تتبع رواد الأنترنيت والموقع الاجتماعي «الفيسبوك»..، منذ الخميس 21 فبراير الماضي، تفاصيل الاتهامات المتبادلة بين المخرج المغربي نوفل براوي وشركة الإنتاج «أغلال»، وذلك بعد أن نشر المخرج على صفحته الرسمية بالموقع المذكور نصا يتهم فيه الشركة بكونها دفعته للتخلي عن إخراج مسلسل «درب الحمام» الذي ينتظر بثه شهر رمضان المقبل على القناة الأولى. وقد استهل البراوي نصه بأسلوب مزج فيه بين الغضب والسخرية السوداء بالتعبير عن الاعتذار لكونه، على حد تعبيره، أرغم على التخلي عن هذا العمل بالرغم من أنه بدأ الإعداد له واختار ممثليه منذ انطلاق فكرته، لمجرد أنه طالب بالاشتغال في ظروف عادية من غير أن يكون مجبرا على قبول كل الشروط والأوامر، دون حق في المناقشة أو القرار. و اعتذر المخرج أيضا من مدير شركة «أغلال» المعروفة بإنتاجها لمسلسلات أمازيغية، لكونه «رغب في القيام بعمل جيد يحترم أدنى شروط الاحتراف واختياره لعناصر يثق في قدراتها الفنية وتتوفر على سير ذاتية تشهد على ذلك وتكون متفرغة لعملها الجديد، بدل أن تكون منهكة من فرط عمل سابق وتحت ضغط إنتاج آخر يعد لرمضان. و استرسل نوفل البراوي في نفس السياق وطلب الصفح كذلك من لجنة انتقاء المشاريع بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، لعدم قدرته على احترام الثقة التي وضعتها فيه بحيث خضع لرغبات شركة الإنتاج «أغلال»، عندما اختارت مخرجا غيره ليكمل العمل الذي بدأه، ضاربة بعرض الحائط ما قررته اللجنة. دون أن ينسى كذلك التوجه بنفس الاعتذار لزملائه في المهنة الذين حاولوا، حسب تصريحه دائما، الدفع به لقبول هاته الشروط بعلة أن هذا هو السائد، وأضاف معتذرا دائما لكل هؤلاء، بكونه تشبث بحلمه وبإمكانية العمل في ظروف ملائمة وأنه صدق أن المخرج هو شريك في العملية الإبداعية وليس أجيرا يطبق الأوامر فقط. من جهتها وردا على اتهامات نوفل براوي، كذبت شركة «أغلال»، في بيان لها الخبر، مصححة بأنه لم يتم منعه بل لم يتم توقيع أي عقد بينه وبين الشركة أصلا وبالتالي، حسب قول البيان، فإنه يسعى فقط لتضليل الوسط الفني والتشويش على الشركة، وأضاف بيان الشركة أيضا بأن هذا الأخير بتصريحاته يوحي بأنه هو صاحب السيناريو، في حين أن حقوق التأليف انتقلت من المؤلف زكريا قاصي لحلو إلى شركة « أغلال «، التي تنازلت عنها لفائدة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وذلك من خلال عقد واضح لا لبس فيه. كما أكد نفس المصدر، الذي تناقلت العديد من المنابر الإعلامية نصه، بأن اختيارهم قد جاء نتيجة لاستنفاد كل السبل لحصول الشركة على ضمانات تثبت قدرة المخرج على تقديم منتوج في المستوى، خاصة لعدم وفرة سيرته المهنية على مسلسلات تلفزية، وأكد البيان أيضا أن الشركة اتخذت قرارا بعدم المجازفة بإسناد الإخراج لنوفل براوي حرصا على الوفاء بالتزاماتها مع الشركة الوطنية للإذاعة وباختيار المخرج حكيم قبابي الذي لاقت سيرته الذاتية استحسانا من لدن لجنة الانتقاء، وقد كان ذلك طبقا للقوانين التي استوفت الشركة شروطها والتي تخول لها الحق في استبدال العاملين بهذا العمل. كما أردف بيان شركة « أغلال « بأنها لا تقبل بأن تخضع للوصاية، وأن تشبث نوفل البراوي بالقول إنه هو مخرج المسلسل يعد انتحالا لصفة وقد يدفعها لمتابعته قانونيا. وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من زوار صفحة المخرج تجاوبوا مع تدوينته ومنهم من ينتمي للحقل الفني ونذكر منهم، على سبيل المثال لا الحصر، فؤاد سويبة، الروائي والسينمائي، الذي اقتسم مقالته على صفحته الشخصية مرفوقة بتعليق جاء فيه أن من يريد معرفة أسباب تراجع الدراما التلفزية بالمغرب ما عليه إلا أن يطلع على صرخة نوفل براوي هاته، ثم أضاف متوجها للمخرج «نحن من علينا الاعتذار لك». من جهته علق الفنان محمد الشوبي على ما نشره المخرج بتأكيده على ضرورة تدخل النقابات والجمعيات المهنية وكذا رفع ملتمسات للجهات المنتجة، وذلك لإعادة النظر،على حد قوله، في دفاتر التحملات كي لا تبقى الشركات المنفذة هي المخاطب الوحيد بل كل العاملين في المشروع، وتكون السلطة الفنية للمخرج والكاتب والممثلين وسلطة التنفيذ للشركة وعمالها ليصبح العمل متكاملا والمسؤوليات معروفة ومحددة.