قامت جمعية CINEAD التي يرأسها المخرج المسرحي حميد باسكيط مؤخرا بمبادرة تكريم الراحل محمد مجد والفنانة المقتدرة زهور السليماني. هذا التكريم الذي لقي تجاوباً وتعاطفاً واسعين من طرف فنانين، مثقفين، ومهتمين بالمجال الفني.. أبوا إلا أن يشاركوا في حفل تضامني مع زملائهم الذين باغتهم القدر أو الذين يعانون مشاكل صحية. التقينا المخرج المسرحي حميد باسكيط صاحب هذه المبادرة وأجرينا معه الحوار التالي: كيف جاءت فكرة تكريم الراحل محمد مجد والممثلة زهور السليماني المعروفة بفليفلة؟ منذ ستة أشهر والساحة الفنية تفقد أفراداً من أسرتها، وهناك من هو طريح الفراش، فمعظمهم يعيشون حالات اجتماعية قاسية، لهذا أدركنا أنه من الواجب علينا أن نتحمل مسؤوليتنا الأخلاقية والإنسانية لمساعدة هؤلاء الفنانين، رغم أنهم لا يمدون أيديهم لطلب المساعدة. ما هو نوع المساعدة؟ هذه المساعدة أخذت أشكالا متنوعة من بينها اللوحات التي ظلت معلقة على جدار المركب الثقافي لسيدي بليوط، والتي تبرع بها العديد من الأسماء المعروفة في عالم الفن التشكيلي، أذكر منهم على سبيل المثال: الملاخ، رحول، الغطاس، الفرنسي ريكو، الراجي، المليحي، العرج، منار، حميد غزلان، الإيطالي ريدجي وآخرون. هل كان هناك إقبال على شراء هاته اللوحات؟ أنتم تعلمون أن الشعب المغربي لديه ثقافة التكافل والتضامن. فبمجرد، ما شاع خبر اللوحات حتى اتصل بي سعد الشرايبي هاتفياً وقال لي: «احجزوا لي أغلى لوحة»، وهذا يعبر عن مدى تعاطف هذا المخرج مع إخوانه الفنانين الذين عملوا إلى جانبه في مجموعة من الأعمال الدرامية، فهنيئاً لهذا المخرج بهذا الحس الإنساني النبيل وبهذه الروح التضامنية. ما هي الذكريات التي تحتفظ بها مع الراحل محمد مجد؟ كانت هناك ذكريات جميلة مع هذا الهرم الذي كان الممثل الرئيسي في فيلم «فطومة» الذي قمت شخصياً بإخراجه وشاركت فيه زوجتي سعيدة باعدي، في هذا الفيلم أظهر محمد مجد على قدرات احترافية قلما تجدها عند ممثلين آخرين. كان رحمه الله يتمتع بروح مرحة، وكانت له قدرة كبيرة على خلق أجواء حيوية وجميلة مع أصدقائه وأقاربه. الآن وحتى لا ننسى هؤلاء الفنانين والمثقفين من طينة محمد مجد ومحمد سكري... الذين كرسوا حياتهم لخدمة الفن والثقافة في هذا البلد، قررنا أن يكون هذا التكريم تقليداً سنوياً وليس موسمياً. لماذا هذا الغياب عن الساحة الفنية؟ كما تعلمون، الممثل يأخذ حصة الأسد في الظهور على الشاشة، بينما المخرج له مكان وراء الكاميرا، هذا من جهة، أما من جهة أخرى، كانت لدي مسؤولية إدارة المعهد الإيطالي للحرف السينمائية التي أخذت جزءاً كبيراً من وقتي وأرغمتني على الابتعاد نوعاً ما عن الإخراج. هل تعيينك على رأس إدارة المعهد كان تشريفاً أم العكس؟ أولا هذا المنصب كان بالنسبة لي تكليفاً وتشريفاً في نفس الوقت، تشريفا: لأنني تحملت المسؤولية داخل المعهد لمدة خمس سنوات استقطبت من خلالها أساتذة ومثقفين أكفاء للمعهد من بينهم المرحوم محمد سكري، حيث أعطوا كل ما لديهم لهؤلاء الشباب من أجل تكوين سينمائي بالمجان، فكانت النتيجة إيجابية بجميع المقاييس، حيث استطاع بعض الشباب من خريجي الفوج الأول أن يلتحقوا مباشرة بالعمل في 2M وآخرون بالبرلمان.... تكليفا: لأنه ليس من السهل أن تدير مؤسسة وأن تبحث لها في نفس الوقت عن مصادر للتمويل، خاصة وأن الايطاليين مولوا الجزء الأول فقط، بعد ذلك، قمت شخصياً بتمويل الجزء الثاني، وقد كلفني ذلك 170.000 أورو من مالي الخاص، لم أكن أود التحدث عن هذا الموضوع، ولكن لابأس أن أوضح للذين يروجون كلاماً من قبيل أن حميد باسكيط كسب أموالا كثيرة من الايطاليين، هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وأنا مستعد للحساب، وفي أي وقت للحديث عن ذلك. آخر كلمة: أشكر كل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذا التكريم، متمنياً الشفاء العاجل لمجموعة من الفنانين، الذين يعانون مشاكل صحية، والرحمة والسلوان للذين فقدناهم كما أتمنى التوفيق للسيدة نجاة الصقلي، حرم الممثل الراحل حسن الصقلي، والتي أصبحت على رأس إدارة المعهد الايطالي لمهن السينما، لتكمل المسار الذي بدأناه منذ خمس سنوات بهذا المعهد.