط غير الطبيعي لعمل جهاز المناعة، وبالتالي تخفف من تداعياته على الأعضاء الحيوية للجسم مثل الكلي. ويبدأ علاج المرض عادة ببعض الأدوية المضادة للالتهاب ثم ينتقل المريض بعد ذلك للأدوية المتخصصة مثل «الكورتيزون» ومثبطات المناعة، علما أن الساحة الطبية عرفت في السنوات الأخيرة ظهور دواء جديد للمرض من عائلة الأدوية البيولوجية.