من بين المفاجآت الجميلة التي حملتها الدورة التاسعة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة أنها كشفت عن الوجه الآخر الإبداعي للسوبرانو المغربية سميرة القادرى، من خلال مشاركتها ، في دور رئيسي بالفيلم السينمائي «الفراشة» للمخرج حميد باسكيط، المتنافس في المسابقة الرسمية للفيلم الطويل بالدورة. في هذا الجانب صرحت الفنانة المغربية المتألقة في أداء الفن الغنائي المتوسطي العريق بمختلف ألوانه وأشكاله المتميزة ل» الاتحاد الاشتراكي»، أنه باعتبارها خريجة المعهد العالي للفن المسرحي و التنشيط الثقافي بالعاصمة الرباط، و باعتبار أيضا أن الذين اشتغلت معهم في هذا الفيلم السينمائي هم زملاء لها من قبيل حميد باسكيط، سعيدة باعدي وحفيظة باعدي ورشيد الوالي.. فإن التجربة تدخل في نطاق اختصاصها وتكوينها..، خصوصا وأن الشخصية التي تقمصتها في فيلم «الفراشة» لا تبتعد كثيرا عن شخصيتها كسميرة القادري و اسم الذي تحمله في هذا الشريط هو نفس اسمها بعدما كان قبلا «ليلى القادري» بعد اتفاق مع زميلي مخرج الفيلم حميد باسكيط. وفي سؤال ل «لاتحاد الاشتراكي» أنه بعد رسم الصورة اللامعة للفنانة سميرة القادري طيلة سنوات عديدة في المجال الغنائي العتيق وترسيخ هويتها فيه، ألم يكن هناك تخوف من خوض التجربة في أداء الفن الدرامي، أوضحت الفنان البجعدية أنه لم يكن يدور في خلدها أي تخوف لعدة أسباب، منها أن الشخصية التي أدتها في هذا الفيلم ليس بعيدة عنها، من منطلق حضورها كمغنية، ثم ثقتها في زملائها الذين اشتغلت معهم ، خاصة من خريجي المعهد و بالضبط حميد باسكيط الذي أدت معه أدوارا كثيرة عندما كانا طالبين، « فهو يعرف كفاءاتي، وأنا، كذلك أعرف كفاءاته»، وبالتالي فالمشاركة في هذا الإطار، بعد كل هذه السنوات، لن تكون إلا حاملة للإضافة للمشوار الفني من الجانبين. وتضيف السوبرانو المغربية «أنا سعيدة جدا ليس بكوني سميرة القادري الممثلة، بل كنت سميرة القادري الفنانة الإيريكية التي قامت بدور الشخصية المحورية، وهذا لا يمكن إلا ان يثري مساري الفني ويعطيه إضافة نوعية أخرى». وردا على سؤال ل «الاتحاد الاشتراكي» حول يمكن مشاهدة سميرة القادري في أعمال درامية أخرة بعد هذه التجربة الفيلمية، قالت سميرة القادري «ممكن ذلك، لكن بشروط، وهي أن الفنان ينبغي أن يكون دقيقا في اختيارته الفنية، حتى يستطيع ن يضيفا إشعاعا آخر لمساره الفني» وهذا ينطبق علي بالدرجة الأولى باعتباري فنانة إيريكية، يسمعني الناس أكثر، في مجال غنائي ذي طابع عالمي يتجاوز كل الحدود.» وعن تقييم عطاءاتها ومشاركتها في فيلم «الفراشة» بعد مشاهدته، كشفت سميرة القادري، أنه بطبيعة الحال، الفنان لا يمكن أن يكون مقتنعا،مئة في المئة،» لكن – تضيف – الظروف التي يشتغل فيها الفضاء السينمائي بصفة عامة ليست طروفا تساعد على تحقيق فيلم كما خطط له قبلا، ولكن أحيي بهذه المناسبة للزميل حميد باسكيط أنه استطاع بإمكانيات بسيطة أن «ينقذ الفيلم» بالرغم منو توفر إطارات فنية علة مستوى التشخيص والعمل التقني الحيد، ومن ثمة أرى أن تحققت في الفيلم الكثير من الاشياء كما لم تتحقق ايضا الكثير من الاشياء، ويبقى في الأخير الحكم للجمهور: