الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أخونا سي الطيبي رحمة الله عليك، جئنا هنا أمام قبرك الطاهر مع عائلتك الصغيرة وعائلتك الكبيرة وأصدقائك ومحبيك لنترحم عليك أولا وقبل كل شيء, ولنبرز بالنسبة للأجيال الصاعدة أهمية الأدوار التي قمت بها طيلة حياتك والمهام الكبيرة التي تكلفت بها، وعلى رأسها مهمة المربي والمعلم، لقد تمكنت من متابعة دراستك بفضل اجتهادك الشخصي وتضحيات عائلتك رغم تواضع مداخلها ومصاحبة وتأطير الحركة الوطنية, وهكذا أصبحت من أول المغاربة المتخصصين في الرياضيات مباشرة بعد الشهيد المهدي بنبركة, وهذا ما أدى بك لتصبح من أول الأساتذة المغاربة في الرياضيات, في الوقت الذي لم يكن يلج هاته المهنة إلا الأساتذة الأجانب, فتعلمت على يديك الأجيال الأولى من تلامذة ثانوية مولاي ادريس بفاس, ثم ثانوية مولاي يوسف بالرباط ,حيث كان لي الشرف بأن أكون احد تلامذتك، لكن مباشرة بعد حصول المغرب على استقلاله توجهت إلى واجهة التربية المناضلة الواعدة, حيث كنت المبادر إلى تأسيس حركة الطفولة الشعبية إلى جانب مجموعة من المناضلين وفي مقدمتهم الشهيد المهدي بنبركة, ومنذ ذلك الوقت واسمك مرتبط بالطفولة الشعبية، فالطفولة الشعبية هي الطيبي بنعمر, والطيبي بنعمر هو الطفولة الشعبية. منذ ما يقارب الستين سنة توالت أجيال واجيال على المسؤولية وتسيير هاته المنظمة وبقيت أنت دائما باتفاق بين الجميع الرئيس المؤسس وهي المنظمة التي فتحت الآمال لعشرات الآلاف من الأطفال المنتمين للأحياء الشعبية بالمغرب. ومن الناحية المهنية, لا ننس أنك تحملت منذ بداية الاستقلال مسؤولية في قطاع النقل على رأس المكتب الوطني للنقل, فقدمت هنا كذلك مثال نموذج الموظف المستقيم النظيف المجتهد والجاد ,وأخيرا لابد أن نبرز خصالك كانسان, إذ كنت رجلا مسلما وطنيا تقدميا وكنت والجميع يعرفك بصمتك وهدوئك وصبرك ، كنت منفتحا على العديد من أصدقائك الكثيرين الذين صاحبوا حياتك كلها وهم يفتخرون بهاته الصداقة وبهاته المحبة رحمة الله عليك وإنا لله وإنا إليه راجعون.»