صدر مؤلف جديد للباحث الأكاديمي بدر المقري، تحت عنوان «ببليوغرافيا تاريج مدينة وجدة». وأولى مؤلف الكتاب، الذي يقع في 338 صفحة، العناية للببليوغرافيا الخاصة بالمصادر العربية لتاريخ مدينة وجدة، وذلك حتى «يكون البحث في الذاكرة التاريخية لمدينة وجدة في متناول الباحثين والمهتمين بالتاريخ الثقافي لحواضر المغرب ومدنه». وبحسب المقري، فإن هذا الكتاب، الذي يعد أول مقاربة ببليوغرافية بالعربية حول تاريخ مدينة وجدة، وتطلب 25 سنة من البحث العلمي، يتوخى خدمة البحث المتعلق بتاريخ المدينة ، من جهة رفع العوائق التوثيقية، وضمان نواة رصيد معرفي يعرف الباحث فيه دليله المرجعي. ويؤكد الباحث الأكاديمي أنه «من علامات المفارقة التي انطلق منها المؤلف أن مدينة وجدة التي جدد بناءها زيري بن عطية عام 384 ه – 994 م، لا تظهر مصادرها ومراجعها بسهولة». وجمع هذا الكتاب التوثيقي، الذي وقعه بدر المقري مؤخرا بوجدة، بين تنظيم وتصنيف وترتيب المصادر والمراجع، تيسيرا للاستفادة منها في إدراك تاريخ مدينة وجدة. كما قدم المؤلف معطيات موجزة تأخذ شكل مداخل وصفية للمصادر والمراجع. واعتمد الباحث الأكاديمي بدر المقري في إعداد الوحدات التوثيقية لهذه الببلوغرافيا، طريقة التوثيق النسقي التي تعنى بإنجاز «أوعية المعلومات»، منحازا في ذلك إلى الطرائق المعتمدة عالميا في مكنز المصادر مخطوطة كانت أم مطبوعة أم مرقونة. ولم يكتف المقري في هذه الببليوغرافيا بالمعطيات الوصفية الخاصة بتاريخ وجدة، بل استند إلى قناعة منهجية مفادها أن «الببليوغرافيا في مناهج البحث في العلوم الإنسانية الراهنة تعتبر أداة للتحليل قبل كل شيء». ويؤكد الباحث الأكاديمي، في هذا الصدد، أنه لا يدعي تقصي الغاية في هذه الببليوغرافيا، لأن ذلك من مسؤولية كل الباحثين المتطلعين إلى التعريف بالمسار التاريخي لمدينة وجدة. وقال إنه رجح أن تعنى هذه الببليوغرافيا بالمصادر والمراجع العربية، لأن وفرة المصادر والمراجع الفرنسية تقتضي عملا مستقلا، سيصدر له قريبا. إلى ذلك، عمل المقري على توسيع المساحة الزمانية لهذه الببليوغرافيا لتشمل المرحلة المعاصرة.