دعا فاعلون في قطاع الإنتاج الدرامي التلفزيوني الوطني بمكناس إلى استراتيجية واضحة المعالم تنهض بالقطاع وتقطع مع الإنتاج الموسمي الذي يقتصر على شهر رمضان المبارك . واعتبر المخرج شكيب بنعمر، خلال ندوة حول موضوع "الإنتاج الدرامي... من سؤال المضامين إلى معالجة الأنواع الدرامية" في إطار الدورة الرابعة لمهرجان مكناس للفيلم التلفزيوني (13-18 مارس الجاري)، أن الدولة رغم توفيرها للبنيات التحتية كمعاهد تكوين المهنيين في التمثيل والتنشيط والمسرح مطالبة أيضا بتوفير الإمكانيات للخريجين الشباب في هذا المجال وتشجيعهم على الإبداع وتسويق أعمالهم محليا ودوليا. وتوقف بنعمر عند بعض الإكراهات التي تعيق الإبداع الدرامي بالمغرب والمتمثلة في معيقات مسطرية وإدارية ومالية وقانونية، داعيا إلى إحداث قنوات متخصصة في الإنتاج الدرامي إنتاجا وإبداعا، وكذا العمل على تشجيع الخواص قصد الاستثمار في هذا القطاع "لأننا في حاجة إلى أعمال درامية وطنية تعكس "واقعنا وتنبثق عنها صور من واقع المجتمع المغربي".ودعا أيضا إلى التفكير في إحداث مؤسسة وطنية للإنتاج التلفزيوني تتكلف بإنتاج الأعمال الدرامية، معتبرا أن إحداث هذه المؤسسة من شأنه المساهمة في التنمية وتغيير القيم وترسيخ حب الوطن والانتماء إليه لدى المشاهد، خصوصا في ظل الانتشار الواسع للأعمال الأجنبية "الدخيلة" على قيم وتقاليد المجتمع المغربي من قبيل المسلسلات المدبلجة التي "تقتل قيمنا ولغتنا وتاريخنا، وتكرس قيما لا علاقة لها بالعادات ولا تعكس مستوى الأسر المغربية مما يؤثر سلبا على الناشئة ونمو الأطفال". وبالمقابل، رأى عادل الطوخو، ممثل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، أن اقتراح إحداث مؤسسة وطنية للإنتاج التلفزيوني ليس حلا للنهوض بالإنتاج الدرامي الوطني، وإنما يكمن الحل في تشجيع وتحفيز الخواص على الاستثمار في هذا القطاع. وأضاف الطوخو أن هذا القطاع لا يتوفر على منتجين، وإنما على شركات تنفذ الإنتاج لفائدة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والقناة الثانية، وذلك وفق شروط وقوانين معقدة أهمها دفاتر التحملات والميزانية وطلبات العروض مما يؤثر على الجانب الإبداعي. أما المخرج نوفل براوي، فاعتبر، من جهته، أن دفاتر التحملات "فكرة جيدة" لكن يبقى فقط على القنوات التلفزية الوطنية أن تتوفر على الرغبة في إعطاء منتج درامي جيد يحترم ذكاء المتلقي، مشيرا إلى أن حوالي 85 في المائة من الأعمال التلفزية تنتج خلال شهر رمضان المبارك. يشار إلى أن الدورة الرابعة لمهرجان مكناس للفيلم التلفزيوني، الذي تنظمه جمعية العرض الحر تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، تعرف تنافس عشرة أفلام على جوائز المسابقة وهي من إنتاج القناتين الأولى والثانية والقناة الأمازيغية، ويتعلق الأمر ب"الذئاب لا تنام" و"خيوط العنكبوت" و"أحلام مؤجلة" و"ألوان في المنفى" و"قف" و"ولكم واسع النظر" وعودة الماضي" و"الشرط" و"باب تكونيكتا". وستعرض الأفلام المشاركة في المسابقة على لجنة تحكيم تضم في عضويتها الفنان محمد مفتاح (رئيس اللجنة) وكاتب السيناريو يوسف فاضل، والممثلة والمخرجة سناء عكرود، والمخرج نوفل البراوي، والإعلامي الإماراتي عيسى الميل، المدير السابق لقناة أبو ظبي . وفضلا عن عرض سلسلة من الأفلام التلفزيونية المغربية خلال هذه الدورة، التي تنظم بشراكة مع مجلس جهة مكناس- تافيلالت والجماعة الحضرية لمكناس وبتعاون مع القناتين الأولى والثانية والذي تتميز بمشاركة فرنسا كضيف شرف، يتضمن البرنامج أيضا تنظيم ندوة حول تجربة قنوات "فرانس تلفزيون" في مجال الإنتاج الدرامي.