أصيب بشير صالح، المسؤول المالي السابق خلال فترة حكم معمر القذافي، بالرصاص في جنوب إفريقيا ونقل إلى المستشفى، كما ذكر، أول أمس الأحد، محاميه الفرنسي لوكالة فرانس برس. وفي فرنسا، يرغب القضاء في استجواب بشير صالح في التحقيق حول التمويل الليبي لحملة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في 2007. وقال المحامي اريك موتي مؤكدا معلومات صحافية إن بشير صالح «تعرض للاعتداء على متن سيارته الجمعة، وأطلقت النار عليه، ونقل إلى المستشفى لكن حياته ليست بخطر». وذكرت صحيفة «جورنال دو ديمانش» أن الاعتداء حصل في سانتون بضاحية جوهانسبورع. واسم بشير صالح مدرج في التحقيق الذي يجريه منذ 2013 القضاء الفرنسي حول اتهامات بتمويل ليبي لحملة نيكولا ساركوزي الرئاسية في 2007 عبر زياد تقي الدين ومسؤولين ليبيين سابقين، ودائما ما نفى الرئيس السابق هذه الاتهامات. وصدرت بحق صالح مذكرة توقيف دولية، وكان يعيش في المنفى في جنوب إفريقيا. ويعدّ بشير صالح، أحد أبرز رجال النظام الليبي السابق الذي كان يحظى بثقة العقيد الراحل معمر القذافي، حيث اشتغل معه لمدة 35 عاما، ويوصف بأنه «العلبة السوداء» التي تتكتم إلى اليوم، عن تفاصيل وقيمة الاستثمارات والأموال الليبية الموجودة في بنوك الدول الإفريقية، وتحمل أسرار عائلة القذافي المالية التي كان مسؤولا عن إدارتها. وتولى صالح حتى سنة 2009، إدارة محفظة ليبيا إفريقيا للاستثمار، وهي صندوق مالي ضخم، تم تأسيسها في إطار سياسة توجه ليبيا نحو إفريقيا، ووقع تكريس رأسمالها للاستثمارات الليبية في القارة، حيث تنشط في أكثر من 25 بلدا إفريقيا في مجال الفنادق والنفط والبنية التحتية والعقارات إلى جانب الاتصالات والبنوك خاصة مصرف الساحل والصحراء للاستثمار والتجارة والذي يتواجد في حوالي 10 دول إفريقية، وتملك ليبيا 45 في المئة من رأسماله. وتعود علاقة بشير صالح (72 سنة) بمعمّر القذافي إلى منتصف القرن الماضي، حيث زاول تعليمه الابتدائي جنبا إلى جنب معه في مدرسة بمدينة سبها جنوب ليبيا، قبل أن ينتقل للدراسة في طرابلس أين تحصل على دبلوم في العلوم والرياضيات، وتم تعيينه مدرّسا بمدينة مرزق سنة 1967. وفي السبعينيات وبعد ثورة الفاتح من سبتمبر 1969، وقع تعيين بشير صالح سفيرا لليبيا في دولة تنزانيا، وطلب منه القذافي التخصص في منطقة إفريقيا ما وراء الصحراء، قبل أن يعينه في 1990 أمينا عاما للعلاقات الخارجيّة بمؤتمر الشّعب (البرلمان)، وفي 1994 صار رئيسا لجهاز المراسم العامّة، وهو المنصب الذي مكنه من توسيع علاقاته في إفريقيا وخارجها. في سنة 1998 عين القذافي بشير صالح رئيسا لمكتبه الخاص، ومكلفا بمهمات خاصة، كما كان صالح وراء تأسيس «محفظة ليبيا إفريقيا للاستثمار» التي تولى إدارتها حتى عام 2009. ويشتبه القضاة الفرنسيون في أن الكسندر جوهري، رجل الأعمال المقرب من ساركوزي، قد ساعد صالح على مغادرة فرنسا على متن طائرة خاصة عبر النيجر ربيع 2012، بينما كانت هناك مذكرة توقيف بحقه في ليبيا. ويتساءل القضاة أيضا حول عملية البيع المشبوهة في 2009 لفيلا تقع في موجان، في الريفييرا الفرنسية بحوالي 10 ملايين يورو، وقد اشتراها صندوق ليبي كان بشير صالح يتولى إدارته، ويشتبهون في أن جوهري هو المالك الحقيقي وبائع هذه الفيلا، وبأنه اتفق مع صالح على تحديد سعر شراء «مرتفع جدا»، كما تفيد عناصر التحقيق التي وصلت إلى وكالة فرانس برس. وقد أوقف جوهري في يناير في لندن بتهمة «اختلاس أموال عامة» في إطار هذا التحقيق، وهو ينتظر قرارا من المحكمة لتسليمه إلى فرنسا.