اختتمت فعاليات الدورة الثانية لمنتدى الصداقة المغربية الصينية المنظمة بمدينة أكادير، من 26 إلى 28 مارس 2018، بشراكة بين جهة سوس ماسة وجمعية الصداقة للشعب الصيني مع البلدان الأجنبية وجمعية الصداقة المغربية الصينية، بتوقيع اتفاقيات شراكة بين الطرفين في عدة مجالات اقتصادية وعلمية وثقافية، تليها قراءة توصيات المنتدى. وعرفت الدورة توقيع 11 اتفاقية تفاهم بين الفاعلين الصينيين ونظرائهم المغاربة في إطار التعاون اللامركز،وفي هذا الاطاروقع مجلس جهة سوس ماسة اتفاقيتي تفاهم،الأولى تتعلق باتفاقية مع إقليم «شانشي» الصيني،الذي يقع في شمال جمهورية الصين،فيما أبرمت الاتفاقية الثانية بين مجلس جهة سوس ماسة والجمعية الصينية «نينغشيا» للصداقة مع الدول الأجنبية. كما وقعت الجماعات الترابية لكل من تارودانت وطاطا وتزنيت وأيت ملول وفم الحصن وأكادير اتفاقيات تفاهم مع مدن صينية: داتونج، تشانغجياجيه، داليان، ووشي، يانغتشو، نانجينج. بينما وقعت رئاسة جامعة ابن زهر بأكادير اتفاقيتين تعاون مع نظيرتها الصينية جامعة شنغهاي جياوتونغ وجامعة نينكسيا.وناقشت مجالس عمالة وأقاليم إنزكَان أيت ملول وتارودانت وطاطا سبل التعاون مع الأقاليم الصينية لأنهوي وهونان وقويتشو. وضمن فعاليات اليوم الثاني للمنتدى، احتضنت غرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير،لقاءات ثنائية بين الفاعلين الاقتصاديين المغاربة وخاصة من سوس ونظرائهم الصينيين في قطاعات استثمارية هامة تتعلق بقطاعات البناء والأشغال العمومية والفلاحة والصيد البحري والطاقات المتجددة والصناعات الغذائيةبالإضافة الى قطاع الصحة. هذا وركز البيان الختامي الصادر عن المنتدى،على الإستمرار في التعاون العملي والشراكة والتعاون اللامركزي بين الجماعات الترابية المغربية و الحكومات المحلية الصينية في مجالات الفلاحة والصناعة والصيد البحري والسياحة والثقافة والطاقات المتجددة والاقتصاد الرقمي،مؤكدا على تنزيل التوصيات والمقترحات على أرض الواقع في سياق العمل المشترك الذي يجمع بين الطرفين المغربي والصيني. وكانت الورشات الموضوعاتية المنظمة في الدورة الثانية قد ناقشت عدة موضوعات تهم على الخصوص الفلاحة والصناعة الغذائية من أجل تثمين الموارد الفلاحية في سوس ماسة، وفرص الإستثمارفي تربية الأحياء المائية وتثمين المنتوجات البحرية بالجهة. كما تطرقت إلى مؤهلات أكادير،كوجهة سياحية مفضلة لدى العديد من الأسواق العالمية.وما تزخر به جهة سوس ماسة من بنيات تحتية وفرص الإستثمار في التكنولوجيا الحديثة،والإبتكار والطاقات المتجددة . هذا وتميزت اليوم الأول من هذا المنتدى الدولي،بعرض قدمه رئيس مجلس جهة سوس ماسة «إبراهيم حافيدي»حول الرؤية الإستراتيجية لجهة سوس ماسة في أفق 2035،وأهم محاور المخطط الجهوي التنموي في عدة قطاعات حيوية بالجهة.بينما قدم مدير المركز الجهوي للإستثمار بجهة سوس ماسة»خالد نزيه»،الإمكانيات الإقتصادية للجهة والأوراش المفتوحة وفرص الإستثمار الممكنة. وفي هذا الشأن تتبع الوفد الصيني ما تزخربه هذه الجهة من إمكانيات فيما يخص البنيات التحتية ومنصات الإستقبال من ميناء ومطار وطرق سيارة ومناطق صناعية بمختلف عمالات وأقاليم الجهة ومشاريع كبرى مفتوحة في إطار التنزيل الترابي لمخطط التسريع الصناعي، بما في ذلك المنطقة الحرة للتصديرالمقامة على مساحة إجمالية تصل إلى 300 هكتار. هذا وعرفت هذه الدورة مشاركة حوالي 450 فاعلا من رجال الأعمال والمسؤولين المحليين والجامعيين من مختلف المدن والجهات والأقاليم بالبلدين،بحيث وشكل هدا المنتدى فرصة لتعزيز الروابط القائمة وتطوير إطار العمل والشراكة في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والجامعية. وفي كلمة له في الجلسة الإفتتاحية،أكد سفير الصين بالرباط على أن دولة الصين الشعبية تراهن المغرب كشريك استراتيجي بصفته جسرا يربط بين أسيا وأفريقيا وأوروبا لذلك سيلعب دورا مهما في تفعيل مبادرة الرئيس الصيني «الحزام و الطريق». كما تمكن الوفد الصيني في اليوم الأخير من المنتدى الدولي من القيام بزيارات ميدانية لعدد من الضيعات الفلاحية ومعامل التلفيف ووحدات الصناعة الغذائية والمناطق الصناعية بجهة سوس ماسة.