جرى مساء أمس الثلاثاء بالدار البيضاء تقديم الشريط الوثائقي " شيخات وشيوخ العيطة "، الذي يسلط الضوء على مختلف أنماط فن العيطة، مرفوقا بكتابين باللغتين العربية والفرنسية يتضمنان مجموعة كبيرة من الصور حول هذا الفن. وقد تطلب هذا الشريط، الذي أنجز تحت إشراف رئيس جمعية أطلس أزوان ابراهيم المزند، تعبئة أزيد من 250 فنانا، وثلاثين من العازفين ينتمون لمختلف مناطق البلاد، منهم أولاد بن عكيدة ، وخديجة مرغون، ومجموعة البوعزاوي ، وخديجة البيضاوية ، وولد قدور. ويبرز هذا الشريط ، التي اعتمد على سبعين تسجيلا باستوديو هبة، جانبا مهما من الفنون الحية القروية التي تعتمد على صوت العنصر النسوي ، والتي تنقل عشاق هذا الفن إلى مختلف مناطق البلاد. كما يسلط الضوء على الألحان والأغاني الخاصة بكل نوع من أنواع العيطة، التي تعتمد على إيقاعات مجموعة من الآلات ، منها البندير، والعود، والوتار، في تناغم مع أصوات الشيخات والشيوخ. وتضمن هذا الشريط ، الذي بلغت فترة تسجيله وتصويره مدة ثلاث سنوات ، مجموعة من الصور التي التقطت خلال مختلف فترات التسجيلات ، وكذا النصوص التي طبعت هذا الفن ، الذي يجمع مختلف أشكال العيطة منها، الحصباوية، والمرساوية، والزعرية، والفيلالية ( البلدي)، والجبلية، والشياظمية، والحوزية. واعتبر المزند ، في تصريح صحافيء، إن شريط "شيخات وشيوخ العيطة " ينطلق من فكرة تثمين فن العيطة، والنهوض به ، مع الحفاظ على جزء مهم من التراث الموسيقي المغربي، من خلال منحه المكانة التي يستحقها. وأضاف أن هذا الشريط يعد مساهمة في إعادة تأهيل فن العيطة باعتباره فنا قابلا للضياع ، مشيرا إلى أن هذا الفن يتنقل من عصر لآخر عن طريق تسجيل وحفظ الأفراح، والنضالات، والتطورات ، والتفاعلات التي شكلت حياة الساكنة عبر الزمن. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الشريط حصل على جائزة " كو دو كوور" لأكاديمية شارل كرو في فرنسا ، قبل أن يخرج للوجود رسميا. وسيتم عرض هذا الشريط بباريس يوم 8 مارس في معهد العالم العربي، تليه حفلة موسيقية تنشطها خديجة البيضاوية وخديجة مرغون.