صدرت حديثا، أنطولوجية «شيخات وشيوخ العيطة»، لجمعية أطلس أزاوان، لحفظ التراث اللامادي المغربي وتثمينه والنهوض به. وتعد هذه الأنطولوجية عملا من شأنه المساهمة في حفظ هذا الفن الشعبي العريق الذي يشكل مكونا أساسا للذاكرة الجماعية، والذي يتعين نقله للفئات الشابة، ومنحه المكانة التي يستحقها. وتنبع الغاية من هذا العمل من كون البعد الشفهي مكونا رئيسا في فن العيطة كما هو الحال بالنسبة للعديد من الأنماط الموسيقية المغربية، إذ يتجسد هذا البعد في الصوت الشجي ل»الشيخات» اللواتي يحكين ويغنين الحياة اليومية، بالإضافة إلى كون العيطة تركيبة من الأحداث التاريخية والثقافية والاجتماعية التي تميز الجذور المغربية منذ قرون. وتعد هذه الأنطولوجية، التي ساهم في إعدادها أكثر من 200 فنان جاؤوا من كافة ربوع المملكة (من ضمنهم الإخوان اولاد بن عكيدة، وخديجة مكروم، ومجموعة أولاد البوعزاوي، وخديجة البيضاوية ومصطفى البيضاوي، وولد قدور…)، تكريما لوجوه العيطة الذين لايزالون ينشرون هذا الفن، لإغناء المشهد الثقافي والتراث اللامادي الوطني، وكذا إعادة تسليط الضوء على فن العيطة الذي أضحى مهددا بالزوال. وتتضمن هذه الأنطولوجية تقديما لفن العيطة وجذوره التاريخية وأنواعه وخصوصياته والأسماء الرئيسة التي اشتهرت بهذا اللون الفني (فاطنة بنت الحسين، والحاجة الحمونية ومحمد العروسي، وبوشعيب البيضاوي والماريشال قيبو…)، وكذا الآلات الموسيقية التي تستعمل في هذا الفن (التعريجة، والدربوكة، والبندير والكمنجة ولوتار، والمقرون.. )، وقاموسا لمفرداته، والمواضيع التي يتناولها، وعلاقة الفنانين بمحيطهم، ومكانة المرأة داخله، علاوة على الدور الاجتماعي الذي تمثله العيطة. وتحتوي هذه الأنطولوجية على 10 أقراص مدمجة صوتية، لأكثر من 70 عنوانا مسجلا، مصحوبة بقصائد باللغتين العربية والفرنسية، وكذا صورا تجمع العيطة الحصباوية، بالمرساوية والزعرية والفيلالية، والجبلية والشياظمية والحوزية، في عمل تطلب إنجازه قرابة ثلاث سنوات، وأياما من التسجيل والتصوير. وقد حصل هذا العمل قبل صدوره الرسمي، على جائزة «كو دو كور» (خفقة قلب) من أكاديمية شارل كروس بفرنسا، كما سيتم تقديمه في 8 مارس المقبل بمعهد العالم العربي بباريس مرفوفا بحفلة موسيقية لخديجة البيضاوية وخديجة مركوم