احتضن الفضاء الثقافي دار الصويري بمدينة الصويرة، نهاية الأسبوع المنصرم، حفل تقديم وتوقيع الديوان الشعري « شذرات نائية من كتاب الغربان» لمؤلفه مبارك الراجي. وتميز هذا الحفل، الذي يندرج في إطار البرنامج الثقافي والفني والأدبي لشهر مارس لجمعية الصويرة موكادور، بحضور ثلة من المفكرين والكتاب والشعراء والنقاد، بالإضافة إلى فاعلين جمعويين من مدينة الرياح وغيرها. وكانت أقوى لحظات هذا الحفل، تقديم الأستاذ الباحث والناقد الفني عبد الله الشيخ، لهذا الديوان الشعري الذي يتضمن حوالي 169 صفحة من الحجم المتوسط، والصادر عن دار النشر «الفنك». وأكد عبد الله الشيخ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مبارك الراجي يعد شاعرا بارزا، يسعى إلى إثارة النقاش حول كينونة الانسان، حسب تصوره الأدبي، مشيرا إلى أن هذا الشعر يعتبر بمثابة الكيمياء الوجودية، ويتعلق الأمر بشعر الحياة في التعبير العام. وأضاف أن هذا الديوان يشكل محطة رمزية وليست لعبة قطعية، مسجلا أن الأمر يتعلق بلغة متعددة النغمات تتوفر على ذاكرة نصية تحيل على التجربة المعاشة، والواقع في مختلف تجلياته. وحسب عبد الله الشيخ، فإن مؤلف ديوان «شذرات نائية من كتاب الغربان» يدعو، حسب طريقته، إلى الصور الرمزية والمحطات المرجعية في ميثاق سيرته الذاتية، من خلال إطلاق العنان لخياله الواسع وأحاسيسه الداخلية. أما بالنسبة للشاعر مبارك الراجي، فإن هذا العمل الأدبي يثير عددا من القضايا ذات البعد الفلسفي، والجمالي، وأيضا، ذات العلاقة بمرجعيات فنية وشعرية، موضحا أن اختيار طائر الغراب في عمله الأدبي يرجع إلى المكانة التي يحتلها هذا الطائر في الميثولوجيا والثقافة العالمية بصفة عامة. وبهذه المناسبة، تم سرد بعض الأبيات من هذا الديوان، من قبل الكاتبين والناقدين عبد اللطيف السبقي ومحمد معتصم، عضوي اتحاد كتاب المغرب، مع التركيز على الجانب الانساني والأدبي والمهني لهذا الشاعر، الذي كرس سنوات عدة من حياته للرقي بهذا النوع من الأدب والإبداع بشكل عام. تجدر الإشارة إلى أن الشاعر مبارك الراجي، المزداد سنة 1966 بالصويرة، يعتبر أحد أعضاء اتحاد كتاب المغرب، الذي يتميز بالأصالة والقوة والتفرد في شعره الذي لقي ترحيبا واسعا من قبل المهتمين بهذا المجال. يذكر أنه صدر لمبارك الراجي، أيضا، ديوانان شعريان، الأول بعنوان «ضد اليابسة أو بهاء النسيان» الذي نال جائزة عبد الوهاب البياتي بدمشق سنة 1998، والثاني بعنوان «ترنيمة لآدم».